واشنطن – موسكو – وكالات
يبدو أن شمال سوريا سيكون ساحة للتنافس بين روسيا وأمريكا خلال الفترة المقبلة، المؤشرات ظهرت مع إعلان موسكو إنشاء قاعدة عسكرية في القامشلي مكان قاعدة أمريكية سابقة لتعزيز سيطرتها على الأرض، فيما بدأت أمريكا في إنشاء عدة قواعد وتمركزات في شمال سوريا، بهدف حماية النفط السوري وطمأنة حلفائها الأكراد، ومواصلة الحرب على الإرهاب.
وقالت وزارة الدفاع الروسية، أمس الجمعة: إن روسيا أرسلت طائرات هليكوبتر مسلحة وقوات إلى قاعدة جوية واسعة في شمال سوريا أخلتها القوات الأمريكية. وأضافت أن القاعدة ستستخدم كمركز لتوزيع المساعدات الإنسانية على السكان، وبهدف تعزيز سيطرة موسكو على الأحداث الجارية على الأرض. ويأتي الانتشار الروسي بعد أقل من شهر من انسحاب القوات الأمريكية من المنطقة عقب قرار مفاجئ من الرئيس دونالد ترامب بسحب القوات من بعض الأنحاء في سوريا.
واستفادت موسكو من الاستراتيجية الأمريكية التي أعلنها ترامب في الفترة الماضية والقائمة على تقليل الوجود العسكري في سوريا (وهي استراتيجية سبق أن تحدث عنها في الحملة الانتخابية للعام 2016 التي جاءت به للرئاسة)، لتعزز نفوذها في مناطق كانت إلى وقت قريب تمثل مناطق للتمركز الأمريكي. فيما تعمل واشنطن التي تملك 5 قواعد عسكرية في محافظة الحسكة، على إنشاء قاعدتين جديدتين في منطقتين مختلفتين في المنطقة قرب حقول النفط، وستتمكن القوات الأمريكية بفضل النقاط والقواعد العسكرية التي ستتمركز فيها لاحقًا، من بسط سيطرتها على حقول النفط وتوفير الأمن فيها وتعزيز تواجدها أيضا على الحدود التركية مع سوريا، فيما تبعد القاعدتان المزمع إنشاؤهما عن بعضهما مسافة 35 كيلومترا.
وكانت وزارة الدفاع الروسية قد علقت في بيان على إعلان ترامب وعلى انتشار قوات أمريكية في المناطق النفطية السورية، بأن اتهمت الولايات المتحدة بممارسة “اللصوصية” على مستوى عالمي بعد إعلان نيتها حماية حقول النفط في شرق سوريا. وينفتح المشهد السوري على ضوء هذه التطورات على صراع قواعد بين واشنطن وموسكو في الوقت الذي تسعى فيه كل من تركيا وإيران أيضا لتعزيز نفوذهما في البلد الذي يشهد صراعًا منذ مارس 2011، وبات ساحة لنفوذ الكثير من الدول والتنظيمات المسلحة.