نرمين عباس
تظهر طريقة جديدة فى دراسة الكواكب خارج مجموعتنا الشمسية
من خلال إجراء تحليل لحطام كواكب ابتلعها نوع من النجوم يسمى القزم الأبيض
أن العوالم الصخرية التى لها كيمياء جيولوجية مشابهة للأرض قد تكون شائعة فى الكون.
وفحص باحثون فى الدراسة ستة نجوم من الأقزام البيضاء التى ابتلعت بقايا كواكب وأجرام صخرية أخرى
فى مدارها بسبب جاذبيتها القوية وحولتها لغبار وشظايا.
وخلص الباحثون إلى أن تلك المواد تشبه إلى حد كبير ما يوجد على الكواكب الصخرية
مثل الأرض والمريخ فى نظامنا الشمسى.
وبما أن الأرض تحتضن أشكالا متنوعة ووفيرة من الحياة فيعتبر الكشف أحدث
دليل على أن كواكب قادرة على استضافة حياة مماثلة موجودة بأعداد كبيرة خارج مجموعتنا الشمسية.
وقال إدوارد يانج أستاذ الكيمياء الجيولوجية والكونية فى جامعة كاليفورنيا فى لوس أنجلوس
الذى شارك فى قيادة فريق باحثى الدراسة التى نشرت فى دورية ساينس “كلما اكتشفنا أوجه تشابه بين كواكبنا فى مجموعتنا الشمسية
وتلك التى تدور حول نجوم أخرى زاد ذلك من احتمالات أن الأرض ليست استثنائية…
وكلما زادت الكواكب الشبيهة بالأرض زادت احتمالات وجود حياة كما نعرفها”.
ورصدت كواكب خارج مجموعتنا الشمسية للمرة الأولى فى التسعينيات لكن كان من الصعب على العلماء التعرف على تكوينها
ولذلك قدمت دراسة الأقزام البيضاء سبيلا جديدا لاستكشاف ذلك.
والنجم المسمى بالقزم الأبيض هو اللب المحترق لنجم مثل الشمس وخلال احتضاره تنفجر الطبقة الخارجية للنجم
أما الباقى فينهار للداخل مشكلا جرما شديد الكثافة وصغير نسبيا
بما يعتبر من أكثر المواد كثافة في الكون ولا يفوقه إلا نجوم النيترون والثقوب السوداء.
أما مصير الكواكب والأجسام الأخرى التى كانت تدور حول هذا النجم
فيكون إما أن تهيم فى الفضاء بين النجوم والكواكب أو أن تقترب من مجال الجاذبية الهائل للقزم الأبيض الذي يبتلعها.
وتقول كبيرة باحثى الدراسة ألكساندرا دويل “ستتحول تلك الكواكب لغبار
وسيبدأ فى الغوص في النجم بعيدا على الأنظار… من هنا جاءت فكرة التشريح”.
وأوضحت أن مراقبة العناصر الناتجة من الكواكب المدمرة والأجسام الأخرى داخل القزم الأبيض يمكن العلماء من فهم مكوناتها.
وأقرب النجوم الستة فى الدراسة يبعد نحو 200 سنة ضوئية عن الأرض وأبعدها يقع على مسافة 665 سنة ضوئية.