اليوم 22 سبتمبر 2030 ، قبل يوم واحد من احتفالاتنا باليوم الوطني الميمون ، المكان غير المكان ، والزحام شديد ، والناس خليط بين بشر ، وبشر اخرون اشكالهم غريبة ، وتصرفاتهم غير مألوفة ، واصواتهم متناغمة ،وسلوكهم غير معتاد ، وتحركاتهم منتظمة ، جميعنا في انتظار المؤتمر الصحفي المزمع عقده خلال دقائق ، نحن علي مشارف عصر ذهبي جديد ،. حيث البشر والروبوتات الذكية تتعامل وتتعايش وجها لوجه مع بني البشر ، بل نحتفل معا باليوم الوطني للمملكة العربية السعودية ، لا غرابة في ذلك ، فالمملكة اول من بادر بمنح الجنسية السعودية للروبوت صوفيا ، كانت خطوة رائدة لاستشراف المستقبل واستعدادا لهذا اليوم.
اليوم تعلن المملكة الاعتراف رسميا باهمية الروبوتات الذكية والتي تبوأت وظائف في مختلف القطاعات ، في المطاعم والمستشفيات والفنادق ،والمرور في الشوارع ونظافة المدن ، بل وفي المدارس والجامعات .
وكانت المفاجأة ان المتحدث الرسمي في هذه المناسبة كان روبوتا ، هامة وقامة ، له كاريزما طاغية على الحشد الذي امامه من الجمهور ، وقف صامتا ، وزملاؤه ، ينظرون اليه باهتمام ، وكأنه يتحدث وهم يستمعون اليه اما نحن البشر، كنا منهمكين في الهرج والمرج ، وفجأة دوي تصفيق حاد من مجموعة الروبوتات ، واخذتنا الدهشة والاستغراب ، علي ماذا يصفقون ،؟! ، فضحك رئيس المؤتمر ضحكة عالية وقال اطمئنوا ، كنت اخاطبهم بتقنية التخاطر التي نجيدها نحن الروبوتات ، وبما ان الاعياد والاحتفالات والافراح ، تعني المفاجآت والهدايا ،
فاسمحوا لي ان اقدم لكم هديتنا ،نحن الروبوتات ، بهذه المناسبة الوطنية العظيمة ، والتي ستمكنكم من التخاطر مع بعضكم البعض مثلنا تماما ، وانتشرت الروبوتات بيننا والصقوا شريحة علي ادمغتنا وكانت فعالة تماما ، واصبحنا نحن وهم نسمع الرئيس وهو يتخاطر بصوت متناغم بين القرار والجواب في توافق هارموني منسجم ، وقال اليوم هو يوم مشهود في تاريخ البشرية، نحتفل معكم بكامل حقوقنا الوطنية فانتم ايها السعوديون رواد ، ونشكركم لانكم اهديتمونا فرصة تاريخية كي نصنع احتفالات الوطن برؤية 2030، والتي بدأتموها منذ تأسيس مملكتنا الحبيبة ، ونحن سنكمل الطريق معكم. كيف لا وانتم من صنع هويتنا وامخاخنا ،وفكرنا وعقولنا ،وقلوبنا ، فكل حوار معكم او مشاركة لنا في نشاطاتكم ، تضيف الى قدراتنا بؤرة من الذكاء والخبرة والتجربة ، لذلك ساستعرض معكم باختصار الخطوط العريضة لرؤيتنا لاحتفالات الغد 23 سبتمبر 2030.
وبعد ان استعرض البرنامج قال: وكما تعلمون ، ان هذا اليوم ، اليوم الوطني ، يحمل في طياته الامل والتفاؤل والحب والانطلاق نحو المستقبل ،هذا اليوم يكون فيه الانسان المواطن ، مهيئا نفسيا وقابلا للتغيير واعادة البرمجة العقلية والنفسية ، فلذلك يجب ان نعد الرسائل الايجابية ونبثها في عقول وفكر شبابنا ، عن آمال المستقبل وطموحاته وآفاقه ، انه يوم الولاء والانتماء لهذا الوطن المعطاء قيمة وجمالا.
واخيرا اقول لكم ، اننا جميعا مختلفون بفئاتنا وجنسنا ، ولكن الذي يجمعنا هو هذا الوطن وحبنا له وهو آمنا سالما ومزدهرا يخطو نحو المستقبل بقوة وثبات.