اجتماعية مقالات الكتاب

معالي الوزير .. نقطة نظام

بيان وزارة التعليم الذي نُشر قبل أيام، وأثار الكثير من التداول في الرأي العام، وتناولته بعض الصحف الالكترونية، بعناوين فضفاضة أقرب للاستفزاز، ولا أريد أن أكرر بعض صيغ تلك العناوين بشكل أو بآخر، وليس بالضرورة التسمية بعينها، فمن أدبيات الطرح نعطي لكل ذي قدر مكانته، سواء كان على كرسي الوزارة أو غادرها، وهنا وقفة جادة تُحسب لوزير التعليم الحالي الدكتور حمد آل الشيخ، وهو أسلوب حضاري ممتزج برقي وأخلاقيات المجتمع السعودي، هذه الوقفة لها من الدلالات (حين يتبادل الوزراء مواقعهم القيادية) وتبقى المسؤولية الوطنية أمانة عظيمة بعظمة وتاريخ هذه البلاد، ومكانة قيادتها التي رسمت السياسة العليا التعليمية، وبما يُميز المستويات الدراسية لأبنائنا الطلاب وبناتنا الطالبات.

لا أميل لكفة ضد أخرى، فلكل من وزير التعليم الحالي الدكتور حمد آل الشيخ، والوزير السابق الدكتور أحمد العيسى، من التاريخ والايجابيات ما يُعزز أدوارهما في التخطيط والقيادة والحس الوطني، ومن خلال اللجان الوزارية العاملة وبخبرات القياديات الميدانية، فالمناطق التعليمية بالمملكة غنية بتجاربها الناجحة، وتؤكده النتائج المتتابعة التي تُعبر عمّا تحقق لأبنائنا الطلاب وبناتنا الطالبات من تفوق على مستوى العالم، وأشيد بالدكتور سعود بن حسين الزهراني، مدير عام التعليم بمنطقة المدينة المنورة سابقا، بثنائه على الحوار بين الوزيرين، المتمثل برفع غطاء السرية، بما تدعوا الحاجة للإفصاح عنه لكل ما يهم المجتمع.

وليس من العيب أن تختلف وجهات النظر، طالما القصد مصلحة أبناء الوطن، ولا داعي للعودة للخلف واجترار أخطاء الماضي في فترات وزارية سابقة، فهناك اجتهادات وتجارب عديدة أجْهِضَت في الميدان التربوي، في فترة ما بعد الوزير الأسبق الدكتور عبدالعزيز الخويطر رحمه الله، أول أكاديمي سعودي يحصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من بريطانيا، نعم اختلف معه الكثير بسبب مركزيته المتناهية، ومع هذا كانت هناك نتائج فريدة ونقلة تاريخية، عكست التطور النوعي في مستوى الأداء والإنتاجية، والجيل الحالي من الطلاب والطالبات لتلك الفترة التعليمية هُم من يديرون دفة التنمية الآن.

ليأتي الدكتور خالد العنقري وزير التعليم العالي، (الوزير الطائر) كما ذكر لي أحد مرافقيه، في رحلاته المكوكية بين الشرق والغرب، بَاحِثاً عن تجارب تطبيقية في جامعات العالم، فكان الانتشار الأوسع لعدد من الجامعات السعودية، تقودها كوادر أكاديمية من مديري الجامعات الناشئة، ولكي يستمر هذا العطاء لابد من الوضوح والتوافق بين الجهات المعنية، بما يواكب تطلعات قيادة المملكة وفق رؤية 2030، التي تشرفت بمتابعة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد، رجل المرحلة المعاصرة بطموح يسابق الزمن، إذاً باتت الحاجة أكثر من ذي قبل بعقد مؤتمرات لتطوير التعليم بأبحاث وأوراق عمل ولجان عُليا متخصصة بعيداً عن التوصيات المُسْتنسخة للمؤتمرات السابقة.
abumutazzz@gmail.com

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *