اجتماعية مقالات الكتاب

الدور المأمول للمشرف التربوي

لقد وضعت المملكة العربية السعودية رؤية 2030م لتكون منهجاً واضحاً, وخارطة طريق للنهوض بكافة مجالات التنمية وخاصة المنظومة التعليمية كأحد المحاور الرئيسة لنجاحها حيث رسمت الرؤية التوجهات والسياسات التعليمية العامة والأهداف والالتزامات الخاصة بها لتكون المملكة نموذجاً رائداً في المجال التعليمي ويكون التعليم محوراً أساسيا في دفع عجلة الاقتصاد الوطني وتحقيق التنمية المجتمعية الشاملة وفق هذه الرؤية المستقبلية من خلال تطوير التعليم العام وإعادة هيكلة المناهج الدراسية وإعداد مناهج تعليمية متطورة تركز على المهارات الأساسية للطالب وتطوير المواهب وبناء الشخصية،

وكذلك تعزيز دور المعلم ويقع على عاتق المشرف التربوي دورا أساسيا للمساهمة في تحقيق هذه الرؤية حيث يسعى المشرف التربوي من خلال أدواره والمهام الموكلة له إلى غاية أساسية تتمثل في تحقيق جودة التعلم وتحسين نوعيته، كونه من العمليات التربوية الحيوية المصاحبة لعمليتي التعليم والتعلم في المدرسة إلى جانب كونه حلقة اتصال فاعلة بين المدرسة والأجهزة الإدارية والفنية في إدارات التعليم حيث يقوم المشرف التربوي باتخاذ جميع الأساليب والإجراءات اللازمة للتعرف على احتياجات العملية التربوية ومتطلبات تحسين مستوى أدائها الشامل وصولا إلى التمكين

كما وأنه يمثل حلقة الاتصال بين الميدان التربوي والأجهزة المسؤولة عنه، فهو يرتبط بالجانب الفني لوزارة التعليم ويمدها بالمعلومات الحقيقية عن إيجابيات العمل ومناحي تطويره التي في ضوئها يتم اتخاذ القرارات ويكتسب الإشراف التربوي أهميته من خلال الخدمات الفنية التي يقدمها والمتمثلة في متابعة العملية التربوية ومعايشة مشكلاتها، ثم وضع الحلول المناسبة لها، فهو حلقة الاتصال بين الميدان والأجهزة الإدارية والفنية التي تشرف على عملية التعليم والتعلم، علما بأن التوسع في الخدمات التعليمية مع انتشار المدارس وازدياد عددها يفرض الحاجة إلى وجود مشرفين متخصصين في مواد الدراسة المختلفة ليقوموا بمهمة الإشراف على أعمال المعلمين، ومساعدتهم وتمكينهم من تحقيق الأهداف المنشودة.

ولتحقيق رؤية المملكة 2030 ينبغي على المشرف التربوي القيام بالعديد من الوظائف يدور معظمها حول تحسين الأداء التربوي وزيادة فاعليته المتمثلة في مساعدة المعلمين على استيعاب وظيفتهم والإيمان بها، وفهم الأهداف التربوية وترجمتها إجرائيا في الأداء المدرسي اليومي، إضافة إلى مساعدة المعلمين على متابعة كل جديد ومتطور في مادة التخصص والعمل على التنسيق بين جهود المعلمين، وتقويم العملية التربوية تقويما سليما فضلا عن تطوير علاقة المدرسة بالمجتمع المحلي والاتصال الإيجابي مع المعلمين، وإثارة دافعيتهم،

وتشجيعهم على النمو المهني، وتهيئة الظروف المناسبة لإحداث التغير اللازم لتطوير العملية التعليمية التعلمية من خلال استخدام سلطة التأثير الشخصي التي تقوم على النزاهة والصراحة والثقة وروح الأنظمة والقوانين الرسمية وتطوير عملية المتابعة والتقويم للطلبة من خلال استخدام أساليب تقويمية نظامية كالاختبارات والامتحانات الفصلية، إضافة إلى أهمية استخدام أساليب تقويم تتمثل في المتابعة المستمرة لأداء الطلاب ومن أجل رسم نظرة مستقبلية للإشراف التربوي

فلا بد من تطوير أساليب الإشراف التربوي، وتبني طرق ونماذج حديثة لمساعدة المعلمين على التنمية المهنية الموجهة والذاتية وإثراء خبرات المشرفين التربويين، وإكسابهم المهارات فيما يتعلق بكيفية التخطيط للشؤون الإدارية والمالية، ووضع خطط لتطوير الإشراف التربوي على مستوى العمل على رفع مستوى أداء المشرفين التربويين من خلال تنمية قدراتهم الإشرافية القيادية في تحمل المسؤولية والاعتماد على النفس سعياً إلى التجديد والتطوير بما يحقق رؤية المدرسة ورسالتها التربوية وتنويع أنشطة وفعاليات البرامج التدريبية للمشرفين التربويين لتتوافق والمتطلبات المتجددة في مجال الإشراف التربوي لتحقيق رؤية المملكة 2030م.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *