الدولية

سياسيون لـ”البلاد”: الشباب و3 أسباب قادت قيس لرئاسة تونس

البلاد – مها العواودة

فوز ساحق حققه الأكاديمي والمرشح المستقل قيس سعيد في الانتخابات الرئاسية في تونس، متقدماً بفارق كبير على منافسه رجل الأعمال نبيل القروي، ما أثار تساؤلات عدة عن أسباب اختيار المجتمع التونسي لسعيد أستاذ القانون الدستوري الذي يفتقر لخبرة دواليب الحكم. وأكد مسؤولون ومحللون تونسيون لـ”البلاد”، أن تونس أرادت ضخ دماء جديدة للحياة السياسية، ونجحت في ذلك بانتصار التجربة الديمقراطية وفوز إرادة الشباب التي أوصلت سعيد إلى كرسي قرطاج.

وقال الدبلوماسي التونسي السابق عبد الله العبيدي، إن الشعب التونسي، خصوصا الشباب فضلوا قيس سعيد الذي لم يعرف له تاريخاً سياسياً أو نضالياً يحوله إلى منتقم أو متشفٍ من أحد، إنما سيهتم بأمهات المشاكل التي تعاني منها الجهات والفئات والقطاعات المهمشة والضعيفة، خاصة تلك التي لها مساس بواقع ومستقبل شرائح واسعة من الشباب، معتبراً أن فوز سعيد ظاهرة استثنائية قفزت على كل الأحزاب، وفيه إرادة لتجاوز كل ماهو موجود، وبناء دولة جديدة وعد بها سعيد تنهي المشاكل في مختلف المجالات، وتفرض إعادة تشكيل الخارطة السياسية الداخلية.

من جانبه، أكد الكاتب والمحلل السياسي التونسي النوري الصل، أن الانتصار الكاسح الذي حققه المترشح المستقل سببه الشباب الذي دأب على مقاطعة الاستحقاقات الانتخابية السابقة حيث أظهرت أرقام مؤسسات استطلاعات الرأي أن 90 % من الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و25 سنة صوتوا لقيس، الذي وصفه البعض بـ”رئيس الشباب”.

وأضاف “الناخبون وجدوا في قيس نموذجاً مختلفاً لما ساد طيلة هذه السنوات، إذ نال أكثر من ثلاثة ملايين صوت، ما يعني أن هناك إجماعا واسعا من الشعب التونسي، خصوصا من غير المتحزبين، أو من الذين سئموا وعود الأحزاب”. وأرجع المحلل السياسي محمد خرشف، فوز قيس بالرئاسة إلى عدة عوامل أبرزها مستوى الخطاب الراقي الذي تحلى به في حملته الانتخابية، ما يعكس تأهيله الأكاديمي والثقافي، إضافة لانتمائه إلى الطبقة المتوسطة، ودرايته بمشاكل الشعب،، ورفضه المنحة المقدمة من طرف الدولة التونسية لتمويل حملته الانتخابية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *