البلاد – نيفين عباس
في كل ربيع ، تنطلق حشود من الطيور المغردة الصغيرة ذات اللونين البني والأبيض دون أن نعلم أين كانت وجهتها
فى واقع الأمر الطيور تذهب فى رحلة لآلاف الأميال من منازلها الشتوية فى إفريقيا إلى مناطق تكاثرها الأكثر دفئاً وصيفية بأوروبا
تمر عبر الصحراء والبحر الأبيض المتوسط فى طريقها إلى وجهاتها
بالتأكيد إنها رحلة مرهقة وشاقة ويقوم الطيور فيها بالعديد من نقاط التوقف للراحة والتزود بالوقود على طول الطريق
وخلال هذه الوقفات، تحتاج الطيور إلى النوم، لتجديد مخازن الدهون لديها
وتحاول الطيور بطريقة أو بأخرى تجنب التعرض للإلتهام من الحيوانات المفترسة أثناء راحتها، بما في ذلك الطيور الجائعة التي تهاجر بجانبها
ويضبط الطيور أوضاع نومهم تبعاً لحالتهم البدنية وإحتياجاتهم الفسيولوجية
وتميل الطيور الممتلئة بالعضلات الجيدة إلى النوم مع وضع رؤوسها فى وضع مستقيم
فى حين تخبئ طيور أخرى رؤوسها فى ريشها، وهو الوضع الذى يجعلهم أكثر عرضة للإفتراس
لكنه بالوقت نفسه يساعدهم فى الحفاظ على طاقتهم التى يكونون فى أشد الحاجة إليها
ومن المعروف أن الطيور لا تكن دائماً بحاجة إلى قضاء الكثير من الوقت فى البحث عن الطعام خاصة فى الليل
فعند النوم الطيور القوية بوجه عام تتناول الطعام ثم تنام مواجهة رؤوسها
بينما الطيور الأصغر حجمًا تدور رؤوسها حولها وتعششها تحت الريش على أكتافها ثم تنام
وتستمر رحلة الهجرة المحملة بالمخاطر فى الإزدياد كلما إشتدت عواصف ورياح الشتاء حتى الوصول للوجهة المطلوبة فى الربيع، خاصة الطيور المتجهة شمالاً والتى تتوقف فى جزيرة بونزا بإيطاليا