بيروت – وكالات
طاردت اللعنات “حزب الله” في الشارع اللبناني، الذي أجبر المليشيات التابعة للحزب على مغادرة ساحات التظاهر، بعد الهتافات المنددة بأفعال حسن نصر والموالين له، رافضين تدخلهم في شؤون لبنان والدول الأخرى، والسعي للتخريب داخلياً وخارجياً بإيعاذ من إيران.
وبعد اشتباكهم مع المتظاهرين، أضطر الموالون لحزب الله الانسحاب من ساحة رياض الصلح وسط بيروت، بعدما حاصرتهم الأجهزة الأمنية لحماية المتظاهرين وفق ما ذكرته وسائل إعلام لبنانية، أشارت إلى أن المواجهات حصلت على خلفية هتافات معارضة لحسن نصر الله. وأظهرت فيديوهات تم تداولها على مواقع التواصل وعبر محطات محلية شباناً يرتدون قمصاناً سوداء وسط الحشود في موقع الإشكال.
فيما أفاد ناشطون بأن “حزب الله” أرسل شباناً إلى ساحة رياض الصلح ليهتفوا بشعارات موالية له، بينما رد عليها المحتجون بطردهم وتجريم حزبهم. والهتاف في مدينة النبطية “ما بدنا (لا نريد) جيشا في لبنان إلا الجيش الوطني”، ما أكد أن “حزب الله” صار منبوذاً حتى في معاقله بجنوب لبنان، إذ قررت النبطية الانتفاض في وجه الظلم والحرمان المسؤول عن جزء كبير منه الثنائي الشيعي “حزب الله” و”حركة أمل”، فيما تتواصل الاحتجاجات في يومها التاسع على التوالي، مرددة شعار “كلن يعني كلن”، رافضين الخضوع لتهديد مليشيات حسن نصر الله.
ولتخفيف الضغط عليه وعلى حزبه، بدأ حسن نصر الله في موقف المستجدي، مستعطفاً المتظاهرين للتوقف عن قطع الطرق، داعياً إلى تشكيل قيادة منهم للتفاوض مع الحكومة الحالية، غير أن مطلبه قوبل بالرفض من المحتجين الذي استمعوا إلى كلمته، معتبرين حديثه عن “فراغ سياسي” حال سقوط الحكومة ودعم جهات لم يسمها للاحتجاجات، ماهو إلا خوف على مصالحه في لبنان وفقدان مركزه السياسي، خاصة في ظل تأكيده على عدم تأييد حزبه إجراء انتخابات نيابية مبكرة؛ لأنه سيفقد أراضيه حتى في معقله.
واعتبر المتظاهرون أن تحذير زعيم ميليشيات حزب الله من “حرب أهلية” محتملة، تهديد لن يثنيهم عن عزمهم على مواصلة التظاهر حتى إسقاط النظام، داعين إلى تظاهرات حاشدة اليوم في كل المدن، فيما غادر رئيس الحكومة سعد الحريري قصر بعبدا دون الإدلاء بأي تصريح.
وتمسك المتظاهرون أمس (الجمعة)، برحيل كامل رموز السلطة، فيما تجددت الدعوات إلى مواصلة التظاهرات وقطع الطرق في مختلف المدن والمناطق، فيما أغلق الجيش اللبناني الطرق المؤدية إلى القصر الرئاسي بعد دعوات للتظاهر هناك، وسط رفض للخطاب الذي ألقاه رئيس الجمهورية ميشال عون بعد أسبوع من التظاهرات الحاشدة. وتوافد المتظاهرون بلا انقطاع لساحة النور، ورياض الصلح، والشهداء، فيما وقعت العديد من الإصابات في صفوف المتظاهرين بعد عراك بالأيدي، اتهمت عناصر من حزب الله بافتعاله، انفض بعد تدخل الأجهزة الأمنية في مشهد ينذر بمحاولة أطراف بدفع الاحتجاجات السلمية للانحراف عن مسارها. وكانت مصادر محلية كشفت عن مطالب للجيش والأمن في لبنان بفتح الطرق، من أجل تأمين وصول المواد الغذائية الضرورية إلى الأسواق، في ظل الاحتجاجات والاعتصامات المتواصلة. وبحسب المصادر، فإن دعوة فتح الطرق صدرت عن نقابة عمال، ومستخدمي التعاونيات والاستهلاكيات في العاصمة بيروت وجبل لبنان.