سياسة مقالات الكتاب

محمد بن سلمان.. القوة الصامتة

التزام الأمير محمد بن سلمان – حفظه الله – بالإصلاح الحضاري، لهو ركن أساسي لكافة مناشط الحياة العامة، وتكريسه هذا الالتزام على مختلف الأصعدة؛ مُستهدفًا به مكانة المواطن السعودي بين أرقى المُجتمعات البشرية، وهي دلالة كُبرى في تاريخ المملكة الحديث، يَعْبُرَ – حفظه الله – بمُجتمعه إلى آفاق عصر جديد، وكأنه يُريد لهذا المُجتمع أن يختزل في سنوات قصيرة ما استغرقته الحضارة الحديثة التي سبقتنا أعوامًا طويلة، في إنجاز فريد للتحولات السريعة والنقلة الحضارية، التي أجمع عليها المراقبون بما تشهده المملكة في القطاعين الاقتصادي والاجتماعي من طفرة كُبرى رفعت هامتنا الدولية، وهنا تتجلى رؤية 2030 التي غيرت أشكال الحياة.

إلا أن أعين المتربصين جاحدة، كوننا ناجحين، رادعين فكرهم العدائي الإرهابي، وأجنداتهم وأطماعهم السياسية الواهمة بمنطقتنا التي تراكمت فيها الأزمات المُعقدة لأسباب أثرت على مُعادلات الأمن، مُتناسين أن رجلاً اصطفت حوله كُبرى اقتصاديات العالم بمُسميات أرقامها المختلفة ومنها G20 وG7 وغيرهما، وأن المملكة ليست حديثة العهد في مواجهة تلك الدول «المارقة» كإيران وتركيا وقطر ووسائل إعلامهم المُعادي مُبتعدين عن التطرف الدموي وتدعيم الشخصيات والجماعات المشبوهة لنشر الفوضى، بل والعسكري الفاشل، وهدر مقدرات شعوبهم.

أجل، لا بد من وقفة دولية وعمل إعلامي مضاد لتلك السياسات التي تهاجم رموزنا منذ فترة المؤسس حتى الاستهداف الممنهج والموجّه لشخص ولي العهد لاعتبارات كثيرة أهمها؛ مقُولاته النارية التي لا تُخطىء هدفها فقد قال حفظه الله «دائما ما تبدأ قصص النجاح برؤية. وأنجح الرؤى هي تلك التي تُبنى على مكامن القوة»، ولأنه صاحب الطوفان في التغيير وإعادة هيكلة للمنطقة، فهو في مُخيلاتهم يُعتبر تهديدًا حاليًا ومُستقبليًّا لكثير من المشاريع الإقليمية في المنطقة، فأعداء التغيير في شرق أوسط اعتمد لعقود على الخمول والكسل، اصطدمت قلاعهم بسفينة رجل بث الحيوية والحركة في كل مفاصل العالم، وأعاد معادلاتها من مملكة تعتمد نفطياً لعقود في حياتها، إلى مصادر تنويعية أصبحت واقعية، غيّرت الترتيب والمراتب، ليعلو طموحه بشرق يكون مركز العالم الحديث، ونقل الثقل من القارة العجوز لها.. فأي هدف إستراتيجي لتلك الحماقات إلا إثبات أنهم حمقى؟، لا عهد لهم ولا ذمة.

بينما ولي عهدنا وعد وأوفى: «طموحنا أن نبني وطناً أكثر ازدهاراً ، يجد فيه كل مواطن ما يتمناه، فمستقبل وطننا الذي نبنيه معاً لن نقبل إلا أن نجعله في مقدمة دول العالم».

ولأنه العدو الأول للإخوان في العالم الذي أبطل أفضل أحلامهم وهو الشتاء العربي، وهو القوة الصامدة التي تُعيق توسع طهران في المنطقة، يتلكؤون بتفاهات الأمور، كتدويل الحج وقضية المواطن السعودي خاشجقي -رحمه الله- فأين هم أهوال لم تقم الأرض لها، بيد جماعات تُعرف عالميًا (روغ اوبراشن) أو العمليات المارقة، فعندما أقدم الحارس الشخصي للرئيس الفرنسي على القيام بأعمال قاسية لم يقوموا بإلقاء اللوم على الرئيس الفرنسي بل اعتبروا أن هذا الحارس يمثل نفسه.. إذاً فلماذا ولي العهد، وأين الموضوعية والعدالة التي يدعيها الغرب في هذه القضية، بل وعندما هدأ الأمر بدأوا يتباكون على اليمن، فمن لها غيرنا؟!!.

وهذه إيران تقتل وتشنق الناشطين والإعلاميين و(هيومن رايتس) يمدح حامل لواء «البروباجندا» للنظام الإيراني ظريف الظريف.
إن ولي عهدنا إيها السعودي، مُستهدف لأنه قائد مختلف، فكن مع وطنك وحوله لتصل لهدفك في عنان السماء. فالصواعق لا تضرب سوى قمم الجبـال الشامخة، أما المنحدرات فلا تذهب إليها إلا المياه الراكدة .. والمرء يُبتلى على قدر شموخه ورفعته، فاحفظ اللهم ملكنا وولي عهدنا من كل شر ومن كيد كل عدو.. وأعزه اللهم بالإسلام وأعز الإسلام به.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *