الدولية

أردوغان يمنح الجنسية لمشتري العقارات لتجاوز الركود

 البلاد – عمر رأفت

اعتمد الرئيس التركي، رجب أردوغان، وحزب العدالة والتنمية منذ فترة طويلة على قطاع البناء باعتباره القوة الدافعة للاقتصاد، لكن في السنوات الأخيرة تراجع عمل القطاع، مع تراكم أسهم المساكن غير المباعة وترك الاقتصاد المتراجع في تركيا أثرًا بالغًا، مما دفعه لبيع الجنسية التركية في محاولات يائسة لإنقاذ سوق العقارات الراكد.

وذكرت التقارير التي أبرزها موقع” أحوال التركي” ارتفاع العدد الرسمي للعاطلين عن العمل من 980 ألف إلى 4.65 مليون تركي، نصف مليون عاطل عن العمل كانوا فقط من قطاع البناء.
وأشارت التقارير إلى أن المقاولين وشركات المقاولات التي لها صلات بالحزب الحاكم يعانون الآن، أو على وشك الإفلاس.

وهذا العام أجبر أردوغان البنك المركزي على خفض سعر الفائدة القياسي بمقدار 10 نقاط مئوية في ثلاثة أشهر، وفي محاولة إضافية لتحفيز قطاع الإسكان، أمر أيضًا البنوك المملوكة للدولة بتقديم قروض منخفضة الفائدة، لكن مبيعات المساكن استمرت في الانخفاض.

وقال تقرير صادر عن رابطة شركات الاستثمار العقاري في البلاد، إنه اعتبارًا من شهر أكتوبر الماضي، أصبح حجم الأسهم غير المباعة عند مستوى سيستغرق 3 سنوات ونصف حتى يتم البيع، حتى لو لم يتم بناء مساكن جديدة؛ مما يوكد فشل محاولاته اليائسة لإخراج سوق العقارات من أزمته.

وأبرز تقرير “أحوال” أن المشكلة هي أنه حتى لو تم تخفيض أسعار الفائدة على القروض العقارية إلى الصفر، فلا يوجد الكثير ممن يستطيعون الارتباط بخطة دفع مدتها 20 عامًا لشراء منزل.

ويفكر معظم الناس في كيفية بقائهم على قيد الحياة من يوم لآخر، وحتى أولئك الذين لديهم وظائف يعانون من انعدام الأمن الوظيفي.

وقامت الحكومة بمحاولة أخرى لتنشيط مبيعات المنازل العام الماضي، من خلال خفض قيمة المشتريات العقارية التي من شأنها أن تسمح للأجانب بأن يصبحوا مواطنين أتراك إلى 250 الف دولار.

في حين تراجعت مبيعات المساكن في أكتوبر بنسبة 2.5٪ مقارنة بنفس الشهر من العام الماضي إلى 142 ألف في جميع أنحاء تركيا ، وانخفضت المبيعات للأجانب بنسبة 31.9٪ في نفس الفترة إلى 4 آلاف.

وبالمثل فشلت حملات الائتمان الحكومية الرخيصة لجمع الفائدة في السوق، لسبب بسيط هو أن القليل منهم إما لديهم دخل للحصول على رهن عقاري أو الأموال التي تم توفيرها لدفع 25٪ من الودائع.

وحاول وزير الخزانة والمالية، بيرت البيرك، معالجة هذا الأمر بحملة جديدة ستقدم رهن عقاري لمدة 10 سنوات للأشخاص ذوي الأجور المنخفضة بمعدل فائدة شهري يبلغ 0.5% ، أي ما يقرب من نصف المعدل المعروض في الحملة الأخيرة.

وتهدف الحملة إلى بيع 100 ألف منزل في السنة، كجزء من الحملة، وسيتم عرض حصيلة خصم الأجور الإلزامي الذي تم تقديمه العام الماضي للاستخدام لدفع 25٪ من الودائع المطلوبة لشراء العقارات.

وكثفت إدارة أردوغان من محاولاتها لجذب المستثمرين الأجانب لشراء العقارات في تركيا من خلال الأمر بإنشاء مكتب لمساعدة الأجانب في مشترياتهم في إطار المديرية العامة لتسجيل الأراضي.

وسيتولى المكتب مهمة مساعدة الأجانب في كل جانب من جوانب شراء العقارات في تركيا ، ويهدف إلى فتح فروع في 12 دولة، لكن المؤشرات تبدو سلبية حتى الآن.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *