البلاد – نيفين عباس
إشتهرت الموسيقى بالصين واليابان بإحتضانها للطبيعة والذوبان مع عالمها
ففى اليابان تتميز غالبية الموسيقى بأنها تأخذك فى عالم من التأمل الممزوج بالطبيعة الخلابة وصوت الفلوت
مع التايكو والجونج، والجونج يعتبر من الآلات المشتركة بين الموسيقى اليابانية والصينية
وبالتعمق أكثر فى موسيقى الفلوت أو الدونغ شياو فنجد أن تلك الخيزرانة المصنوعة من خشب البامبو واحدة من أكثر الآلات الموسيقية بآسيا تأثيراً
كان هناك صديق يابانى، تحدث عن أهمية التغلب على الألم بواسطة الفن
فحينما تستمع لمقطوعة موسيقية قائمة على صوت الفلوت
تجد أن آلامك قد بدأت تنجلى شيئاً فشيئ، ووقتها ستدرك جيداً المغزى الحقيقي من الرسالة
ففى الموسيقى وتحديداً بالصين
نجد أن موسيقى الهان التقليدية هى الأكثر شعبية وقرباً بالرغم من أنها موسيقى سريعة الإيقاع نوعاً ما
وهو من الأمور النادرة الحدوث فى الموسيقى الصينية
وصممت تلك الموسيقى فى تاريخها القديم لواحد من المحاربين القدام
عندما إنتحر أبان عصر الإمبراطور الأول لسلالة هان الحاكمة
وتصور تلك الموسيقى الحرب والحزن، لذا تتميز بإيقاع سريع يسرد مشاهد الوداع والموت والحرب
وتشتهر الموسيقى الصينية بأنها موسيقة خماسية، ويمتد عمر بعض الآلات منها لأكثر من ألفىّ عام مضى، منها الوترى، الإيقاعى، النقرى
وتنتشر موسيقى الفلوت أو الدونغ شياو بالمناطق الريفية الصينية بكثرة
إذ يرتبط صوتها الشجى بالطبيعة والتأمل أكثر عن المدن
فى اليابان قد لا يختلف الأمر كثيراً، إذ أننا لا نجد الموسيقى الأجنبية تنتشر فى اليابان
فالموسيقى اليابانية التقليدية أو الإنكا
تكبح إنتشار الموسيقى الحديثة بشكل ساهم فيه التمسك بالتقاليد والعادات اليابانية من الشعب اليابانى
بالرغم من تواجد لموسيقى الروك والبوب والهيب هوب، لكنها لا تؤثر بشكل رئيس فى الذوق العام لليابانى
إلا أن الموسيقى التقليدية ما تزال تحتفظ بمكانتها لدى اليابانيون
لأنها تعتبر من الموسيقى الحديثة الممزوجة بالموسيقى التقليدية القديمة
وللموسيقى اليابانية عدة أنماط أقدمها شوميو
وهى ترانيم قائمة على الإنشاد البوذى من الرهبان ويعود لفترة نارا وفترة هييآن
وهما فترات من التاريخ اليابانى إحتضن فيها البلاط الإمبراطورى الذى إرتبط بالرخاء فى ذلك الوقت
وتمتزج الموسيقى اليابانية بين الفلوت بأنواعه وطبول التايكو اليابانية
وتعرف موسيقى الإنكا لدى اليابانيون منذ القرن العشرين
لكن ما يميز الموسيقى اليابانية هو الغموض الذى يحيط تاريخ الموسيقى اليابانية القديمة
فلا يوجد معلومات واضحة محددة معروفة عن فترات ما قبل التاريخ للموسيقى اليابانية
أما بالنسبة لتاريخ ألحان الإنكا اليابانية فهو يتميز بمساراين أساسيين، وهما العد ثلاثى الأوتار والفلوت
وتميزت تلك الألحان فى تصوير الحروب والمشاعر البشرية الطاغية كالهجر والوداع والحب
وجمعت ألحان الإنكا بين العصر القديم والحديث، إذ يمكنها المزج بين الألحان القديمة والحديثة المثيرة للشجن
كذلك دخول الواديكو وهى أصوات الطبول اليابانية التى تدق بإيقاعات مزجت بين تناغم الروح والقوة والجسد
فهى من الآلات القوية فى التعبير التى تحمل عمقاً فى إيصال أحاسيسها
وترجع جذور الواديكو للرحالة الذين جاءوا بها من القارة الآسيوية إلى اليابان
وتم إكتشاف أقدم تلك الطبول اليابانية ضمن آثار عصر جوومون قبل 10 آلاف عام قبل الميلاد
وتستخدم واديكو فى التعبير عن الإشارات الرسائلية بين الجماعات وبعضها البعض
وكذلك إستخدامها لترهيب الحشرات الضارة للزراعات وإبعادها
وبالتأكيد فى الحروب لتحفيز الجنود وإثارة الروح القتالية بهم أثناء الحروب