الإقتصاد

93 عاما ونيف من التفاهم والمصالح المشتركة

إعداد – عبدالله صقر

يصل فخامة الرئيس فلاديمير بوتين رئيس جمهورية روسيا الاتحادية الى المملكة يوم غد الاثنين في مستهل زيارة رسمية يتم خلالها بحث قضايا التعاون بين البلدين في مختلف المجالات، وآفاق التعاون في مجالات الطاقة والزراعة والصناعة والتعاون العسكري التقني والتبادلات الثقافية والإنسانية… وستشهد الزيارة توقيع العديد من الاتفاقات التجارية بقيمة إجمالية تزيد على ملياري دولار.


وكان خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز قد زار روسيا للمرة الأولى في العام 2017، حيث وصفت زيارته بالتاريخية. أما الرئيس الروسي قد زار السعودية آخر مرة في فبراير 2007 أي منذ 12 عاما.
وكان سمو ولي العهد قد التقى الرئيس بوتين على هامش قمة العشرين ونقل لفخامته تحيات وترحيب خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، بزيارة فخامته للمملكة

وبدوره رحب الرئيس بوتين باستضافة المملكة لقمة دول مجموعة العشرين القادمة، معرباً عن ثقته بأن رئاسة المملكة لأعمالها سيسهم في حل الموضوعات التي تحظى باهتمام دولي.

وكان صندوق الاستثمارات المباشرة الروسي، قد افتتح أول مكتب تمثيلي له في السعودية في الثامن من هذا الشهر ، ما سيعزز العلاقات الاستثمارية بين البلدين ويعطيها زخما أكبر.

ويعتبر الصندوق منصة للاستثمارات السعودية إلى روسيا، وفي العام 2015 قام الصندوق الروسي والصندوق السعودي السيادي للاستثمار PIF بإنشاء شراكة استراتيجية طويلة الأجل، حيث خصص الصندوق السعودي 10 مليارات دولار لاستثمارها في روسيا بالتعاون مع الصندوق الروسي، وفي هذا الإطار اعتمد الصندوقان استثمارات تزيد قيمتها عن 2.5 مليار دولار.


وحتى الآن قام الصندوق الروسي والسعودي بتمويل واعتماد أكثر من 25 مشروعا مشتركا باستثمارات إجمالية تزيد عن 2.5 مليار دولار في مختلف القطاعات الاقتصادية، بما ذلك التكنولوجيا المتقدمة والطب والبنية التحتية والنقل والإنتاج الصناعي.

كما يدرس الصندوقان الاستثمار في عدد من المشاريع الواعدة في قطاع خدمات حقول النفط بمبلغ إجمالي يزيد عن المليار دولار، بالإضافة إلى الاستثمار في قطاعي انتاج النفط والغاز بأكثر من ملياري دولار.

سنوات من الشراكة
على مدار أربع سنوات من الشراكة بين صندوق الاستثمارات المباشرة الروسي، والصندوق السيادي السعودي ، تم إطلاق صندوق مشترك بقيمة 10 مليارات دولار لتمويل مشاريع مشتركة، ويجري تنفيذ أكثر من 30 مشروعا مشتركا، بقيمة إجمالية زادت على 2.5 مليار دولار.

ويشمل التعاون بين الصندوق الروسي والشركاء السعوديين مجالات الاقتصاد، والاستثمار، والعلوم، والثقافة وصناعة الطاقة، وتشييد منشآت البنية التحتية، والتكنولوجيات العالية بما فيها استخدام الذكاء الاصطناعي.

ويشارك الجانب السعودي مع صندوق الاستثمارات المباشرة الروسي في تنفيذ مشاريع هامة جدا مثل إنشاء أكبر حديقة تكنولوجية في روسيا في موقع مطار توشينو السابق، وتطوير PLT أحد أبرز مشغلي الخدمات اللوجستية في روسيا، وإطلاق وتشغيل سكة حديد خفيفة في بطرسبورغ، وبناء الطريق الموازي لشارع كوتوزفسكي بروسبكت بموسكو.

كما ستتمكن الشركات النفطية الروسية من دخول أسواق الشرق الأوسط. وتجرى دراسة لتنفيذ مشاريع غاز كيميائية رئيسية في يامال بمشاركة أرامكو وسابك أكبر شركة للكيماويات والنفط والغاز في العالم.
ويتعاون صندوق الاستثمارات المباشرة الروسي في تنفيذ عدة مشاريع مع وزارة الثقافة السعودية، وتشارك في ذلك مجموعة من المتاحف والمسارح الروسية العريقة.

وخلال الزيارة سيوقع، صندوق الاستثمارات المباشرة الروسي وشركاؤه، على 10 اتفاقيات بقيمة تزيد على ملياري دولار، ستشمل القطاع الزراعي، والنقل والبنى التحتية، والحقل الجوي الفضائي

وتعد العلاقات السعودية الروسية علاقات متأصلة حيث تضرب بجذورها القديمة في عمق التاريخ حينما بادرت روسيا بالاعتراف بالمملكة في 26 فبراير عام 1926م كدولة مستقلة ..

كما يبلغ عدد المسلمين في جمهورية روسيا الاتحادية بأكثر من 20 مليون مسلم روسي
كما تحرص المملكة دائماً على رعاية الحجاج الروس إلى الأماكن المقدسة الذين يبلغ عددهم سنويًا ما بين 16- 20 ألف حاج روسي، إضافة إلى آلاف المعتمرين على مدار العام.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *