الدولية

أوروبا تبحث معاقبة تركيا.. وأردوغان في مأزق

عواصم – وكالات

وضع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان نفسه في مأزق يصعب الخروج منه، عندما بدا العدوان على الشمال السوري، وشرد آلاف السكان، وقتل عشرات المدنيين، ما جعل العالم ينتفض ضده، إذ أعلنت فرنسا، أمس (الجمعة)، أن الاتحاد الأوروبي يبحث فرض عقوبات على تركيا لعدوانها على شمال سوريا، رافضاً ابتزار أردوغان للأوربيين عبر اللاجئين.

وحسب وزيرة الدولة الفرنسية للشؤون الأوروبية إميلي دو مونشالين، فإن مسألة فرض عقوبات أوروبية على تركيا إثر عدوانها على شمال سوريا “ستبحث في القمة الأوروبية الأسبوع القادم”، فيما قالت المتحدثة باسم المفوضة العليا للأمن والسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي مايا كوسيانيتش، إن “التطورات الأخيرة خطيرة للغاية، وسيكون خيار العقوبات مطروحاً على طاولة اجتماع وزراء الخارجية الأوروبيين الإثنين القادم”.

ولوحت بقطع المساعدات المالية الأوروبية المقدمة لها من أجل اللاجئين، إذا قامت بتسكينهم في “منطقة آمنة” أو انتهكت المعايير الدولية في هذا الخصوص، مؤكدة أن “المساعدات المالية تقدم من أوروبا لتركيا في إطار اتفاقية اللجوء من أجل الإبقاء على اللاجئين داخل الحدود التركية، وبالتالي فإنه في حالة نقلهم أو تسكينهم لمنطقة آمنة تسعى أنقرة لتأسيسها في الشمال السوري بشكل أحادي الجانب، لن يكون هناك أي مبرر لتقديم تلك المساعدات ثانية”.

ولفتت كوسيانيتش إلى أن “العدوان التركي على سوريا سيعزز من فرص وقوع ضحايا من المدنيين، وسيعقد الأمور أكثر مما سبق، لذلك لا بد من حل الأمر سياسياً وليس عسكرياً. وإذا كانت تركيا تريد أن تكون عضوا بالاتحاد الأوروبي فعليها ألا تبتعد عن السياسة الخارجية التي ينتهجها ذلك الكيان”.

في السياق ذاته، أعلن مسؤول كبير في الخارجية الأمريكية أن الولايات المتحدة قلقة جداً من العملية العسكرية التركية شمال سوريا، وتعتبرها فكرة سيئة. وقال إن تركيا ترتكب خطأ كبيراً بعمليتها العسكرية، مشدداً على أن الخطوط الحمراء الأمريكية تشمل “التطهير العرقي للأكراد”.

فيما أعرب الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ عن “مخاوف جدية”، أمس، بشأن العملية العسكرية التركية ضد الفصائل الكردية في سوريا، داعيًا أنقرة إلى “ضبط النفس”.

ولم تكتف العديد من دول العالم بالإدانة، فقد أعلنت النرويج أحد أعضاء حلف الأطلسي بتعليق مبيعات الأسلحة إلى تركيا. كما تم عقد جلسة سرية في مجلس الأمن لمناقشة العملية التركية شمال سوريا. وفي واشنطن تصاعدت الضغوط الداخلية والخارجية على تركيا، وانعكست الحملة العسكرية على سمعة الرئيس التركي أوردوغان وتعرض لهجوم واسع من قبل الطبقة السياسية في واشنطن. وأعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب أنه أمام ثلاثة خيارات، وهي التوسط بين تركيا والأكراد أو ضرب تركيا ماليا عبر العقوبات أو إرسال آلاف القوات الأميركية لمواجهة الغزو التركي.

وهاجمت هيلاري كلينتون في تغريدة لها أوردغان ووصفته بالديكتاتور الذي يجب على أمريكا عدم دعمه. كما شنت وسائل إعلامية أمريكية هجوما واسعا على الرئيس التركي ووصفته بالديكتاتور القاتل، الذي يريد إبادة الأقلية الكردية التي ضحت بالكثير من أجل قتال “داعش” وجعل العالم أكثر أمناً.

وأعلنت قوات سوريا الديمقراطية، أمس، مقتل 262 من عناصر الجيش التركي و22 من مقاتليها منذ بداية العدوان الأربعاء الماضي، على الرغم من إخفاء تركيا للحقيقة وحديثها عن مقتل جندي واحد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *