الدولية

بوتن في الرياض الآن.. لماذا ؟!

كتبه: د. هاشم عبده هاشم

•• تشكل زيارة الرئيس الروسي «فلاديمير بوتن» للمملكة أهمية قصوى، وفي هذا الوقت بالذات بالرغم من أنها كانت مقررة منذ آخر زيارة قام بها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع لموسكو واجتماعه بالرئيس بوتن أواخر شهر مايو من هذا العام 2019م.


•• وخلال هذه المدة جرى الاعداد الجيد لهذه الزيارة من قبل الجهات ذات العلاقة في البلدين تحقيقاً للنجاح المطلوب لزيارة بهذه الأهمية من كافة النواحي السياسية.. والأمنية.. والبترولية.. والدفاعية.. والاقتصادية.. والإعلامية.. والثقافية.. لتكون بمثابة انطلاقة نوعية وذات أبعاد استراتيجية هامة سواء على المستوى الدولي.. والإقليمي.

•• وما يجعل هذه الزيارة بهذا المستوى من الأهمية هو تعاظم المصالح المشتركة للدولتين في السنوات الأخيرة، وتزايد حاجة كل منهما للآخر في ضوء المعطيات العريضة والتطورات المتعاقبة اقليمياً ودولياً.

تنسيق سعودي روسي على كافة الأصعدة
•• صحيح ان منطقة الشرق الوسط قد شهدت في الآونة الأخيرة أحداثاً دراماتيكية على درجة كبيرة من الأهمية وغير مسبوقة.. وان هذه الأحداث والتطورات ترفع من أهمية وقيمة المشاورات.. وتبادل الآراء مع الأصدقاء والشركاء لنا في هذا العالم.. ولاسيما مع الدول الموثوق بها.. والمعَّول على أدوارها في تجنيب المنطقة والعالم المزيد من التدهور الأمني.. او الاقتصادي، الا ان الأكثر صحة هو أن كلا البلدين أدركا ومنذ وقت مبكر.. أنهما بحاجة الى تطوير أوجه التعاون الحيوية فيما بلديهما لما يملكان من إمكانات وطاقات.. ومصالح حقيقية تستوجب توسيع دوائر التعاون بينهما الى أعلى المستويات.. وبما يخدم الشعبين السعودي والروسي.. ويحقق التكامل المنشود بين البلدين.. وبالذات بعد أن تقاربت رؤيتيهما حول اتخاذ سياسات بترولية بناءة تخدم كافة المنتجين من داخل وخارج منظمة أوبك.. كما تخدم المستهلكين أيضاً.. وتكفل مزيداً من النمو الاقتصادي في العالم بتوازن كافٍ.. ومقبول من الجميع.

•• وكذلك بعدما التقت سياسات الدولتين كثيراً في التعامل مع قضايا الإرهاب.. والتطرف.. وانفلات الأوضاع في المنطقة بشكل عام.. وفي اليمن على وجه التحديد. وقد أدى هذا التقارب الى اتخاذ قرارات هامة في مجلس الامن ومنها القرار (2216) بخصوص الوضع في اليمن الشقيق.. باتفاق الدول الخمس وفي مقدمتها روسيا والصين والولايات المتحدة الامريكية.
وانه بالمزيد من الشراكات الحيوية البناءة.. والتنسيق الواسع بيننا وبينهم نستطيع تأمين المنطقة بصورة أفضل.. وتحقيق الاستقرار على مستوى العالم، وبالذات على الجانب الاقتصادي بشكل عام.. والنفطي بصورة اكثر تحديداً.
الاستيعاب الروسي لرؤية المملكة ومساهمتهم في تبنيها

•• وما يدعم الشعور بأهمية تنامي العلاقة بين المملكة وروسيا هو تعدد الشواهد الموجودة على الأرض وتقارب الرؤى السعودية / الروسية على مختلف الأصعدة. وتنامي الثقة بين الطرفين.. والأهم من كل ذلك هو ليس – فقط – تزايد التهديدات التي تتعرض لها دول المنطقة في ظل التراخي الدولي وتعاظم سياسات الابتزاز لمقدرات شعوبها، وانما الآن المملكة ومنذ تسلم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز مقاليد الحكم وأصبح صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولياً للعهد نائباً لرئيس مجلس الوزراء وزيراً للدفاع وضح ان المملكة تملك مشروعاً جديداً لتعزيز مكانتها في المنطقة والعالم ولعب دور كبير على كافة الأصعدة.

** هذا المشروع عكسته رؤية (2030) في جوانبه الاقتصادية والمالية والاجتماعية والهيكلية (التنظيمية) والثقافية بشكل مباشر.. الى جانب أهدافه الأمنية والسياسية متوسطة وبعيدة المدى غير المتطورة بصورة مباشرة لاعتبارات هامة وليس من الحكمة الكشف عنها.

** ولكي تضع المملكة هذه الرؤية موضع التنفيذ.. فانه كان عليها ان تركز على أولويات واجبة التغيير وفي اقصر وقت ممكن.. ومن تلك الأولويات:

* معالجة الأوضاع والتراكمات الثقافية المتوارثة جيلاً بعد جيل.. لإخراج البلاد والعباد من دائرة الانغلاق عن طريق مواجهة المشكلات ومحاربة الاختلالات التي تمكنت من المجتمع واضعفت القرار.. وعطلت العديد من المشاريع الإصلاحية ذات الابعاد الاجتماعية.. والاقتصادية.. والثقافية.. وحتى النفسية ايضاً.
وقد أدى التعامل مع هذا الملف الى تعزيز سلطة الدولة.. واضعاف دور القوى المتنفذة في الداخل.. وتساوى الجميع امام القانون.. بل وامام العالم بهيئاته ومؤسساته ومنظماته الدولية التي اخذت تتحدث عن مختلف صور الانفتاح في البلاد ومع العالم وتجاه الآخر بصورة قوية وواضحة وملموسة.

•• ولاشك ان تغيُّراً كبيراً قد طرأ على الصورة الذهنية في الخارج عن المملكة.. بعد أن مارست الدولة حقها في هذا الاتجاه دون هوادة.. بصرف النظر عن بعض ردود الفعل المحلية الضعيفة والقابلة للتلاشي بمرور الأيام.

•• ويمكن وصف هذا التوجه بالحرب من قبل الدولة على أبرز مسببات التخلف المتوارثة لازمنة طويلة.. وهي حرب مكلفة ولكنها كانت ضرورية للتأسيس لمرحلة جديدة من التفكير والعمل في الاتجاه الذي يضع حداً للمعوقات ويرفع بالبلاد نحو المستقبل بصورة سريعة وطبيعية.

•• اما الحرب الثانية التي أقدمت الدولة على خوضها فقد استهدفت مراكز في الإدارة والاقتصاد والتأثير الديني لصالح توجهات وتيارات خطرة ومعطلة لمسيرة الإصلاح.. وقد رافق عملية الإصلاح في هذا الاتجاه تغييرات هيكلية في الإدارة العليا للدولة وفي إيجاد مؤسسات جديدة لاستثمار العوائد المستردة في الاتجاه الذي تراه الدولة مناسباً لإحداث انطلاقة كبرى في المستقبل القريب بحدود عام (2030) كما ورد في الرؤية.. وما بعدها..

•• وبإعادة ضخ هذه العوائد في شريان الاقتصاد.. كما هي خطة الدولة ومشروعها الطموح – تُبنى ركائز الاقتصاد بصورة جديدة وعلى أسس عريضة.. ووفق المنظور المطروح امام المستثمرين في الداخل والخارج بقوة.. وذلك من خلال مؤسسات الدولة الجديدة وفي مقدمتها صندوق الاستثمارات العامة.. وكما سيحدث من خلال طرح (5%) من أسهم شركة أرامكو في وقت قريب وامثالهما من الخطوات المراد لها تحقيق تحولات كبيرة في النهضتين التجارية والاقتصادية في البلاد عبر تعاملات جادة وجريئة وشراكات واسعة وعريضة مع دول العالم في الشرق والغرب.

•• وكأي مشروع تغييري واسع بهذا الحجم.. فإن الوقت كفيل بإعادة تأسيس البنية الاقتصادية المتينة للمملكة في ظل المراجعة الدؤوبة والتعاون الموسع مع الشركاء والأصدقاء ورأس المال الوطني الجاد والفعال وغير الاناني لتجنب حالة التراجع التي تشهدها اقتصادات دول العالم في ظل مراحل التغيير المبكرة.. بهدف الانطلاق بعد ذلك الى مستقبل اكثر قوة واماناً وانتعاشاً..

•• اما الحرب الثالثة والأخيرة التي خاضتها وتخوضها المملكة فهي حرب المهددات للأمن والسلامة لهذا الوطن.. وهي حرب نُدرك بأنها مكلفة.. وغير سهلة.. وان الدخول فيها يحتاج الى جهود جبارة.. تُبذل في الداخل ومع الخارج وعلى كل الأصعدة.. الأمنية.. والسياسية.. والعسكرية.. كما تعتمد على مدى استخدامنا لكل الأوراق المتاحة لنا .. سواء ما يتعلق منها بمصالح الدول الأخرى معنا.. او بتحركنا السياسي النشط على كامل الساحات.. الإعلامي والثقافي المؤثر..

•• وبالتأكيد فان هذا الملف بجوانبه الأمنية.. والسياسية والاقتصادية.. من أعقد.. وأخطر.. واصعب الملفات لتأثيره البالغ على كافة الخطط والبرامج والاهداف العليا التي نسعى اليها.. وبالذات في ظل وجود أخطار حقيقية إقليمية.. تهدد سلامة المنطقة بشكل عام.. والمملكة بصورة خاصة.. ومن بينها وفي مقدمتها خطر التوسع والاطماع الإيرانية.. وما رافقها او ترتب عليها او استثمرها من ابتزاز.. وضغوط.. ومساومات.. ومقايضات مرفوضة من قبل المملكة.. سواء بالنسبة لحق هذه البلاد في تأمين السلامة المشروعة لأراضيها.. ولشعبها.. وللمقيمين فيها.. او بالنسبة لحق دولنا في امتلاك قرارها.. وفي اختيار السياسات التي تراها محققة لمصالحها.. والضامنة لاستمرار خطط النمو فيها.. ولتصدرها لقائمة الأطراف المؤثرة في الإقليم وعدم التخلي عنه لأطراف أخرى تحت أي ظرف من الظروف..


روسيا مستعدة لتبني رؤية 2030 بأبعادها السياسية.. والأمنية والاقتصادية.. والعسكرية
زيارات الأمير محمد بن سلمان الثلاث لموسكو هيأت لشراكة بعيدة المدى
طموحات المملكة نحو تطوير قدراتها النووية تجد اهتماماً وتجاوباً روسياً.. تحقيقاً للتوازن بالمنطقة


كيف يساهم الروس في نزع فتيل الحروب؟

•• وفي ضوء هذه “البوصلة” محددة الرؤية تسير المملكة في تقويم وبناء علاقاتها مع كافة دول العالم.. وفقاً لأولوياتنا الوطنية.. وهي اولويات يجري اختيارها.. ومراجعتها.. وتعديلها في الوقت الراهن بهدوء.. وبصمت.. وثقة بهدف تصحيح المسار.. هنا او هناك.. وهو ما تقوم به وتفعله الدول التي تسير في طريق التغيير بهدف ضمان الوصول الى ما هو أفضل.. ومع من هو افضل وفقاً لما يقدمه الآخرون لنا.. وفي نطاق حسابات دقيقة .. ومدروسة.. تضع مصالح البلاد العليا فوق أي مصالح أخرى.. وتزن الأمور بميزان العقل ودون تفريط في أي مكاسب.. او فرص.. او شركاء يعتمد عليهم.. ويستفاد من وقوفهم معنا في مشروعنا الكبير لتطوير بلادنا.. وتأمين السلامة لمنطقتنا..

•• ومن هنا.. فان العلاقات السعودية / الروسية.. تجد منا كل الاهتمام لأننا نعّول على الروس كثيراً في الوقوف معنا الى جوارنا في مرحلة التغيير الشامل التي نخوضها.

•• وما يدفع الى التفاؤل بمزيد من التطوير لهذا العلاقة بعد زيارة الرئيس بوتن القادمة للمملكة هو .. تعاظم حاجة الروس واهمية ادراكهم لطبيعة الدور الرئيسي والمحوري الذي تلعبه المملكة في الانتقال بالمنطقة من مرحلة الفوضى الى مراحل متقدمة من الاستقرار في طول الإقليم وعرضه.. بالاتفاق معنا على خطوات عملية جادة على نزع فتيل الحروب واحلال السلام بدلاً عنها والعمل معاً من اجل النهوض بدولنا وتطوير أوجه الحياة فيها.. علاوة على ادراك روسيا وحاجتها الى المملكة في تبني سياسات بترولية نشطة.. وفعالة.. وبناءة.. لخدمة الاقتصاد العالمي والنهوض بالمجتمعات.. وتقليص أسباب التوتر في العالم سواء كانت امنية.. او اقتصادية.. او عقدية.. او اجتماعية..


أوراق هامة بيد «بوتن» لإعادة الاستقرار إلى المنطقة بالتعاون مع المملكة
العلاقات السعودية الروسية المتطورة ليست على حساب أحد.. أو ضد أي طرف


•• وبالتأكيد ايضاً.. فان الفترة ما بين زيارات سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان الثلاث لموسكو سواء في العام 2015م او في مطلع هذا العام.. وبين زيارة بوتن القادمة للمملكة.. قد شهدت عملاً ضخماً.. وعلى كل الأصعدة.. وعلى جميع المستويات، مما يؤكد جدية البلدين على الدخول بعلاقاتهما الثنائية مرحلة متقدمة.. تحقيقاً للأهداف الأبعد.. ودون ان تكون على حساب أي طرف.. او ضد أي أحد.. لان البلدين ليسا بحاجة الى الدخول مع الغير في صراعات أخرى.. بقدر حرصهما على تهيئة الأسباب التي تؤدي الى تعزيز الثقة بين الجميع بإقامة المزيد من الجسور للتعاون البناء وفق الأعراف المتبعة.
•• وقد استبقت المملكة هذه الزيارة بمصادقة مجلس الوزراء يوم الثلاثاء الماضي 9 صفر 1441هـ (8 أكتوبر 2019م).
بالموافقة على مشروع ميثاق التعاون بين الدول المنتجة للنفط.
وإقرار مشروع بروتوكول تعاون بين وزارتي الطاقة في المملكة وروسيا.
و التباحث مع روسيا في عدة مجالات استثمارية هامة.
و التوقيع على مذكرات تفاهم في مجال الطيران المدني والتعاون الإعلامي.

بالإضافة الى توسيع دوائر التعاون في مجالات حيوية على درجة كبيرة من الأهمية.. جرى تدارسها بعناية فائقة خلال الفترة الماضية من قبل جهات الاختصاص وجرت بشأنها العديد من التفاهمات والاتصالات الهامة وعلى اعلى المستويات..

•• وسوف يتأكد الرئيس بوتن أن زيارته الثانية للمملكة هذا العام بعد زيارته الأولى في فبراير من العام 2007م سوف تشهد انعطافة قوية في تاريخ علاقات البلدين، وهي انعطافه ذات أبعاد استراتيجية بعيدة المدى لا تقل أهمية عن اعتراف الاتحاد السوفيتي بالمملكة العربية السعودية كأول دولة في العالم يعد تأسيسها على يد الملك عبدالعزيز (رحمه الله) وكذلك عندما وضعت القواعد الأولى لهذه العلاقات الدبلوماسية بإنشاء الوكالة الروسية والقنصلية العامة في العام 1930هـ.

** واذا كان هناك من مستفيد حقيقي منذ تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين فانه الشعبان السعودي والروسي.. وكذلك شعوب دول المنطقة كافة لما تتوقع ان تقوم به المملكة وروسيا – في المرحلة القادمة – من تحركات نشطة في الاتجاه الذي يكفل تحقيق الاستقرار الشامل.. في ظل عمل دؤوب ومخلص وبناء. نأمل ان تقابله الأطراف الأخرى بما يستحق من اهتمام وجدية ورغبة صادقة في السلام.. بعد أن تزول جميع الأسباب التي أدت وتؤدي الى التوتر.. وهو ما نتوقع حدوثه ونسعى من جانبنا الى تحقيقه.

ماذا في حقيبة بوتن؟
•• ذلك من جانبنا نحن في المملكة.. باعتبارنا بلداً محباً للسلام وحريصاً على الاستقرار.. وراغباً في التوجه نحو البناء ليس فقط لمؤسساته.. وطاقاته.. وامكاناته وتوظفيها لخدمة شعبه وامته.. وانما كذلك لخدمة ونماء دول العالم الأخرى وتقدم شعوبها ورضائها..
•• هذا الهدف الاستراتيجي الذي نحرص على الوصول اليه وتحقيقه من خلال:

•• إعادة وتطوير القوة الذاتية.. مدنياً.. وعسكرياً.. واقتصادياً.. وثقافياً..
•• الانفتاح على العالم والتفاعل مع كافة دوله وقواه المؤثرة..
•• تسخير الثروات لخدمة النماء لكل بلدان العالم وشعوبه.. وتبادل المنافع معها على شتى الأصعدة..
•• الانتقال ببلادنا الى مرحلة متقدمة بالتصنيع في كافة الأوجه وبما يخدم قضايا الأمن والاستقرار في المملكة والمنطقة والعالم ويقضي على الفجوة الكبيرة في هذا الجانب مع الدول الأخرى وذلك باستخدام كافة أنواع الطاقة .. لما فيها الطاقة النفطية .. والطاقة الشمسية.. والطاقة النووية في الأغراض السلمية.. وهو خيار بات في عداد الأولويات لضمان الحد الأعلى من التوازن في المنطقة وعدم الاخلال به.. ومنع العدوان..

•• إعادة بناء الانسان.. واستثمار طاقاته الخلاقة.. وتوظيفها التوظيف الأمثل في عصر يتقدم بسرعة مذهلة.. وينتظر منا ان نُعيد صياغة فكر الانسان.. واستخراج طاقاته وتنميتها وفق أحدث الابتكارات في هذا العالم وفي كل المجالات للنهوض بمشاريع البلاد الطموحة وقفزاتها المرتقبة.. وفي جميع المجالات الحيوية الجديدة.. وفي المشاريع المبتكرة..

•• تلك هي اولوياتنا.. وهي أولويات طرحت على الجانب الروسي بأكثر من صورة، وفي اكثر من لقاء جمع بين سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان وبين الرئيس بوتن.. وأركان قيادته.. سواء العسكرية.. او السياسية.. او الأمنية.. او التجارية والاستثمارية.. وبالتالي فان رأس وحقيبة الرئيس الروسي مليئتان – كما نتوقع – بالمئات من المشاريع.. والأفكار.. والمبادرات.. لتلبية احتياجاتنا.. والتجاوب مع خططنا.. وبرامجنا.. وطموحاتنا..

•• وليس من المستبعد ان تسفر قمة الرياض القادمة عن البت في كثير منها ومتابعة ما يحتاج منها الى متابعة.. لنصل بالبلدين الى نقطة التلاقي التامة بما يتفق ومصالحنا المشتركة.. ودون تأخير..
•• أقول.. دون تأخير.. لان عنصر الوقت بات مهماً جداً بالنسبة لنا.. وكفانا مساومة.. وحسابات خاطئة من قبل الاطراف التي تتأرجح مواقفها معنا.. وتفوت بذلك فرصاً هامة على بلدانها وشعوبها، في الوقت الذي ماتزال فيه جميع الأبواب مفتوحة امامنا.. للارتقاء بوطننا.. وفرض إرادتنا على الغير.. وتأكيد أهمية بلادنا كنقطة ارتكاز هامة في إقليم يبحث عن الاستقرار.. وسوف لم يجده بعيداً عن عاصمتنا.. وبالتعاون معنا.. وتوسيع دوائر الاستثمار في بلادنا.. لما فيه خير الجميع..

•• ولهذه الأسباب مجتمعة او متفرقة.. تعتبر زيارة بوتن للمملكة. في هذا الوقت بالذات.. هامة جداً.. سواء بالنسبة لنا.. او بالنسبة للأصدقاء الروس.
•• وقد تكون مهمة ايضاً بالنسبة لدول المنطقة المأزومة.. وربما تساهم في تهيئة مناخات سياسية افضل لترتيبات إقليمية ضرورية.. بما تملكه موسكو من أوراق مهمة في هذا الجانب.. لفك الاختناقات الراهنة مقابل ضمانات دولية كافية تحول دون استمرار ظاهرة التفلت والعربدة اللامسؤولة بالمنطقة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *