الحضور الدولي للمملكة على الساحة الدولية يمثل دائرة مهمة وفاعلة في السياسة السعودية الخارجية تجاه مختلف القضايا، وتسهم من خلالها في إرساء مبادئ الاستقرار ومواجهة التحديات التي تواجه العالم المعاصر ومستجدات متلاحقة تؤثر في السلام العالمي، لذلك تتسم الدبلوماسية السعودية بنشاطها المكثف والمؤثر في أروقة الأمم المتحدة ولجانها لتأكيد مواقفها من كافة القضايا المطروحة مما يؤكد ريادتها على هذه الأصعدة ويترجم حرصها أن يسود العالم الأمن والاستقرار بدلاً عن النزاعات والصراعات والحروب ، وتعزيز الجهد الدولي في التصدي لجرائم الإرهاب.
في هذا السياق أكدت المملكة على ضرورة التزام البعثات السياسية الخاصة بميثاق الأمم المتحدة والولاية الممنوحة لها لأداء عملها، وألا يتم الخلط بين ولايتها والتدخل في الشؤون الداخلية للدول، والعمل على دعم جهود الحل للأزمات ، ومساعدة الدول التي تشهد النزاعات على بناء السلام والتوصل إلى الاستقرار، فضلاً عن تعزيز قدرات الدول للقيام بدورها في حماية مواطنيها ورعاية مصالحهم وتوفير الخدمات الأساسية لهم ، والإسهام في بناء السلام والحفاظ على ديمومته في مناطق النزاع حول العالم.
هذه المبادئ التي أكدت عليها المملكة تترجمها عمليا وبمواقف يقدرها لها المجتمع الدولي ، ومنها دعم اتفاق الحديدة وهو أحد مخرجات اتفاق ستوكهولم لإرساء الاستقرار واستعادة الشرعية في اليمن بالتوازي مع تخفيف المعاناة الإنسانية وتوفير مظلة إغاثية مستمرة لكافة في المناطق اليمنية دون تمييز ، في الوقت الذي تواصل فيه المملكة اسهامات كبيرة ومتعاظمة للمنظمة الدولية وهيئاتها العاملة في كل مجال من أجل حاضر أكثر استقرارا ومستقبل أفضل نماء لمختلف الشعوب.