علم بلادي علم أخضر
فيه شهادة حق تُذكر
فيه الحق وفيه العزّة
فيه السيف رمز القوة
علم بلادي علم أخضر
مرّ زمن طويل عليّ منذ كنت أردد هذه الكلمات، بعد أن درّبتنا عليها معلمة الصف، وارتفعت أصواتنا داخله بالنشيد، إلى أن وصلت لحجرة المديرة التي بادرت بالحضور لتشهد ذلك الحماس، وإن كان لا يخلو من بعض النشاز الصوتي، إلا أنه يحمل كل الحب، لم يمنعها ذلك النشاز من رسم ابتسامة رضا، لينتقل الميكروفون إلى منزلي، بعد أن تأّهبت له وأنا أُحكم قبضة يدي وكأني ممسكة بعلم، وأحرّك اليد الأخرى يصاحبها رأسي وأكتافي تناغماً مع اللحن والكلمات،
وكأنني وسط حفل كبير يعج بالجماهير الغفيرة، مع أن الجمهور الوحيد وقتها لم يكن سوى أمي وأبي وأخي المرغم على التواجد من باب جبر الخواطر، يدفعني الحب والحماس لكل كلمة أرددها على بساطتها، فتاة صغيرة ترتدي مريول المدرسة الأخضر اللون، مع ياقة بيضاء تحمل بعض النقوش من الزهور بنفس اللون، ويحيط خصرها حزام من القماش مربوط من الخلف، وحذاء أسود يسبقه جورب أبيض بأطراف من الدانتيلا، لتظهر طالبة مرتبة بعد أن قامت أمي بتمشيط شعرها في شكل زيل حصان على الجانبين، تحيطه شريطة من قماش الساتان الأبيض.
لم يكن هذا التناغم ناتجا عن الفرح بحفظ الكلمات.. بل كان يعود لما قامت به معلمتي من شرح لمعانيها، علم بلادي الذي يحمل شهادة التوحيد، كلمة حق كلمة عزة كلمة طمأنينة وسلام، علم بلادي يحمل سيفاً يحمل نخلة قوة وعطاء، يحمل لوناً أخضراً يعني السعادة والسلام والفرح.. مؤكد أن معلمتي تحمل شعوراً مشابهاً لشعوري في هذه اللحظة.. كنت أرى لمعة عينيها عندما كانت تشرح، وكأنها ترسم لوحة فنية، أو تعزف سمفونية عشق.
كبرت.. وكبر المعنى لكل حرف أنشدته في صغري، لم يعد الأمر فقط كلمات أرددها، أو فرحاً طفولياً، بل تعدى الأمر ليصبح يقيناً وعزيمة تجعلني أتقدم متحدية كل الصعاب لأحقق أحلامي، لأصبح جديرة بهذا الوطن، ويعلو صوتي مردداً روحي وما ملكت يداي فداه.
شكراً وطني الحبيب.. انتظرت ووصلت، ولازال هناك الكثير لنقدمه، مازلنا على عتبات العطاء.. أنا ومن معي من بنات جنسي، ننتظر اللحظة التي نتوّج فيها اسمك فخراً واعتزازاً، مازال لدينا الكثير لنظهر مكانة المرأة السعودية بين صفوف نساء العالم، بل لنحتل المراكز المتقدمة بجدارة العلم والمعرفة والانجاز.. فلدينا ما نتفوّق به دين ومكانة وعلم ورفعة.
وليبقى علم بلادي يرفرف عالياً يحمل كلمة حق تُذكر.
للتواصل على تويتر وفيس بوك
eman yahya bajunaid