نرمين عباس
أخيرا أصبحت لوحة “العشاء الأخير” لفنانة تنتمى لعصر النهضة تدعى بلوتيلا نيلى
متاحة للعرض أمام الجمهور، بعدما تعليق اللوحة فى متحف فنى بمدينة فلورانسا الإيطالية، وذلك بعد نحو 450 من تخزينها.
وكانت لوحة “العشاء الأخير” من تصميم “نيلى” فى وضع التخزين قبل أن يتم سحبها قبل أربع سنوات للخضوع إلى الترميم
بتمويل من منظمات فنية خارجية، وتم الكشف عن ثمار جهود الترميم اليوم
حيث تم عرض اللوحة التى يبلغ طولها 21 قدمًا بشكل دائم فى قاعة متحف سانتا ماريا نوفيلا فى فلورنسا
إذ تم تعليق اللوحة فى وضع مقابل للوحة العشاء الأخير لـ أليساندرو ألورى، وهو فنان معاصر لنيلى.
واعتبر عدد كبير من المتابعين عرض اللوحة كنوع من العدالة للفنانات المجهولين فى كل مكان
لاسيما وسط موجة من الضجيج حول الفنانين الذكور من عصرها.
وتحتفل المتاحف الأوروبية حاليًا بمرور 500 عام على وفاة ليوناردو دافنشي، المعاصر لنيلى
والذى حظى بشهرة واسعة، فى الوقت الذى مُنعت فيه الفنانات من الذهاب إلى المدرسة
ولم يكن بإمكانهن دراسة علم التشريح أو شخصية الرجل
إذا كانت الفنانات ما زلن يديرن العمل، فقد تم تخفيض قيمة فنهن، وفى كثير من الحالات، وقع فى حالة سيئة.
تحاول منظمة النهوض بالفنانات، التى لعبت دورًا رئيسيًا فى إعادة اكتشاف نيلى واستعادة عملها
الكشف عن فنانات أخريات من عصور ما قبل العصر الحديث
على الرغم من عدم شهرو “نيلى” إلان إنها تبدو نجمة بلا منازع فى وقتها.
يقول كبير حماة المشروع، روسيلا لارى
(تم ترميم عملية الترميم بأكملها وتنفيذها من قبل النساء اللائى يحتلن موقع قيادة الترميم فى فلورنسا).
وأضاف “لقد استعدنا اللوحة، وأثناء قيامنا بذلك، اكتشفنا قصة نيللى وشخصيتها
وتقول لاري: “لقد كانت لديها ضربات قوية للفرشاة وحملت فرشها بالطلاء”
“لقد كانت على قدر كاف من الحرفية والفن لتحقيق ذلك”.
ولدت نيلى عام 1524 وأصبحت راهبة وأسست فى نهاية الأمر ورشة رسام لجميع النساء فى ديرها
سانتا كاترينا دى كافاجيو، بيعت الراهبات أعمالًا لأعضاء من طبقة النبلاء فى فلورنسا، ونتيجة لذلك أثبتت الاكتفاء الذاتى الاقتصادي.
اللوحة الزيتية المخزنة بعيدًا عن 450 عامًا، هى العمل الوحيد المعروف فى المشهد الدينى قبل الأخير
الذى تقوم به فنانة من عصر النهضة، كما أنها واحدة من أكبر الأعمال لفنانة مبكرة، ذكر مؤرخ عصر النهضة الإيطالية
جورجيو فاساري، الذى كتب بإسهاب عن ليوناردو دافنشي نيلى فى الطبعة الثانية
من كتابه “حياة الفنانين” عام 1568، “لقد كانت ستفعل أشياء رائعة لو كانت قد درست فقط كما يفعل الرجال”.