العالم يضج من التلوث البيئي الذي يلف الكرة الارضية وفضاءها ، ابتداءً من تلوث الهواء المحيط بنا بالغازات السامة ، وانتهاءً بمئات ملايين الاطنان من المواد البلاستيكية من اكياس وكاسات واطباق وزجاجات ،الخ.
كل تلك المخلفات تنتهي في اعماق البحار وعلي سطح الكرة الارضية ، وتعيش هناك لازمنة طويلة تتعدى الخمسمائة عام ، خلال تلك الفترة ، تعود ملايين الاطنان منها مرة اخرى ولكن هذه المرة الى داخل اجسادنا ودمائنا وذلك عن طريق الاسماك والمنتجات البحرية التي تتغذى على تلك المواد البلاستيكية ، بما فيها الحيوانات البرية والطيور التي نأكلها.
اليوم قرات خبرا عن مبادرة من شركة نستله العالمية في اليابان ،حيث قامت بتغيير اغلفة حلويات اصابع الكيت كات اللامعة المصنوعة من طبقة بلاستيكية ، واستبدلتها باوراق يمكن اعادة استعمالها كوسيلة تسلية للعبة ( الاوريجامي) التقليدية ، والتي تعني ، الاوراق المطوية ، وتتشكل الي ورود وطائرات وسنابيك الخ.
هكذا استجابت شركة نستله لنداءات العالم لحماية البيئة ، حيث صنفت العام الماضي بانها اكبر منتج للنفايات في العالم ، فالشركة تنتج وتبيع في اليابان وحدها اكثر من 4 ملايين عبوة في اليوم من اصابع الكيت كات ، ليس ذلك فحسب بل استطاعت الشركة بهذا القرار ، ان تساهم في نظافة البيئة وفي نفس الوقت الحفاظ علي التقاليد اليابانية الاصيلة.
لقد اخذت الشركة المسؤلية علي عاتقها باقتدار ، وان تغير من سلوكها وان تحافظ على سمعتها وصورتها الذهنية بين عملائها بل تحافظ على حياة البشر ونظافة وجمال البيئة.
عزيزي القارئ ، يمكن تصنيف النفايات البلاستيكية وحجمها حول العالم بانها كارثة بيئية وصحية حيث لو جمعت في مكان واحد لاصبحت القارة السابعة على كوكب الارض ، بل يمكننا القول انه بحلول عام 2050 سيكون هناك مواد بلاستيكية في البحار والمحيطات اكثر من الاسماك والكائنات البحرية مجتمعة.
واخيرا ماهي الحلول التي امامنا للمساهمة في القضاء علي هذه المشكلة البيئية . ؟! ،
انني اعتقد وعن قناعة ، ان الحلول تكمن في قدرات شبابنا اليوم ، فهم لديهم الشجاعة والمثابرة والاقدام بل ويملكون نواصي التكنولوجيا التي تمكنهم من الابداع والابتكار لحل مشاكل البيئة ، لذلك ادعو الاثرياء ورواد الاعمال والبنوك والشركات العملاقة ، ان تؤسس مراكز للفكر والابداع تهتم بالمفاهيم الجديدة لخدمة المجتمع. انها المواطنة الحقة.