إعداد: محمود العوضي
أفردت صحيفة “نيويوك تايمز” الأميركية تقريرا مطولا، حاولت من خلاله فك رموز لغز السيطرة المصرية على ألقاب بطولات الاسكواش في العالم، وتصدّر اللاعبين المصريين للتصنيف العالمي في اللعبة على مستوى الرجال والسيدات، متسائلة: هل السر في نهر النيل؟
وذكرت الصحيفة أن اللعبة بعدما بقت في الظل منذ أن فاز لاعبوها ببعض البطولات الدولية، وكان آخرهم عبد الفتاح أبو طالب الذي توج في منتصف ستينيات القرن الماضي بلقب بطولة بريطانيا المفتوحة ثلاث سنوات متتالية، أصبح المصريون يهيمنون تماما على جميع بطولاتها العالمية والإقليمية بشكل يمثل أبرز الألغاز الرياضية.
ويهيمن أبطال مصر على التصنيف العالمي للرجال، حيث يتواجد 6 لاعبين منهم ضمن تصنيف أفضل 10 لاعبين في العالم، وذلك طبيعي على لاعبين فازوا بلقب بطولة العالم 10 مرات منذ العام 2003. كما تحتكر البطلات المصريات لقب بطولة العالم على مدار سبع سنوات متتالية، ومن ثم يهيمنّ على التصنيف العالمي للعبة بتواجد أربعة منهن بين أفضل 5 لاعبات في العالم، تتقدمهن المصنفة الأولى رنيم الوليلي.
وذكرت الصحيفة أن اللاعبة الأميركية صابرينا صبحي المصنفة 61 عالميا حاولت فك شفرة التفوق المصري في الاسكواش، فانتقلت مؤخرا إلى الإقامة والتدريب في العاصمة القاهرة، وتوصلت إلى أن السر يكمن في مصطلح “الجودة المركزة” على حد قولها.
وفسرت صابرينا المصطلح بقولها: إن عدد لاعبي ولاعبات الإسكواش في الولايات المتحدة يفوق عددهم في مصر بكثير، حيث يبلغ نحو 1.7 مليون ممارس، ويوجد 3500 ملعب اسكواش، مقابل 400 ملعب، و10 آلاف لاعب ولاعبة فقط في مصر التي تتميز عن أميركا بأنها تجمع نخبة اللاعبين واللاعبات في 10 أندية بمدينتي القاهرة والإسكندرية فقط. كما رصدت الصحيفة الأميركية سببا جوهريا مكّن المصريين من الهيمنة العالمية،
وهو تغييرهم طريقة لعب الاسكواش، حيث ركزوا على مدار عقود على إستراتيجية إرهاق المنافس بتطويل مدة المباراة قدر الإمكان لاستنزاف المنافس ومن ثم هزيمته، إضافة إلى تميزهم في خداع ومفاجأة المنافسين. كما يعطي معظم المدربين المصريين مساحة إبداع للاعبين، مما يجعلهم أكثر تميزا وحسما في المباريات عن منافسيهم.