في نهجها الأصيل وخطابها وسياستها الخارجية، ترتكز المملكة على منظومة المبادئ الداعمة لقيم الوسطية والحوار، ومد جسور التواصل الحضاري الإنساني مع الشعوب والأمم، وهي قيم أصيلة أكد عليها الإسلام الحنيف، وأيضا القوانين والمواثيق الدولية، فالمملكة بمكانتها قلبا لأمتها وبدورها المؤثر عالميا تدرك جيدا المعاني المضيئة والقيمة العظيمة لهذه الثوابت الحضارية في مسيرة البشرية وتلاقي الشعوب،
ودائما تبذل جهدها وخطابها في هذا الاتجاه، واستنهاض إرادة العالم لتمتين جسور التواصل ودعم المراكز والهيئات الأممية المعنية، وتعضيد دور المجتمع الدولي في التصدي لكل أشكال التطرف والعنف والإرهاب، والتحذير من مغبة صعود تيارات العنصرية وتنامي خطابات الكراهية في العديد من دول العالم خاصة الغربية التي تحترق أصابع بعضها بنيران العنصرية القومية داخل مجتمعاتها.
لقد أكدت المملكة في كلمتها عبر المنظمة الأممية، حرصها على ترسيخ منهج الوسطية واحترام الحقوق، وتشديدها على عدم إتاحة الفرصة للجماعات الإرهابية والمتطرفة لاستخدام المنصات الإعلامية لبث أفكار الكراهية والعنف، بل تعظيم دور الإعلام في ترسيخ مفاهيم التعايش بين الشعوب وتوطيد الترابط بينها، وتعزيز حقوق الإنسان والارتقاء بها بنشر لغة الحوار ونشر ثقافة المحبة والاحترام المتبادل، وهذه المسؤولية الإعلامية الكبيرة تعكس قيم المملكة ودوها في تعزيز التفاعل، والوقوف بجانب الحق والعدل والسلام .