الدولية

العالم يواجه عدوان أردوغان

عواصم – وكالات

وضع العدوان التركي على سوريا، الرئيس رجب طيب أردوغان في خانة “عدو العالم”، إذ توحدت آراء الدول بإدانة الغزو التركي، والدعوة لإيقافه فوراً، لما له من آثار إنسانية كارثية، وزعزعته لأمن المنطقة.

وأكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أمس (الاثنين)، أن بلاده بصدد فرض عقوبات كبيرة على تركيا جراء الهجوم على شمالي سوريا. وقال في تغريدة على “تويتر”: “يجب التحرك سريعاً لإعادة أسر الدواعش إلى بلادهم التي ينحدرون منها مرة أخرى”.

فيما أعلنت الرئاسة الفرنسية في بيان لها، أمس، بعد اجتماع عاجل للحكومة أن فرنسا ستتخذ إجراءات لضمان سلامة جيشها وأفرادها المدنيين شمال شرقي سوريا، إذ لديها قوات خاصة بالمنطقة في إطار مشاركتها في التحالف، الذي تقوده الولايات المتحدة، لقتال تنظيم “داعش”.

ويتجه الاتحاد الأوروبي لقرار بالإجماع على وقف مبيعات الأسلحة لتركيا، بعدما قال وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لو دريان أمس، إنه يتعين على وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي أن يدينوا الهجوم التركي في سوريا مجدداً، وأن يدعوا لفرض حظر على صادرات السلاح لأنقرة ويطلبوا من الولايات المتحدة عقد اجتماع للتحالف الذي يقاتل تنظيم “داعش”.

وندد الاتحاد الأوروبي، الذي لا تزال تركيا تسعى للانضمام لعضويته، بالضربات المدفعية والجوية التركية على مسلحين أكراد في شمال شرق سوريا لكن دول التكتل استشاطت غضبا من تهديدات الرئيس رجب طيب أردوغان بإرسال لاجئين لأوروبا.


وقال لو دريان لدى وصوله لحضور اجتماع مع نظرائه من دول التكتل في لوكسمبورغ “سيتسبب هذا الهجوم في مأساة إنسانية خطيرة”. وأضاف “فرنسا تتوقع من هذا الاجتماع. توجيه طلب محدد لإنهاء الهجوم. واتخاذ موقف صارم بشأن صادرات الأسلحة لتركيا، ومطالبة الولايات المتحدة بالدعوة لعقد اجتماع للتحالف الدولي ضد داعش”.

بدورها قالت الخارجية الألمانية، إنها تبقي خياراتها مفتوحة لمواجهة العدوان التركي على شمال سوريا، بعد يومين من إعلانها قرارها تعليق تصدير الأسلحة لأنقرة. وأكد وزير الخارجية الألماني هايكو ماس، أن بلاده تريد أن يناقش الاتحاد الأوروبي هذا الموضوع، بالإضافة إلى وقف تصدير الأسلحة، وستبقى الخيارات الأخرى مفتوحة، اعتمادًا على كيفية تصرف تركيا في المستقبل.

وتابع “ما نخشاه أيضا، ونراه بالفعل، هو أن ذلك سيؤدي لتقوية شوكة تنظيم الدولة الإسلامية وهو أمر يجب أن نمنعه بكل تأكيد”. من جهته، قال وزير الخارجية الإسباني خوسيب بوريل إنه يدعم وقف مبيعات الأسلحة لتركيا. في السياق ذاته، اعتبرت صحيفة “غارديان” في تقرير عن العملية التركية شمال سوريا، أن “رجب طيب أردوغان حقق ما عجز عنه كثيرون، ووحد جميع الدول والقوى ضده، نظراً لخطوته المتهورة والمزعزعة للاستقرار”.

وقالت الصحيفة: “لقد كان أردوغان، صاحب النزعة الديكتاتورية، يروج لنفسه على أنه رجل واحد ضد العالم على مدار 16 سنة متتالية، عندما كان رئيس وزراء تركيا ومن ثم رئيساً. والآن هو بمفرده حقاً”. وتابعت: “لقد كانت علاقات تركيا مع أوروبا في الحضيض بسبب سجلها السيئ في مجال حقوق الإنسان وهذا إحباط بالكامل لمحاولة الانضمام للاتحاد الأوروبي”.

وذكر التقرير أن القادة العرب يناهضون أفكار أردوغان ودعمه للإخوان المسلمين وأفكاره العثمانية الجديدة حول الهيمنة التركية الإقليمية.

إلى ذلك، أعلن مسؤول أمريكي، أمس (الإثنين)، أن الفريق الدبلوماسي الأمريكي الذي يعمل في مشروعات إرساء الاستقرار غادر شمال شرق سوريا، مشيراً إلى أن القوات الأمريكية لا تزال في سوريا لكن المراحل المبكرة من الانسحاب بدأت، دون ذكر تفاصيل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *