المحليات

خبراء لـلبلاد : المملكة أصبحت مركز القرار الإقليمي

القاهرة – محمد عمر

فى إطار العلاقات المتميزة بين البلدبن استقبلت المملكة أمس الرئيس الروسى فلاديمير بوتين فى زيارة هى الأهم من نوعها بين القيادة فى البلدين ، وشهدت الساحة الدولية فى الفترة الأخيرة تأثيرا سعوديا فى مختلف الملفات الدولية لما تمثله القيادة السعودية من مركز القرار العربى فى ظل الحاجة العالمية المتنامية للتنسيق معها فى العديد من القضايا ، وتأتى الزيارة الروسية فى ظل أوضاع إقليميمة متغيرة ، عكست الدور السعودي الحيوي في تعزيز السلم والأمن في المنطقة .

وتشهد العلاقات السعودية الروسية تقدما ملحوظا وتفاهما حول العديد من مجريات الأحداث ، وتأتي الزيارة في إطار السعي الدولي للمشاركة في النقلة الاقتصادية العملاقة التي تشهدها المملكة منذ إقرار رؤية 2030 وبرنامج التحول الوطنى ، حيث استقطبت النجاحات السعودية الاهتمام العالمى والحاجة الدولية للتفاهم معها فى المرحلة القادمة . وأكد عدد من الخبراء فى حديثهم لـ(البلاد) أهمية زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتن في المرحلة الحالية وأهمية التنسيق مع المملكة والمساعي الروسية الكبيرة لمزيد من التنسيق والتشاور وتعزيز التعاون الاقتصادى بين البلدين.

مجالات متعددة للتعاون
وقال محمود ياسين الخبير الاقتصادي إنه في إطار زيارة فلاديمير بوتين إلى المملكة لعب صندوق الاستثمارات المباشرة الروسي دوراً رئيسياً في هذه الزيارة والتعاون المشترك بين البلدين ليس في مجال الطاقة فحسب بل وفي المجالات التكنولوجية والثقافية والاقتصادية والاستثمارات ، لافتاً إلى تنشيط التعاون في الآونة الأخيرة بين الشركات السعودية والروسية.

وأضاف:” أرى أنها تعد زيارة تاريخية فعلاً واتوقع تفعيل عقود ضخمة في مجالات الطاقة بين البلدين خاصة وانهما من كبار مصدري النفط في العالم ناهيك عن التنسيق بينهما عالمياً ودورهما في توازن الاسعار عالمياً”. بدوره قال أحمد الإمام الخبير الاقتصادي إن زيارة الرئيس الروسي للمملكة تأتي توثيقا لدور المملكة البارز على الساحة الدولية والأقليمية وتمثل العلاقات الروسية السعودية علاقات تاريخية حيث يعتبر الاتحاد السوفيتى أول دولة غير عربية أقام معها علاقات دبلوماسية في فبراير عام 1926.

وفي 17 سبتمبر عام 1990 صدر بيان مشترك يعلن استئناف العلاقات الدبلوماسية بين المملكة العربية السعودية وروسيا الاتحادية. واستمرت العلاقات الدبلوماسية وتبادل الزيارات حتى توجت في أكتوبر 2017 بزيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان لموسكو وهي أول زيارة لملك سعودي إلى روسيا وبالتزامن مع زيارة الرئيس الروسى للمملكة والإمارات يتحدث الرئيس الروسى إلى 3 قنوات عربية بعد أكثر من 12 عاما من آخر زيارة للرئيس الروسي للمملكة فى فبراير 2007 .

وتمثل الزيارة الحالية محوا هاما فى إطار التعاون المشترك وقد أعلن صندوق الثروة السيادي الروسي الثلاثاء الماضى عن فتح مكتب في السعودية ليكون الأول في خارج روسيا، وتأسس صندوق الاستثمار الروسي المباشر (RDIF) في 2011 برأس مال 10 مليارات دولار أميركي من قبل الحكومة الروسية. وصادق الطرفان على أكثر من 25 مشروعا مشتركا باستثمار إجمالي يزيد عن 2.5 مليار دولار في قطاعات بينها الذكاء الاصطناعي والطب والبنى التحتية.

ويدرس الصندوق الروسي وشركة أرامكو السعودية العملاقة للنفط القيام بمشاريع في قطاع خدمات النفط بقيمة تزيد عن مليار دولار، بحسب الصندوق الروسي. ومن المخطط إطلاق مشروع استثماري روسي سعودي مشترك في الغاز بالمنطقة القطبية الشمالية، مشيراً إلى أن الطلب العالمي للغاز سينمو بنسبة 40 في المائة، بما يقدر بـ5 تريليونات متر مكعب بحلول عام 2035.

ووفقاً لرئيس صندوق الاستثمارات الروسية كيريل ديمتريف فإن نحو مائتي شركة روسية – سعودية كانت في الاتفاقيات المشتركة بين الشركات لإنتاج الأسمدة كشركة مدن التي وقعت على اتفاقيات خلال المنتدى السعودي الروسي الأول، مشيرا إلى أن قيمة الاستثمارات بين البلدين بلغت 10 مليارات دولار وهو ما يمثل قوة لمتانة العلاقات مع لاعب دولى ربارز على الصعيد السياسى والعسكرى والاقتصادى ومجالات الطاقة من نفط وغاز وطاقة متجددة.

بدوره قال هشام البقلى مدير وحدة الدراسات السياسية بمركز سلمان زايد لدراسات الشرق الاوسط. إن الزيارة تعكس أهمية التنسيق والتشاور السعودى الروسي فى المرحلة الحالية ، معتبرا أن المملكة نجحت فى أن تعلي من تأثيرها الدولى فى فترة قصيرة ، لما تقدمه من مواقف كبيرة تجاه الأزمات الدولية ، فضلا عن أن الجانب الروسى يسعى بشكل كبير إلى أن يحظى بمشاركة فى عملية التحول الوطنى السعودي والقفزات الاقتصادية غير المحدودة .

وأشار البقلي أن المملكة وروسيا لهما أدور دولية كبيرة فى كافة المملكة باعتبار المملكة هى مركز القرار العربى فى المنطقة ، كما أنها ساهمت بشكل كبير فى تعزيز قدرتها وتأثيرها الدولى فى كافة الساحات ، مما يدفع المنظومة الدولية لمزيد من التنسيق والتشاور مع القيادة السعودية وإستطلاع موقفها فى مختلف الأحداث ، نظرا لما تقدمه المملكة من حلول ايجابية ومواقف مشهودة نجحت من خلالها فى ترسيخ قيم الأمن والسلم والإقليمى .

من جانبه قال العزب الطيب طاهر المتخصص في الشؤون العربية إن زيارة الرئيس الروسي تأتى ردا على الزيارات التاريخية لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكى الأمير محمد بن سلمان – حفظهما الله وتأتي في توقيت بالغ الأهمية والمضمون ،نظرا لما تشهده المنطقة من تغييرات متسارعة من الناحية السياسية والاستراتيجية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *