للمملكة الوسطية والحوار والتعايش السلمي، ركائز قوية في نهج المملكة، وقيم أساسية ارتبطت دائما في مواقفها وخطابها، يقينا منها بقيمة هذه الفضائل في حياة البشرية، وقدمت في ذلك أنموذجا أصيلا بروح الحكمة التي تتسم بها دائما وعهدها فيها العالم ، وتقديره لكل مبادرة إيجابية هادفة تبذلها لتعزيز مبادئ وثقافة السلام العالمي.
لقد أكدت المملكة دورها الفاعل في محاربة الإرهاب والفكر المتطرف الذي استهدفها وتصدت له بكل قوة وحسم ، ولطالما حذرت العالم من التهاون في معالجة أسباب وصور التطرف والعنصرية ، وعززت دعوتها بجهود عملية من خلال صروح فكرية تؤصل الحوار خاصة في المجتمعات الغربية التي تشهد منذ سنوات تصاعدا في خطاب الكراهية من اليمين المتطرف في الغرب ، والذي غذى جرائم العنف والإرهاب في العديد من تلك المجتمعات.
في هذا السياق يواصل مركز الملك عبد الله بن عبد العزيز العالمي للحوار، جهوده في تعزيز جسور التواصل بين أتباع الأديان والحضارات العالمية، ودعم ثقافة التعايش السلمي والتأكيد على قيم الأمن والسلام في العالم من خلال الحوار، واحترام التنوع وبناء السلام وحفظ الحقوق والواجبات تحت مظلة المواطنة المشتركة، لذا تحرص دول الغرب والعالم على التفاعل مع هذه الجهود التي تحمل دائما بصمة سعودية مضيئة، من أجل سلام بشرية لاتزال تبحث عن سبل التعايش الحضاري.