شارك وفد من هيئة تقويم التعليم والتدريب، في المنتدى العالمي للتعليم الذي أقيم على مدى اليومين الماضيين في مقر منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD) المشرفة على برنامج اختبار (PISA) في العاصمة الفرنسية باريس. وأُعلن خلال المؤتمر الذي كان تحت عنوان “مستقبل التعليم: أين نتجه؟”، عن نتائج البرنامج الدولي لتقويم الطلبة المعروف اختصارًا ببيزا (2018 PISA). وتأتي مشاركة هيئة تقويم التعليم والتدريب في المؤتمر لأهميته بحكم مشاركة المملكة العربية السعودية لأول مرة في اختبار بيزا 2018م من بين 79 دولة. وحرصت الهيئة على المشاركة في سياق الجهود الحثيثة لحكومتنا الرشيدة لتحسين جودة التعليم وقياس وتقويم مدخلاته ومخرجاته، واعتماد برامجه الأكاديمية، بالمقارنة والاستفادة من تجارب الأنظمة التعليمية المتقدمة، وما يتطلبه من ترسيخ ثقافة القياس والتقويم والاعتماد، ودعم أدواته وممارساته من خلال البرامج التي تنفذها هيئة تقويم التعليم والتدريب محليًا وعربيًا أو تنسق لها مع المنظمات الموثوقة دوليًا. ويتميز برنامج (PISA) عن غيره من البرامج والدراسات التقويمية بأنه يجمع المجالات الرئيسة للمعرفة، وهي: القراءة، الرياضيات، العلوم، ومخصص لمن أعمارهم 15 عامًا، باعتبار أن أغلب النظم التعليمية تقدم قبل هذا السن المهارات الأساسية اللازمة للفرد للاندماج الفاعل في المجتمع والأنشطة الاقتصادية،وكثيرًا ما يكون التعليم إلزاميًا حتى سن الخامسة عشر. وكان الملفت للنظر خلال المؤتمر مشاركة التربويين من ممارسين وساسة وأكاديميين جنبًا إلى جنب مع الاقتصاديين وقادة الأعمال المؤثرين عالميًا بهدف توجيه بوصلة مستقبل التعليم، من خلال الأطروحات التي تركزت في الاهتمام بالمعلم وإعداده وتدريبه وتحفيزه وتوجيه المتميزين من المعلمين لمحتاجي المساعدة من الطلبة، ومكافأتهم مكافأة مجزية مقابل ذلك، كما حذر البعض من رجال الأعمال من الإفراط في التنظير في المرحلة الجامعية، وتناسي ربط تعلم الطلاب بسوق العمل، وأكدوا على المشاركة في إعداد الطلبة لسوق العمل والتركيز على الجوانب القيمية والوجدانية غير المعرفية لدى الطلبة؛ كما شارك في النقاش نخبة منتقاة من الشباب المتميزين، الذين أُطلق عليهم اسم “القادة الشباب”، وكانت طروحهم ثرية. وأكد كثير من الطروح على عدم التوقف على الدرجة التي حققها ممثلو الدولة، بل الأهم هو قراءة بيانات بيزا بعمق، وتوظيف الطرائق التحليلية المتنوعة، وتلمس السياسات الأكثر تأثيرًا، ومن أهمها إعادة النظر فيما يجري في داخل غرفة الصف والمدرسة، وبذل الجهد لتكون المدارس بيئات جاذبة محبذة للطلبة بغض النظر عن ظروفهم الاجتماعية-الاقتصادية ومعينة لهم جميعًا على التعلم وبناء الطموحات العالية. يذكر أن إعلان نتائج بيزا حظي بمتابعة إعلامية دولية، ومتابعة واهتمام من المعنيين بالتعليم، وذلك لأنه يتضمن تصنيفًا لمستوى التعليم بحسب المحكات المرجعية العالمية للمستوى المعرفي للطلبة، كما ينظر إليه صناع القرار وقيادات التعليم كأداة موثوقة لقياس مدى نجاح جهودهم الرامية إلى تحسين التعليم.