البلاد – رضا سلامة
” أذرع إيران في المنطقة أخطر من برنامجها النووي والصاروخي”؛ خلاصة دراسة للمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية البريطاني، وحذر فيها من تغافل المجتمع الدولي عن دور المليشيات التابعة لإيران، في نشر الإرهاب والحروب والفتن في الشرق الأوسط.
أكدت الدراسة اعتماد نظام طهران على المليشيات الموالية لخوض حروبه بالوكالة، لمواجهة الخصوم المحليين والضغوط العالمية، والهدف تحقيق مصالح إيران من دون تكلفة عالية، أو الانزلاق في حرب مباشرة.
وأكدت أن مليشيات إيران أخطر من برنامجها النووي والصاروخي، وأن المجتمع الدولي يتعاطي مع الملف الأول ويتغافل عن الثاني، وأن العقوبات على إيران لم تجفف بشكل تام مصادرها لتمويل أذرعها الإرهابية.
واختتمت الدراسة بكلمة لممثل المرشد الإيراني على خامنئي، أحمد علم الهدى، في سبتمبر الماضي، قال فيها إن بلاده لم يعد لديها القيود الجغرافية التي كانت لديها في الماضي، في إشارة إلى قدرتها على القيام بهجمات من عدة دول، استنادًا إلى المليشات الموالية لها والمؤتمرة بأمرها، التي تمولها بـ 16 مليار دولار سنويًا.
• خريطة المليشيات
في سوريا انتهزت إيران اندلاع الصراع السوري، وعمقت نفوذها بحجة دفاعها عن النظام، وهدفت إيران من هذا الانتشار السريع بناء جسر بري يربط بينها وبين لبنان.
وتتضمن مليشيات إيران في سوريا، بالإضافة إلى مستشارين ومدربين وقادة ميدانيين إيرانيين يبلغ عددهم حوالي 3000 عنصر، عناصر حزب الله اللبناني وعددهم من 7000 إلى 10000مقاتل، وحوالي 10000 من عناصر عراقية، مثل “الحشد الشعبي” و “حزب الله العراقي”، وأجانب من افغانستان وباكستان.
أما اليمن، فقد تأسست ميليشيا الحوثي عام 1992، وبدأت نشاطا عسكريًا مسلحًا منذ عام 2004، حيث دخلت في 6 حروب ضد الجيش اليمني حتى عام 2010، ووجدت إيران في الحوثيين منذ زمن طويل أداة لتنفيذ مشروعها في اليمن، فأمدتهم بالمال والسلاح، حتى تمكنوا من استغلال الأوضاع الأمنية الهشة عام 2014، ونفذوا انقلابًا على السلطة الشرعية، لتدخل البلاد في دوامة من العنف.
وفي لبنان، صنعت إيران ميليشيا حزب الله عام 1982، ليصبح الوكيل العسكري الأبرز لها في منطقة الشرق الأوسط، وعطفًا على سيطرة الميليشيا على القرار اللبناني بتهديد السلاح، فإنها تورطت في أعمال إرهابية في لبنان والعديد من الدول، كما أنها طرف أساسي في الحرب بسوريا دعمًا للنظام، وقدمت دعمًا مباشرًا لميليشيات الحوثي الإيرانية في اليمن، ويبلغ قوام المليشيا 20000 من القوات العاملة و 25000 من الاحتياطي.
وتحظى العراق بأكبر عدد من المليشيا الإيرابية، بحكم الجوار وعوامل أخرى، حيث توجد “كتائب لواء أبي الفضل العباس وكتائب كربلاء وكتائب السجاد وكتائب زيد بن علي”، وقد توحدت جميعها تحت لواء “حزب الله العراقي”، الذي انضم إلى الحشد الشعبي المشكل عام 2014، بالإضافة إلى كتائب عصائب أهل الحق ومنظمة بدر وقوات الصدر.
والميليشيا العراقية الموالية لإيران متورطة في العديد من الجرائم على الأرض العراقية، وتشارك أيضًا مع الأذرع الإيرانية الأخرى في الحرب السورية.
ويعد فيلق القدس التابع للحرس الثوري، هو المسؤل على عن العمليات الإرهابية الخارجية، وصاحب الدور الرئيسي في إنشاء الأذرع الخارجية لإيران، والمكونة من ميليشيات محلية في عدد من دول المنطقة.