تحرص الدولة على تقديم كافة الخدمات لمواطنيها بصورة ميسرة وسريعة، وتتفاوت درجة الاهتمام مابين الجهات التنفيذية وحتى مابين قسم وآخر داخل كل جهة . ذلك لأن هناك عناصر واعية تعي دورها ومسؤولياتها وهي تباشر أعمالها وتؤدي واجباتها على الوجه الأكمل . فتكون هناك انسيابية جميلة في الأداء وإنتاجية جيدة في المنجز .. توفر الوقت والجهد ، فينتج عنها رفع المستوى العام سواء للمنطقة أو المدينة أو الحي أو القرية ، وهو مطلب هام يسعى المخلصون لتحقيقه دوماً لتكون بلادنا الغالية بالصورة المشرقة التي يرسمها ولاة الأمر يحفظهم الله .
لكن بالمقابل نجد جهات أخرى تتباطأ كثيراً في تقديم الخدمة المطلوبة رغم توفر الإمكانات ! لأنهم درجوا على أساليب قديمة وعقيمة تتمثل في عبارة راجعونا بعد شهر أو أكثر !! وليس لديهم أي مبرر سوى التسويف واللامبالاة والإهمال وعدم استيعاب دورهم ومعرفة مسؤولياتهم ، ولا يهمهم بعد ذلك تأخر المواطنين وتعطيل مصالحهم ، ولا تهمهم الإنتاجية وسرعة الإنجاز وتحقيق أهداف الجهة التي يعملون فيها .
ومثل هؤلاء يمثلون عقبة كأداء في عملية التنمية والتطوير ، ولعل بقاءهم بهذه الصورة -دون توعية أو تدريب أو تعليم أو محاسبة- يعطل المسيرة ويوقف عجلة التقدم التي ينشدها الجميع . وقد يحتاجون إلى من يتدخل عاجلاً لتوجيههم ومعالجة أوجه الخلل لديهم ، فلا يقبل هذا الوضع بتاتاً .
وحتى تتضح الصورة نستشهد بواقع خدمات المياه والصرف الصحي في مدينة مكة المكرمة تحديداً ، فبعض الطلبات يمرّ عليها أكثر من عام وهي حبيسة الأدراج سواء في الجهة ذاتها أو الشركات المنفذة . ومع أنها خدمات هامة ومدفوعة الثمن أصلاً ، إلا أن هناك عناصر لا تكترث بما يجب عمله ، فتظل أوامر التنفيذ في غياهب النسيان لأسباب غير معروفة ، بالرغم أنها في أحياء ومواقع مخدومة من قبل ولا تحتاج إلى عمليات تأسيس أو إقامة مشاريع جديدة .. وبالرغم من توفير كل المتطلبات من قبل المواطنين طالبي الخدمة . لأن أولئك لا تهمهم خدمة المواطن ولا المدينة ، وهذا عن جهل أو تجاهل وفي كلتا الحالتين لا يقبل منهم ذلك .
لأن الإخلال بأي واجب من هذا أو تقصير يشوّه الوجه المشرق للعاصمة المقدسة التي يتمنى الجميع أن تكون في أفضل حال ، فعساهم يسمعون ويعون .