الدولية

العراقيون يواجهون الميليشيات الايرانية وتصعيد محتمل للعشائر

البلاد – عمر رأفت

تصاعدت وتيرة الأحداث في محافظات وسط وجنوب العراق، أمس الأربعاء، وشهدت محافظة المثنى اشتباكات عنيفة بين الأمن والمتظاهرين، خلفت 80 مصابًا من العناصر الأمنية وعشرات من المحتجين، وأغلق المحتجون في الناصرية الجسور والطرقات بالإطارات المشتعلة، وتكرر الأمر نفسه في النجف وذي قار،

كما شهدت البصرة قطعًا للطرق الرئيسية، خاصة المؤدية للمنشآت النفطية والموانئ، واستخدم المتظاهرون توابيتًا رمزية لسد الطرق، في إشارة رمزية لتزايد أعداد القتلى ولتصميمهم على مواصلة الاحتجاجات للنهاية. ودعا زعماء عشائر في محافظات وسط وجنوب العراق المرجع الديني، على السيستاني، إلى التدخل لحقن الدماء،

مؤكدين تصعيدهم في قادم الأيام، حال لم تتوقف الأجهزة الأمنية عن استخدام العنف المفرط مع المتظاهرين، فيما دعا زعماء العشائر البصرة إلى عصيان مدني، اليوم الخميس، وإغلاق الطرق الرئيسية والموانئ النفطية احتجاجًا على تعرض المتظاهرين للعنف.

وساد الهدوء ساحات بغداد باستثناء اشتباكات بين الحين والآخر في منطقة حافظ القاضي وفي محيط شارع الرشيد.

وأعلن رئيس الوزراء، عادل عبد المهدي، الإفراج عن 2500 متظاهر، واستمرار اعتقال 240 آخرين، مبشرًا بقرب التعديل الوزاري على أسس الكفاءة والنزاهة.

جول ذلك قال أيمن الرقب، أستاذ الدراسات السياسية في جامعة القدس، إن ما يحدث في بلاد الرافدين هو ربيع عراقي متأخر، مضيفا بأن الشعب العراقي شعر أن بلاده تسرق وتنهب من عدة دول، ولن يجدوا سبيلًا سوى التعبير بدمهم عن رفضهم لهذا الدمار لوطنهم.

وأكد أن الحراك الشعبي الذي انطلق منذ أول أكتوبر الماضي يرفع سقف مطالبه لأن مشاركة الجماهير تزداد يوميًا في الحراك، ونجد أن الطائفية والصراع المذهبي ينتهي من أجل عودة الهيبة للعراق و الخلاص من الفاسدين واللصوص. وأوضح أن المتابع لهذا الحراك الشعبي يعي أن على الحكومة والبرلمان العراقي التسليم لهذه الإرادة الشعبية والانسحاب من الحكم، وتسليم المنطقة الخضراء وكل اللصوص المختبئين بها.

• التدخل الإيراني
فيما قال أحمد المصري، الخبير بالشؤون العربية، إن ما يحدث في العراق معقد للغاية، وللأسف يوجد قتلى وجرحى وعنف في هذا البلد، وكل الذي يحدث له أسباب.

وأضاف لـ(البلاد) أنه لا يمكن حل الأزمة في العراق بالقوة، سواء من الجانب العراقي الحكومي أو من الحراك الشعبي، ولا بد من حل الموضوع سياسيًا، أما أسباب ما يحدث فهذا بسبب التدخلات الخارجية في الشأن العراقي.

وأوضح أن التدخل الإيراني الذي تغلغل داخل صناعة القرار في العراق، هو ما تسبب في هذا الأمر.

وأشار أنه يجب العلم أن الفراغ الذي تسبب بعد الإطاحة بالرئيس العراقي الأسبق، صدام حسين، لم تستطع أي حكومة بعد هذا الفراغ أن تحل محل القيادة السابقة. وأكد ان الحل للخروج من الأزمة في العراق هو أن تتوحد القيادة السياسية مع الحراك الثوري والابتعاد عن أي نزاعات والتوحد تحت راية “عراق واحد”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *