المحليات

الدرعية.. واجهة تراثية تمزج الماضي التليد بالحاضر المزدهر

الدرعية ـ البلاد

تحتضن ” الدرعية ” عاصمة الدولة السعودية الأولى، مساء اليوم الثلاثاء الاحتفاء الذي تنظمه هيئة تطوير بوابة الدرعية، بمناسبة وضع حجر الأساس لمشروع ” بوابة الدرعية ” الهادف إلى ترميم المنطقة التاريخية كمشروع تراثي ثقافي، وإعادتها إلى ماضيها العريق في القرن الثامن عشر، ولتصبح وجهة سياحية محلية وعالمية نظراً لما تضمه من جغرافيا وتاريخ عتيق.

ويأتي الحفل التاريخي في وقتٍ تواصل فيه المملكة المضي بخطة التحول القائمة على رؤيتها 2030، ومن هنا ترشحت منطقة الدرعية إحدى أبرز الوجهات العالمية للسياحة والثقافة وأنماط الحياة العصرية التي تناسب مختلف أطياف المجتمع.

وإلى جانب الحفل الخطابي ووضع حجر الأساس؛ سيتحول ليل الدرعية إلى نهار بفعل أطنان من الألعاب النارية تنطلق لتضيء سماء الدرعية، على وقع عزف فرقة “الأوركسترا” العالمية المطعمة بألوان سعودية.

ويحمل حفل الإفتتاح العديد من الأولويات من بينها أن حجر الأساس مصنوع من الطين التقليدي المستخدم في مباني الدرعية، حيث تم نحت الحجر الأصفر ممهوراً بجملة “جوهرة المملكة” على يد أميز النحاتين في المملكة.

وسيتم البدء في مشروع بوابة الدرعية في مطلع عام 2020، ويعد من أكبر المشاريع ضمن خطط المملكة بقيمة تبلغ 64 مليار ريال.


وستغدو المنطقة عند إعادة ترميمها مجتمعاً حضرياً وتقليدياً متعدد الاستخدامات على امتداد سبعة كيلومترات مربعة تحتضن ما يصل إلى 100 ألف نسمة من السياح، والضيوف والمقيمين والطلاب، وفي المستقبل القريب ستتحول إلى مكاناً مثالياً للاجتماع والاستكشاف والتسوق والعيش والعمل وتناول الطعام.

ومن المتوقع أن تستقطب الدرعية من 25 إلى 30 مليون زائر سنوياً للاستمتاع بعدد من المرافق الثقافية والتعليمية والترفيهية ذات المستوى العالمي بطابعٍ تراثي، بما فيها طيفٌ متنوعٌ من المتاحف المميزة التي تتيح لضيوفها عدداً من التجارب التفاعلية والمسلية؛ بدءاً من مشاهدة الإبداعات التي تحتفي بإنجازات الملوك والأبطال إلى استكشاف قصص تاريخ الدرعية عبر الزمن.

وستحتضن منطقة الفنون عدداً من المعارض والمطاعم والأكاديميات الفنية التي تُعنى بإطلاق المبادرات التعليمية ضمن تخصصات محلية من بينها الخط العربي والفنون الإسلامية والهندسة المعمارية النجدية والمباني الطينية ومهارات المطبخ النجدي والمسرح والموسيقى العربية وغيرها.

كما ستتولى جامعة الملك سلمان ومجموعة من رياض الأطفال ومدارس المراحل الابتدائية والإعدادية والثانوية تعليم سكان المجمّع وتأهيلهم ليكونوا جيلاً جديداً من القادة السعوديين.
وتتربع الدرعية على مساحات خضراء وفيرة تتيح للزوّار والمقيمين الاستمتاع بما تضمه المنطقة من عجائب طبيعية فريدة؛ حيث يحاط المشروع بوادي حنيفة، وهو غابة نخيل طبيعية تمتد على مساحة 2 كيلو متر مربع، وتشكل وجهة مثالية للأنشطة الترفيهية وتجارب الهواء الطلق.

ويمكن للمقيمين والزوّار على حدّ سواء التنزه سيراً على الأقدام لمسافة 3 كيلو مترات على امتداد مسارات طبيعية تطل على وادي حنيفة وحي الطريف التاريخي , في حين، يجوب المارة شوارع بوابة الدرعية عبر الطريق المعبّد الذي يمتد على طول 2.5 كيلو متر.

وسيحظى ضيوف أرض الملوك والأبطال خلال الأشهر المقبلة بفرصة تجربة حفاوة الضيافة السعودية.


مخزون التاريخ
حينما تدلف إلى ساحات الدرعية، تجد نفسك وسط مخزون من التاريخ والأصالة، فكل شيء في الموقع يروي حكايات ممهورة بعبق الماضي التليد، البيوت والساحات والاحياء، كلها تتحدث بلغة التاريخ وتحملك “عربة ” الماضي إلى عالم من العفوية والجمال على ضفاف وادي حنيفة، واليوم ترتدي الدرعية حلة عرس زاهية بتدشين ــــ” بوابة الدرعية ” ــــ وتعلن عن نفسها واجهة تاريخية وثقافية وسياحية تحمل مقومات الجذب كافة وتمزج بين الماضي التليد والحاضر المزهر فالآثار التاريخية تزين الجدران والممرات والسقوف،

وعلى مرمى البصر تشاهد مسجد الإمام ومدرسة الشيخ وهناك قصر الحكم ، فكل ساحة وذرة من تراب الدرعية تتحدث عن تاريخ ناصع فعلى أرضها إزدهر تاريخ عظيم ما زال وسيظل يعيش في الوعي الجمعي، فمساحة الدرعية على الأرض صغيرة ولكنها ملأت الدنيا وساهمت في تشكيل الثقافة العالمية والتراث الإنساني.

واليوم بكل بهاء وافتخار تعود الدرعية التاريخية للواجهة.. لتبث الروح في حضارة امتدت قرون.. وتعيد اليوم للذاكرة سير رجال صنعوا التاريخ وفعلوا المستحيل.. إنها الدرعية منبع العزة والكرامة وموطن الملوك والأئمة والمفكرين وتميّزت الدرعية بمحافظتها على هويتها وشكلها الأثري وطابعها الطيني المتفرد. بقت اللمسة النجدية تغلف المكان وبقى سور الدرعية العتيق يحيط بها لا ليحميها من الأعداء والطامعين.

بالرؤية والحماس والثقة بالنفس أعدنا اكتشاف حضارتنا، وأثبتنا أن الجاذبية الحقيقية تستمد قوتها من موروثنا الضارب في القدم. أحياء الدرعية التاريخية تلوح للحاضرين فاليوم تولد من جديد، أما السور فسوف يظل شامخا مستذكرًا أيام النضال العظيم.

حضارة أصيلة
الحضارات الأصيلة لا تموت.. ربما يعلوها شيء من غبار الحياة ولكنها تأبى إلا أن تعود. مع ملكنا القائد سلمان والملهم محمد كل أحلامنا تتحقق.

تعد منطقة الدرعية ، مشروعا يحمل أهمية كبيرة. إذ أن الدرعية تحتل موقعا تاريخيا مهما في السعودية، لكونها عاصمة الدولة السعودية الأولى التي تعد السعودية اليوم امتداداً لها. وتعمل الحكومة السعودية على إطلاق مشروع «بوابة الدرعية» بوصفه وجهة سياحية عالمية تركز على الثقافة والتراث وما تضمه من معالم أثرية وما تمثله من أهمية تاريخية بارزة.

المدينة العريقة
وتفعيلا لذلك الاهتمام تم تأسيس هيئة تطوير بوابة الدرعيّة (DGDA) في 20 يوليو 2017 بهدف تطوير الدرعيّة، ويسعى القائمون على المشروع إلى إبراز جذور هذه المدينة العريقة وتاريخها من جانب العمران والثقافة والفنون والمعرفة.

وتعتمد هيئة تطوير بوابة الدرعيّة (DGDA)، الجهة القائمة على المشروع، على تطوير عدد من الأبعاد منها الأبعاد المعمارية، والاقتصادية، وإظهار الجوانب الاجتماعية، والثقافية، والتاريخية لمنطقة الدرعية، لربط جذور تأسيس الدولة السعودية بحاضرها ومستقبلها؛ تأكيدا للوحدة وتعزيزا للفخر بهذا التاريخ، وتقديم تجربة اكتشاف لا تُنسى لجوهرة السعودية.

مجتمع حيوي
ومع انطلاق تدشين بوابة الدرعية فإن هذا المشروع سيسهم في حماية جذورها وحضارتها والمحافظة على إرثها الثقافي. كما تهدف الرؤية العامة للمشروع إلى خلق مجتمع حيوي من رواد الأعمال لإيجاد فرص عمل للشباب والشابات في السعودية تماشيا مع رؤية 2030، إضافة إلى استقبال الزوار من جميع أنحاء العالم وحثهم على زيارة بوّابة الدرعيّة، وجعلها وجهة سياحية ثرية تجذب الزوار والسياح المحليين ومن مختلف المناطق في العالم.

ولا شك أن تدشين «بوابة الدرعية» يأتي في توقيت مهم تمر به المملكة، حيث حققت خلال المرحلة الماضية تسليطاً إعلامياً عالمياً ووهجاً مبهراً غيرمسبوق؛ على ضوء سلسلة المناشط والفعاليات والمؤتمرات العالمية التي تم تنظيمها في الرياض أخيراً (سياحية وترفيهية واستثمارية وسياسية)، والتي تمخضت عن حدوث اختراق إيجابي في إبراز صورة المملكة وفق الرؤية ٢٠٣٠.

موقع تراثي
وإذا نظرنا إلى بوابة الدرعية والتي تتضمن موقعا تراثيا عالميا (حي الطريف) نجد أنه تم اعتماده من قبل منظمة الأمم المتحدة للعلوم والتربیة والثقافة كموقع تراث عالمي؛ كون الدرعية موقعاً تاريخياً مهماً في المملكة باعتبارها عاصمة الدولة السعودية الأولى، التي تعد المملكة اليوم امتداداً لها، فضلا عن إبراز جذور هذه المدينة العريقة وتاريخها من جانب العمران والثقافة والفنون والمعرفة، بهدف إظهار قصة نجاح منطقة الدرعية التي لم تروَ بما يليق بمكانة الدرعية التاريخية والتوجه لإظهارها كموقع سياحي عالمي؛ يتجه إليه السعوديون من الداخل والسياح من الخارج.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *