المحليات

مخطط التيسير بحاجة إلى خدمات

 جدة- عبدالهادي المالكي

يعاني بعض سكان حي التيسير بجدة من حالة بيئية سيئة، خلفتها المياه الجوفية وعدم وجود بنية اساسية كالصرف الصحي، والنتيجة انتشار برك في بعض الشوارع وحتى المباني التي أصبح ملاكها في وضع لايحسدون عليه وخسائر كبيرة دون أن تسهم الجهات المسؤولة في الحد من حجم الاضرار التي لحقت بالحي. البلاد رصدت معاناة السكان بالصوت والصورة خلال جولة في مواقع مختلفة بالحي ،

حيث

تحدث كل من محمد العليان واحمد الاسمري وحميد السلمي وسعيد الجهني وغرم الله الغامدي وفتحي الحلواني وعادل العمري ، وقالو إنهم قاموا بمراجعة امانة محافظ جدة وشركة المياه الوطنية ،

وعرضنا على الجهات المسؤولة بها مشكلاتنا البيئية مع المياه الجوفية ومخاطرها خاصة في المواقع العميقة التي تحولت إلى بحيرات بما في ذلك الأدوار تحت الأرض للمباني تحت الإنشاء، ومخاطر التماسات الكهرباء ، وللأسف نعود بخفي حنين ووعود وانتظار، ولم نجد استجابة عملية أو حلولا جذرية لمعاناتنا مع استمرار غياب بعض الخدمات،

حيث باءت طلباتنا وشكاوينا بالفشل وفقدنا الامل في أي حلول تنقذنا من كل ذلك. وأضافوا : سبق أن زارنا في الموقع رئيس بلدية أبرق الرغامة ووضع المسؤولية على السكان في محاولة لإخراج البلدية من المسؤولية المناطة بها تجاه الحي ، متهما السكان بأنهم لا يقومون بسحب مياه البيارات ، مما تسبب في طفح الشارع بالمياه الجوفية ،

كما قال رئيس البلدية حينها وتحديدا في شهر ذي القعدة الماضي ، انه ليس لديهم إمكانيات سوى ميزانية رفعها ورصدها للحي، ووعدنا بالتنفيذ في 26 محرم وقمنا بمراجعتهم بعد هذا الموعد بيومين وتم تأجيله الى 26 صفر .


وقمنا بمخاطبة المياه الوطنية وقالو لنا ان هذا ليس من صلاحياتنا وانما من صلاحية امانة محافظة جدة.
وقل السكان : للأسف عند ارتفاع منسوب المياه ووصولها للمنازل نقوم بالاتصال على رقم طواري الأمانة (940) ويقولون لنا (تعبنا من حي التيسير)،

ومن المفارقات العجيبة أن البلدية عندما ترسل معدات وسيارات سحب المياه ونتفاءل باهتمامهم ، نفاجأ بعد دقائق أنها تقوم بشفط المياه من الشارع وتفرغه في الأراضي الفضاء بالحي ، بدلا من أن يقوموا بصبها في السدود القريبة من الحي او في مجاري السيول، كما تقوم تلك المعدات بردم المستنقعات في الحي وتحويل المياه الى الشارع ، وكما يقول المثل ” وكأنك يا أبوزيد لارحت ولاجيت”!

مخاوف من المطر
وقال المتحدثون : نريد حلا جذريا ولا نريد حلولا مؤقتة لهذه المشكلات حتى لاتتفاقم أخطارها مع زيادة العمائر والسكان، وبصراحة نتخوف أكثر من موسم المطر ونحن مقبلون على موسم الشتاء الذي لايفصلنا عنه سوى أسابيع، ومن شأن هطول أمطار أن (يزيد الطين بلة) بارتفاع منسوب المياه السطحية وزيادة البرك والمستنقعات وما تسببه من بؤر للحشرات خاصة البعوض ومخاطره على الصحة العامة كحمى الضنك وغيرها، ناهيك عن مشاهدات رصدتها عدسة البلاد لوجود كلاب ضالة وحشرات تتخذ من بؤر الإهمال بيئة لها.

مصائد للأطفال
جانب آخر يطرحه سكان الحي في هذه المشكلة وهي أن بعض المستنقعات تحيط بكبائن ضغط عالٍ واعمدة كهرباء وتغمر أجزاءً منها ، مما قد يتسبب في خطر داهم يتربص بالسكان ، خاصة الأطفال . وأضافوا : لقد منعنا أبناءنا من الخروج ونحذرهم من بعض المواقع، لكن لا ضمانة لأنهم في النهاية قد تتصيدهم تلك المخاطر الكامنة حتى حول المسجد خشية أن يلعبوا في تلك المستنقعات من قبيل اللهو دون رقابة ويقعون ضحية لتلك المصائد خاصة مع وجود خط ضغط عالٍ في وسط المياه ، وبين فترة وأخرى تتعرض كبينة ضغط عالٍ لتماس كهربائي مما جعل مولدات الكهرباء تنتشر في ارجاء الحي.

لقد سببت هذه المياه مشاكل ما بين سكان الحي ، وأصبح كل شخص يحول المياه من امام منزله فيتضرر منزل جاره مما يسبب الكثير من المشاحنات الحادة بين بعض السكان ، وقد حدث مثل تلك الوقائع بالفعل وكادت أن تصل حد العنف لولا لطف الله وتدخل السكان إنهاء الخلافات ، أما الحلول الجذرية لكل تلك المشكلات فهي مسؤولية الجهات المعنية لتريحنا من هذه العذابات اليومية.


وحول هذه المشكلات ومعاناة حي التيسير قال نائب رئيس لجنة التثمين العقاري بغرفة جدة عوض الدوسي ، أن بعض المقاولين لاينزلون كثير اثناء الحفر من اجل البناء مما سبب مشاكل لتلك العمائر بالإضافة الى انعدام الرقابة والمتابعة على الأرض لواقع هذه المخططات ، لذلك يجب ان يطبق نظام الكود السعودي في البناء على المقاولين ، وان يكون هناك تأمين عشري يضمن للسكان سلامة المبنى ،

وبسبب سوء التنظيم والتنفيذ أدى ذلك الى عزوف البعض عن الاقامة في الحي وخروجهم من مخطط التيسير مما أدى الى تدني مستوى الأسعار فيه.
أخيرا تواصلت “البلاد” مع شركة المياة الوطنية للاستفسار عن غياب شبكات تمديد الصرف الصحي داخل الحي ولكن حتى اعداد هذا التقرير لم يرد أي رد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *