تكشف الجريمة الإرهابية التي استهدفت حقلي أرامكو في ابقيق وخريص دوراً غائباً للمجتمع الدولي الذي يجب ان يضطلع بمسؤولياته في المحافظة على امدادات الطاقة العالمية والوقوف عند كافة الجهات الإرهابية التي تنفذ وتدعم وتمول وتحتضن هؤلاء الإرهابيين.
وإذا كانت المملكة – كما أكد خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين في اتصالين هاتفيين تلقياهما من العاهل الأردني الملك عبدالله والرئيس الأمريكي ترامب – قادرة على التصدي لمثل هذا الاعتداء الإرهابي والتعامل مع آثاره فإن العالم يظل عاجزاً عن القيام بدوره في عمل دولي منظم يؤدي حتماً الى تجفيف منابع الإرهاب ومحاصرة وقطع اذرعه. هذا الدور الذي يجب ان يتجاوز بيانات الشجب والاستنكار الى سلوك دولي فاعل ومؤثر.
وحسب التقديرات الأولية فان العمل الإرهابي الذي أدى لتوقف مؤقت لمعملي ابقيق وخريص – اسفر عن توقف نحو 5.7 مليون برميل من امدادات الزيت الخام بما يعادل 50% من الانتاج.. وسوف تقوم الشركة بتعويض جزء من هذا الانخفاض من خلال مخزوناتها – مما يؤكد قدرة الشركة على التعامل مع كل طارئ ومتغير ان يؤثر على أسواق النفط العالمية.
وعلى صعيد الامدادات المحلية لم ينتج عن الهجوم – حسبما أكد وزير الطاقة سمو الأمير عبدالعزيز بن سلمان.. أي اثر على امدادات الكهرباء والمياه والمحروقات.
واذا كان مرتكب الجريمة معروفا حيث استهدفت ايران واذرعها الإرهابية أكثر من مائة هجوم على امدادات النفط في السعودية.. واذا كانت المملكة طبقا للسوابق قادرة على ردع هذه الهجمات واحتواء آثارها على النفط كسلعة عالمية، فانه يبقى الدور الغائب للمجتمع العالمي والكيانات الدولية.. هذا الدور الذي يجب ان يتجاوز مجرد التعاطف الى مواجهة حقيقية مع الإرهاب.
