نرمين عباس
ما زال اكتشاف التساقطات النووية في القارة القطبية الجنوبية (أنتاركتيكا)
يتواصل بعد نحو 70 عاماً من اختبار القنابل الذرية في المحيط الهادئ، ويحذر الباحثون من أنها قد تستمر لمئات الآلاف من السنين
وبحسب موقع «إكسبريس» فقد اخبرت الولايات المتحدة خلال ذروة الحرب الباردة بينها وبين الاتحاد السوفيتي
ترسانتها النووية في المحيط الهادئ بين عامي 1946 و1958
وأسقطت الولايات المتحدة ما مجموعه 67 قنبلة نووية على الجزر والشعاب المرجانية في جنوب المحيط الهادئ، بدافع استعراض عضلاتها تجاه الاتحاد السوفيتي
لكن عواقب هذا الاستعراض لا تزال مستمرة، ويمكن أن تبقى لمئات الآلاف، إن لم يكن لملايين السنين
فقد كشف بحث جديد أنه لا تزال هناك مستويات عالية من التساقطات النووية
مثل (الكلورين – 36) المدفون في ثلوج القارة القطبية الجنوبية، وهو عنصر مشع ينتج بشكل طبيعي
ولكن عندما يوجد بكثرة، كما هو الحال مع كل النشاط الإشعاعي، يمكن أن يكون مسبباً للسرطان
هذا العنصر هو نتاج ثانوي للقنابل النووية التي تم إسقاطها
حيث تم ضخ الأرجون في الغلاف الجوي الذي تفاعل مع الأشعة الكونية لتكوين الكلورين 36
وخلال العقود التالية، وصلت إلى القارة القطبية الجنوبية
حيث اكتشف الباحثون 10 أضعاف المستويات الطبيعية للكلورين – 36
مراقبة مستويات الكلورين
قالت «ميلاني باروني»، عالمة جيولوجيا في المركز الأوروبي للبحوث والتدريس في علوم الأرض والبيئة في »إيكس إن بروفنس«، فرنسا
ومؤلفة مشاركة للدراسة الجديدة: «لم يعد هناك الكلورين النووي – 36 في الغلاف الجوي
لهذا السبب يجب أن نلاحظ مستويات الكلورين – 36 الطبيعية في كل مكان»
أخذت السيدة باروني وزملاؤها عينات من حفرة الثلج في« فوستوك»، وهي محطة أبحاث روسية في شرق أنتاركتيكا
وقارن الفريق العينات التي أخذت من نفس الموقع عام 1998
وجدوا أن الخاصية المشعة تتحرك فعلياً نحو السطح، ولن تختفي قريباً
علماً أن عمر نصف هذه المادة 300 ألف عام. هذا يعني أن مستويات الإشعاع لن تنخفض حتى تنقضي هذه الفترة
فبعد 300 ألف سنة أخرى، ستكون المستويات ربع ما هي عليه اليوم… وقالت جمعية الفيزياء الصحية في تقرير صدر عام 2001:
«إن القلق الصحي الرئيسي هو احتمال زيادة السرطان، فالكلور أيضاً من الغازات السامة جداً
والتعرض الحاد لمستويات عالية منه يمكن أن يسبب ضيق التنفس والموت
وقد تبين أن تناول الكلور المزمن يقلل من وزن الجسم والأعضاء في الإنسان والحيوانات بالذات في الجرعات العالية»
وقد وجد البحث الحالي أن مستويات الإشعاع عالية بما يكفي لإحداث ضرر للبيئة والحياة