جملة صاحب صلاحيات، تعني ان هذا الشخص له الصلاحيات والمخولة له لإصدار القرارات دون الرجوع إلى أية جهة اخرى في مجال عمله! وبما انني ممارس صحي، طافت خبرته الـ 25 عاما في المجال الصحي، فأنني سوف اكتب لكم ماذا تعني هذه الجملة (صاحب صلاحيات) في الشأن الصحي؟ من خلال عملي، شاهدت العديد من المواقف وكنت قريبا من اشخاص لهم الصلاحيات في اتخاذ القرارات، ومنها، القرارات الصادرة والتي تكون فيها الجملة التالية (حسب مصلحة العمل) حيث تكون موجودة ودون توضيح في ماهية المصلحة العملية والتي تحتاج مثل هذا القرار من صاحب الصلاحيات! ومن تلك القرارات المرتبطة بمصلحة العمل هو نقل موظف من جهة الى اخرى.
في الماضي، كانت مثل هذه القرارات يتم اتخاذها في نقل موظف غير مرغوب فيه من مكان الى اخر ودون الرجوع الى اخذ موافقة الموظف على نقله، وانه في حالة ضرر الموظف من النقل، يحق له رفع التظلم ولكن بعد تطبيق القرار الصادر من صاحب الصلاحية (واذا رفض التطبيق، يتم تحويلة الى المتابعة الادارية وتحمل ما يترتب على ذلك)! طبعا، لا يحق للموظف الرفض، لماذا؟ لان هذا القرار صادر من شخص له الصلاحيات في اتخاذ أي قرار! ولقد ذكرت ان هذا في الماضي! ولكن الان ويعلم الجميع (الحمد لله) انه لا يحق نقل الموظف من جهة الى اخرى دون اخذ موافقة الموظف المنقول.
لماذا ركزت على هذا الموضوع (موضوع النقل)؟ لأنني تعرضت لمثل هذا القرار من صاحب صلاحيات، حيث انني حاصل على شهادة الدكتوراه في علم المناعة و العدوى الي جانب حصولي على تدريب متقدم (تدريب ما بعد الدكتوراه) في مجال مكافحة العدوى و سلامة المرضى في واحدة من ارقى المستشفيات البريطانية (مستشفى فري مان بمدينة نيوكاسل)، وكنت اعمل في مكان (ما!) وفي تخصص سلامة المرضى، وكان صاحب الصلاحيات لا يريدني ان اكون في هذا المكان (لحاجة في نفس يعقوب)، فكانت له الصلاحية في اصدار قرار نقلي الى مكان اخر (و دون موافقتي) وذلك حسب مصلحة العمل (و للقصة بقية و لكن لا حاجة لذكرها). ايضا، ومن الشأن الذي يخص صاحب الصلاحيات، توزيع المكاتب و اجهزة الحاسب الآلي و الكماليات (و حسب المصلحة العامة) على الموظفين! اما اهم القرارات لصاحب الصلاحية، فهي تتمثل في القرارات التي تخص تعين القيادات، حيث يتم تكليف او انهاء التكليف بناء على (وحسب الصلاحيات الممنوحة لنا)! وفي هذا الشأن فان هناك العديد من القصص والمشاهدات! ومنها تعيين القيادات والتي لا تمتلك أي خبرة في مجال العمل سوى ان الشخص الذي تم اختياره لتولي المنصب يكون من المقربين الي صاحب الصلاحيات (و يدرك تماما ما يريده صاحب الصلاحيات) او صاحب لصاحب الصلاحيات (نعم، حقيقة لا ينكرها احد)!
باختصار، ادرك تماما ان هناك قرارات ايجابية تصدر من صاحب الصلاحية و لها تأثير ايجابي كبير في سير العمل الي الايجابية من تطور، و منها تلك القرارات التي تقضي علي بيروقراطيات العمل الاداري مثل الاجتماعات المتوالية و اللجان المتعددة التي لا تثمن و لا تغني (و هناك العديد من الامثلة عليها). الان، و مع ادراك الممارس الصحي لجميع حقوقه المهنية (و التي لم يكن يدركها سابقا)، اصبحت القرارات تؤخذ وهي تضع في عين الاعتبار الاعتبارات القانونية المبنية عليها! هذا يعني، ان صاحب الصلاحية له حدود قانونية يجب ان يقف عندها و لا يحق له تجاوزها.
استشاري العدوى والمناعة
مستشفى مدينة الحجاج بالمدينة المنورة
