الدولية

«اتفاق الرياض» يوحد اليمنيين لمواجهة المشروع الحوثي الإيراني

القاهرة- محمد عمر

برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وقيادة ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، تحتضن المملكة اليوم الثلاثاء، بحضور ولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد، وعدد من الشخصيات الدولية والإقليمية، مراسم التوقيع النهائي على “اتفاق الرياض” بين الشرعية اليمنية والمجلس الانتقالي.

والمملكة راعية الاتفاق ، كعادتها على قدر المسؤولية، كونها صمام أمان الأمة العربية، وقد ساهمت رعاية خادم الحرمين الشريفين، حفظه الله،، للاتفاق في جمع الفرقاء على كَلِمَةٍ سَوَاءٍ، وكان لسمو ولي العهد، بحكمته ورؤيته الثاقبة، الدور الأبرز في إنجاز الاتفاق وتوحيد كلمة اليمنيين في مواجهة التحديات، وعلى رأسها الخطر الإيراني وأداته الحوثية.

واليوم.. بإنجاز اتفاق الرياض، يخطو اليمنيون خطوة كبيرة نحو استعادة دولتهم، وخوض معركتهم المصيرية ضد الانقلاب الحوثي والعنجهية الإيرانية، مدعومين بالأشقاء في محور الخير “التحالف العربي” بقيادة السعودية، ولعل من حسن الطالع وبشائر النصر، أن توقيع الاتفاق يتواكب مع احتجاجات لأشقائهم في العراق ولبنان، ضد نفس الأعداء، نظام الملالي في طهران وذيوله من المليشيات العميلة.

حكمة القيادة
ويجسد الاتفاق حكمة القيادة السعودية والدور المهم للمملكة في كافة قضايا العالم العربي والمنطقة لتوحيد الصف ونبذ الخلافات والصراعات واللجوء للحوار والحلول السلمية ورفض التدخلات الخارجية السافرة وتجلى ذلك في تعاملها مع الأزمة اليمنية استناداً إلى مخرجات الحوار الوطني والمرجعيات المتفق عليها وحرصها على أمن ووحدة واستقرار البلد الشقيق واحترامها لتطلعات ومتطلبات شعبه.

كما يمثل الحل السياسي وما تم التوصل إليه من اتفاق خارطة طريق لإنهاء الأزمة تضع اليمن في مرحلة يسودها التفااهم بين الأطراف المعنية بقيادة الشرعية مما ينعكس إيجاباً على الجبهة الداخلية وتعزيز دور ومهام الحكومة والوفاء بالتزاماتها وتحقيق تطلعات اليمنيين بالإضافة إلى استتباب الأمن ودفع عجلة الاقتصاد فيما ستواصل المملكة جهودها في دعم اليمن في كافة المجالات.

لقد أثمرت جهود المملكة هذا الاتفاق التاريخي الذي سعت له بجد سواء من خلال المبادرة الخليجية أوجمع الأطراف اليمنية مع اعتزازها تقديرها لما اضطلعت به دولة الإمارات العربية المتحدة من مسؤوليات وتعاونها المستمر للوصول إلى هذا الاتفاق من أجل مصلة الأشقاء في اليمن ,

ويراهن المشاركون واليمنيون الوطنيون على الاتفاق لولوج مرحلة جديدة في مسيرة اليمن، ستكون لها تداعياتها على المنطقة باعتبار الاتفاق يعيد تصويب الأولويات والأهداف بمنح أهمية قصوى لاستعادة الدولة اليمنية، من براثن الانقلاب الحوثي والمشروع الإيراني الإجرامي، ويوحد صفوف وجهود الوطنيين اليمنيين في مواجهة عملاء الداخل وأعداء الخارج، ويصوغ آليات توافقية لبحث أي قضايا داخلية في إطار البيت الوطني الواحد، ويصنع أرضية ممهدة لتسهيل وتيسير حياة المواطن اليمني العادي، وكلها أهداف محل إجماع من الشرعية اليمنية والمجلس الانتقالي والتحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن بقيادة المملكة العربية السعودية.

• خارطة طريق
ويميز اتفاق الرياض أنه يتضمن خارطة طريق مستقبلية واضحة المعالم، لإنهاء الأزمة برمتها وفق محددات وطنية وضمن الإطار العام للدولة، استنادًا إلى المرجعيات الثلاث المتفق عليها لتسوية الأزمة اليمنية، وهي: المبادرة الخليجية، ومخرجات الحوار الوطني، والقرار الأممي 2216، لذلك ليس من المبالغة القول بأن الاتفاق يخطو باليمن نحو مرحلة فارقة، تقود فيها البلاد حكومة كفاءات تدير الموارد بشفافية، وفقًا لمعايير الإدارة الراشدة، بشكل يضمن تعزيز الأمن والاستقرار وتوفير سبل الحياة الكريمة للمواطنين، بالتزامن مع خوض المعركة المصيرية مع الانقلاب الحوثي والمشروع الإيراني.

• مكاسب للجميع
لا شك أن اتفاق الرياض يحقق مكاسب كبيرة لطرفيه ولكل الشعب اليمني، حيث اعتمد على قاعدة المشاركة لا المغالبة، في إطار العمل على تقوية ركائز الدولة ووحدة المؤسسات، وتهيئة المناخ العام لعودتها للعمل بفاعلية، للنهوض بالخدمات كافة وتحسين مستوى جودة الحياة للمواطن اليمني؛ فالحكومة ستشكل بالتشارك والتوافق.


الشهابي: تأسيس جديد لليمن
أكد خبراء لـ”البلاد” أهمية الدور السعودي في توحيد الصف اليمني لمواجهة المؤامرات الخارجية لشق الصف وتحويل اليمن لمنطقة غير مستقرة .

وقال إبراهيم الشهابي مدير مركز الجيل للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن اتفاق الرياض بين الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي، يستهدف بالأساس العمل على رأب الصدع السياسي والاجتماعي في اليمن، وينهى حالة الانقسام التي كادت تعصف بجهود محاربة الإرهاب، ويؤكد حرص المملكة على وحدة اليمن وبناء التنمية والاستقرار فيه .

وأضاف أن الاتفاق لم يعالج فقط الأزمة الجارية في شكل اتفاق لوقف النزاع او القتال، وإنما تضمن صيغة تعايش مشترك، كما تضمن مطالب الشعب اليمني.

• د. كريم. الاستقرار أساس الاقتصاد
قال الدكتور كريم عادل مدير مركز العدل للدراسات الاقتصادية والاستراتيجية، إن مبادرة المملكة بشأن المصالحة تهدف إلى استعادة الاستقرار في اليمن الشقيق، وحماية مقدرات شعبه الذي يشكل ركيزة أساسية في البنية الثقافية والديمغرافية العربية، وقناعةً من القيادة السياسية الحكيمة بأن عدم الاستقرار في اليمن يمثل تهديدًا خطيرًا على أمن المنطقة العربية، خاصةً بعد أن وصلت الأوضاع غير المستقرة في اليمن إلى حد النيل من الأمن القومي العربي المشترك وعرقلة مسيرة البناء والتنمية في اليمن والمنطقة العربية ككل.


•تفعيل مؤسسات الدولة
وأكد الدبلوماسي الفلسطيني عماد شعث، أن الاتفاق بين الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي إنجاز كبير، يضاف الي إنجازات المملكة في توحيد الصف اليمني خاصةً والعربي عامةً، وهذا كله يؤكد حرص الرياض دائمًا علي الوحدة، ليس فقط في قضية اليمن، بل في كل القضايا العربية.

•تتويج لدور ريادي
وقال الدكتور مسعود إبراهيم حسن المحلل السياسي، إن أمن اليمن واستقراره ودعم الشعب اليمني من الأولويات التي تلتزم بها السعودية، وخلال تاريخ الدولتين كانت المملكة دائمًا هي الداعم القوي للشعب اليمني ووحدة صفه، ويعد اتفاق الرياض تتويج للدور الريادي للمملكة، وخطوة مهمة لوقف الاقتتال والحفاظ على الشعب اليمني، الذي يعاني الفقر والجوع وينزف الدم بسبب مخططات شيطانية لميلشيات عسكرية شيعية مدعومة من إيران.

وأشار إلى أن الاتفاق الذي وحد اليمنيين إنجاز وانتصار يحسب للقيادة السعودية، ونجاح لجهودها في وقف المشروع الإيراني في اليمن، والحفاظ على وحدة وسلامة أراضيه.

• عنق الزجاجة
وقال العزب الطيب الطاهر الخبير المتخصص فى الشؤون العربية، إن الاتفاق يعد مخرجًا من مرحلة عنق الزجاجة التي دخلها المشهد اليمني ومن هنا جاء تحرك القيادة السعودية مبكرًا لإجهاض هذا التناقض, أو بالأحرى هذا الاقتتال, فعلى الفور أعلنت الرياض موقفها الرافض لهذا الاحتراب, وأقدمت على جملة من الخطوات الرادعة لوقفه, والأهم أنها أعلنت دعوتها للحوار المباشر بين الطرفين, ما أفضى إلى الاتفاق.


•عدة أهداف
وقالت الدكتورة سمية عسلة المتخصصة بالشؤون الإيرانية ورئيسة اللجنة العليا لمكافحة الإرهاب والتطرف الفكرى، إن اتفاق الرياض نجح في تحقيق عدة أهداف، أهمها توحيد الصف الداخلي في اليمن وتفعيل دور مؤسسات الدولة لخدمة اليمن بكل مكوناته، مما سينعكس إيجابيًا في تلبية احتياجات المواطنين ورفع المستوى المعيشي لهم.

وأضافت أن اتفاق الرياض يحمل 3 رسائل للعالم بأسره: أولها: أن السعودية الآن بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وولى عهد الأمين الأمير محمد بن سلمان، تعيش أزهى عصور القوة وتحظى بقيادة ذات حنكة سياسية عالية ورؤية عسكرية عميقة وواسعة المدى، قادره على إدارة أصعب الملفات الإقليمية والدولية ببراعه شديدة.

وثانيها: رسالة تؤكد على تمسك السعودية بدورها في الحفاظ على مقدرات الشعب اليمني، وحمايته من أي تهديدات تستهدف أمنه وسلامته، إلتزاما بدور المملكة التاريخي والإنساني والديني في حماية الاشقاء العرب والمسلمين.

وثالثها: الرسالة الثالثة لاتفاقية الرياض برهنت على أن الشعب اليمني على قلب واحد وجسد واحد، والتطرف الديني والطائفية مشروع إيراني خبيث.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *