اجتماعية مقالات الكتاب

يوم المعلم والوجه الآخر

ضجَّت وسائل التواصل الاجتماعي، على مدى الأسبوع الماضي والحالي، في يوم تكريم المعلم وذكرى هذا التكريم، في الخامس من شهر أكتوبر من كل عام، كتفاعل مجتمعي مع المؤسسات التعليمية، ومن شرف بالانضمام إليها من قيادات وأعضاء هيئات التدريس، وفي ذاكرة كل من تفاعل مع ذلك الحدث التاريخي، وعبرّ عنه بما جادت به قريحته، من مشاعر النبل والأخلاق والأبوة، وهي حقيقة لا جدال فيها، وفي مقابل ذلك هناك من تحتفظ ذاكرته بشيء من الألم، أمام مواقف سلوكية لا تتفق مع أهداف التربية بشكل أو بآخر، وهي سلوكيات فردية وإن قلت إلاّ أنها تُعد من السلبيات المزعجة، التي صاحبت العمل التربوي، وأعطت مدلولا بأن هناك من يتجاوز أدبيات العمل التربوي، ويؤثر على سمعة تلك المؤسسات التعليمية.

إلاّ أنها تبقى سلوكا جارحا ومؤثرا نفسيا، على أبنائنا الطلاب المتضررين، وتعطي فرصة لبعض الأقلام القابعة في مكاتبها الوردية، أن يشمروا عن سواعدهم بتضخيم القضية مهما كانت إمكانية احتوائها، بحثا عن الإثارة، وقد يتطاول البعض ليقول ما يقول … من همز ولمز، متجاهلا كل إنجازات تلك المؤسسات الحضارية ومن قبل القائمين عليها، وأنه كان ذات يوم أحد طلابها، ونسوا أن هذه السلبيات، هي ما يشغل بال القيادات التعليمية العليا، وعلى رأسهم معالي وزير التعليم ونوابه ومساعديه ومستشاريه، ومكاتب الإعلام والعلاقات العامة، ولم تعد القضية والمهام التي تقوم بها هذه المكاتب مجرد تصريح بنفي أو تأييد، أو دفاعا عن جهة من الجهات ذات العلاقة بل أصبحت من المسؤوليات الأكثر أهمية التي تُوَرِّق الجميع، ولنا أن نتصور أن وراء هذه الإنجازات، العديد من رواد التعليم على مستوى العمل القيادي.

وعلينا أن نحتفي بما يليق بهم، وبتاريخهم والسير العطرة التي زينت مسيرتهم الحياتية، فمن وجهة نظري الشخصية أن يكون الاستعداد ليوم المعلم للعام القادم بإذن الله، إن كان للعمر بقية، أن يتم التنسيق بين مكاتب الإعلام والعلاقات العامة، مع كافة الوسائل الإعلامية والمؤسسات المدنية ورجال المال والإعمال، والأندية الأدبية والثقافية وكتَّاب الأعمدة الصحفية، والجمعيات الثقافية والغرف التجارية وأمانات المدن، بإشراف مباشر من إمارات المناطق والمحافظات، بالإعلان عن البرامج بوقت كاف، والمشاركة بأوراق عمل ومحاضرات من كوادر متخصصة، في الإعلام والتربية والتجارب الإبداعية الميدانية، في الطب والهندسة والطيران وغيرها من التخصصات، تعطي ثمارها على مستوى الرأي العام، وتعكس مستوى الأجيال ومدى تفاعلهم مع المؤسسات التعليمية وميادينها التربوية، ولأن المكاتب التعليمية وقياداتها وفرقها الميدانية من المشرفين، أصبحت تشكل إنجازا حضاريا ووعيا مجتمعيا، فهي القادرة على تولى هذه المهمة، بكوادرها وقيادات المدارس التابعة لها، وهو ما لمسته هذا العام، بينما ما نريده نقل هذا الحراك، التربوي التعليمي الثقافي الإعلامي للرأي العام، بكل محفزاته ومؤثراته الإيجابية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *