إن ما دعاني لكتابة هذا المقال، وتخصيصه لسبر أغوار التاريخ الجابري بلغة الأرقام، والتي هي لغة العصر والإنصاف؛ حيث إنها اللغة الوحيدة، التي لا مفردات عاطفية فيها، هو ردة الفعل الزرقاء وأخص هنا الجماهيرية والإعلامية تجاه اختيار الجماهير الرياضية للنجم الكبير والهداف التاريخي للتصفيات المونديالية محمد السهلاوي أو ( الصعباوي )، كما يحلو لمحبيه تسميته كأبرز النجوم التي أثرت تهديفياً في المسيرة الخضراء عبر التصفيات المونديالية، وذلك بالاستفتاء الذي إجرته إحدى القنوات الرياضية المتخصصة في حسابها بموقع التواصل الاجتماعي ( تويتر) والذي شارك فيه قرابة 60 ألف مصوت.
حيث اتسمت ردة الفعل تلك، وللأسف الشديد، بالكثير من عدم الإنصاف الذي وصل حد التهكم والانتقاص مما حققه ذلك النجم الرائع في مسيرته مع الأخضر ووصفه بهداف( تيمور) كناية عن ضعف المنتخبات التي سجل فيها أهدافه السبعة عشر، والتي خولته ليتربع على صدارة هدافي المونديال للأخضر.
وربط ذلك بالدور الذي يقال: إن الجابر سامي لعب في التصفيات المونديالية الأربع التي شارك بها ، عليه كان لزاماً علي وضع الحقيقة الرقمية المجردة من العواطف أمام الجماهير لتحكم وبشكل مستقل هل كانت نجومية الجابر بالتصفيات حقيقة أم وهم حان الوقت لكشفه وبالأرقام للجميع ليتم التوقف عن الاستمرار في الترويج له، وإليكم أبرز تلك الحقائق الغائبة :
1. لعب المنتخب في تلك التصفيات الأربع 51 مباراة سجل خلالها الجابر 16 هدفاً اي بمعدل تهديفي أقل من نصف هدف بكل مباراة وبشكل دقيق 31% جزء من الهدف بكل مباراة.
2. احتاج الجابر 20 عاماً للوصول للرقم 16 هدفا.
3. كان لفيتنام وتايبيه (تايوان) بالإضافة الى اوزباكستان النصيب الأكبر من الأهداف الجابرية بواقع 3 اهداف لكل منهم.
4
. جاءت النسبة العظمى من اهداف الجابر في اضعف فرق القارة وتحديداً ( بنجلادش 1، فيتنام 3 ، منغوليا 1 ، مكاو 1 ، تايلند 2 ، تايبيه 3 ) بما مجموعه احد عشر (11) هدفاً تمثل ما نسبته 77% تقريباً من مجموع اهدافه بالتصفيات التي بلغت 16 هدفا.
5. لم ينجح الجابر في تسجيل أي هدف خلال هذه العشرين عاماً أمام منتخبات القارة القوية والمعروفة واعني هنا ( اليابان ، استراليا ، العراق ، الكويت ، كوريا ج ، كوريا ش ، قطر، الصين ، تركمانستان ، الامارات) بل إن ذلك الاخفاق شمل منتخب سيرلانكا.
6
. سجل الجابر سبعة اهداف فقط في التصفيات النهائية بينما كانت التسعة الباقية في التصفيات التمهيدية.
7. لعب الأخضر خلال تلك التصفيات المونديالية الأربع، التي يقول المهتمون بالشأن الهلالي أن الجابر كان عرابها امام منتخبات ( ايران، الكويت ، اليابان ، الصين ، العراق ، كوريا ش ، كوريا ج ، تركمانستان ، قطر ، اندونيسيا ، سيرلانكا ) ما مجموعه (31 ) مباراة سجل الجابر خلالها هدفا يتيما فقط ضد ايران في تصفيات مونديال 1994 بأمريكا !!
8. هذه الأرقام المفصلة تثبت وبعيداً عن العواطف هامشية التأثير الذي مثله الجابر في تصفيات كاس العالم التي خاضها الأخضر ابتداء من 1994 وحتى 2006 التي اعتزل بعدها الجابر وهو ما يخالف الروايات الزرقاء.
9. ختاماً ادعو أي زميل هلالي لديه ملاحظات او تعقيب على هذه الأرقام أن يشرفني برده فأنا انتظره.
وحتى ذلك الحين استودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه.