**ما بك أيها الهلال.. تستفيق زورقاً يطرد كوابيس المغيب؟! وفي منتصف الليل اقتدت النصر إلى القمر وأتيت بالفأل، واقتدت فضولنا وفرحتنا “الآسيوية” إلى مدارك الزرقاوي القُح.. نرجسيتك معروفة منذ أمد.. وجماهيرك يشعرون بالدفء من خلالك والحب من خلالك.. والوفاء من خلالك..
من خلالك.. أيها الهلال. أذا كان الحرف في جوفك البللوري بحجم الجبال وبعرض السنين فهو بالنسبة لي المدى الذي يسقط قبل اجتيازه الشوف.. أكون غير وفي إذا تجاهلت يدك الزرقاء التي امتدت بداخلي تعلن وجودك في نفس اللحظة وفي نفس المكان.
**لقد كتبت فيك كثيراً ولا أرى أني أسرفت في عواطفي.. لأن نفوذك كان أقوى من كلماتي، لأنني كنت أفصح فقط عن مداخلك السعيدة.. دون أن أحدث ضجيجاً أو لعلعة. لقد استيقظ الأمس في خاطري بكل ما تحمله أنت من الصور الحميمة وقد كنت أيها الهلال من قبل بذاتك وبشخصك وبلاعبيك وبأجيالك..
وبقيادتك.. وبكل ما فيك مستيقظاً في مشاعري وكان حقك عندي أن أزفك في ذاتي.
كنت سعيداً.. وسعيداً جداً حين حسمت لقاءك التاريخي أمام السد.
كانت فرحة ضمت فيها العين الضياء.. والقلب الشعور وما تبقى كان للأسئلة.. وللنهار الذي طوى فيه الشوف أبعاد الرؤيا ولم يعد للعين سوى “صفاء السد” الحميم.
كنت قوي الشكيمة كما هو حالك، دائماً وعناصرك أبدا رغم أن مداخلك السعيدة مبنية أساساً على الشفافية وحيازتها.. وفي مناسبات عدة يتحدث الناس عنها
كثيراً.. كثيراً..
ومنها تتسلل خيوط أسطورتك لتأخذ نصيبها في الوفاء والمنى وشيء من النبل.
وهمسات الهلال مليئة بطموحي وتحول مداي إلى الأزرق..
**والهلال قيمة وطنية رياضية.
وهو.. هو لعاشقيه
ولجماهيره الحب ولا شيء غيره.. والهلال.. الهلال تجده الجماهير زاهدة في واقعه، راغبة فيه وهو دائماً بأجياله مهما تعاقبت على بُعد خطوات من دقات قلوبهم ودقات خطواتهم.
وهو الذي يبقي كل الجسور ممتدة فيما بينه وبين محبيه وما تصفه الأيام وألفته الظروف.. يطل عليهم من شرفة الكوكب ويعيش في الروح كالأمل.. وكسوسنة عطشى لأحضان الوجد.
وجدوا فيه.. ووجدنا فيه صدراً لقي الراحة وداعب الأحلام وضم الآمال بالأشواق والعطر.
ثغره مكسو بالبسمة والحنين إليه..
مخبأ في قلوبنا من قرون وحين (موقعة السد الشهيرة)
أحسسنا به وهو يمتزج بنبرات صوتنا ونبضات عروقنا، حملناه حلماً وعزماً
وتمنينا أن يظل هذا الحلم حقيقة وحناناً تفيض به عيناه للجبل والهضبة.. للشاطئ والنسمة..
**أيها الهلال، ترفض دائماً أن أعيش قريباً منك بحجم إقترابك مني وتعيدني إلى تلك البداية التي لم يبق منها إلاّ الحمام الزاجل الذي اختصر المسافة حتى المسافة التي بيني وبينك.
ورغم ذلك لا زلت أتمسك بالمبادئ التي حولتها إلى نظريات تمهيداً لترسيخها أمام التوجه الجديد.. الجيل الجديد والعلاقات الجديدة التي تسود هذا الهلال.
إذاً هناك وجود رياضي رائع بشقيه الزماني والمكاني.. هو المسافة التي أمام الخطوة وهو الخير الذي أمام اللحظة وكانت مباراة التأهل للنهائي.