المحليات

لبنان إلى أين؟

شعار صحيفة البلاد

من يوم إلى آخر تتدحرج كرة النار في أنحاء لبنان، لتتصاعد معها مطالب المتظاهرين من تخفيف معاناتهم الحياتية ورفض للفساد والضريبة، إلى صرخات حادة في وجه الفساد السياسي والانقسامات الحادة جراء التدخل الإيراني عبر جماعة ما يسمى حزب الله، والتي تهدم منذ سنوات في بنية النسيج الوطني اللبناني وقواعد التوافق التي أرساها اتفاق الطائف التاريخي عام 1989 برعاية سعودية أنهت حربا أهلية ضروسا ولايزال طوق نجاتهم.

أصابع إيران لم تعد خفية بعد أن سقطت أقنعة دورها الهدام، حيث تعرقل قيادات حزب الله المصنف على لائحة الإرهاب عالميا، كافة محاولات التوافق السياسي اللبناني وقرارات الحكومة بالثلث المعطل، حتى يظل لبنان رهينة لنفوذهم المدعوم بميليشياته المسلحة خارج إطار الدولة.

اليوم لبنان في عين العاصفة مع اتساع الدعوات إلى الاعتصام والإضراب العام، وتوالي استقالات وزارية للشركاء في الحكومة، ويحاول كل تيار القفز من السفينة تحت الضغط والانفجار الشعبي المتزايد الذي اتهم النخب السياسية بخذلان بلادهم، من هنا تتصاعد المطالبات الشعبية بقطع اليد الإيرانية، وأصابعها التي اختطفت لبنان وتدفع به إلى أزمات معقدة، بعد أن أعلنوا دون مواربة ولاءهم وانتماءهم لـ ” قم” وطهران وليس للوطن لبنان، وذلك هو الخطر الأكبر على مصير دول أصابها هذا البلاء، وما أحوج لبنان اليوم إلى طوق النجاة بإرادة مؤسساته والوعي الوطني لأبنائه أولا لإنقاذه من نفق مظلم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *