اجتماعية مقالات الكتاب

الوقت الضائع ….

كنت عند أحد أطباء الأسنان لحشو ضرسي .. واثناء العملية رن جرس هاتف الطبيب فتوقف عن العمل ..واخذ هاتفه واجاب على المكالمة ..ولكنه استرق بضع ثوان كي يلقي نظرة على رسائل الواتس اب .. وعاود عمله في فمي وبعد دقائق ..توقف فجأة وعاد الى هاتفه يتصفح شاشته وهنا قاطعته وقلت له حاسب ..مفعول المخدر ..البنج.. سينتهي ..وسيكلفك قيمة حقنة اخرى. فقال لي معك حق .. وضحك وضحكت معه مغصوبا ..

استعمال العاملين والموظفين للهواتف اثناء العمل يشكل معضلة كبيرة للمدراء والمشرفين وقادة المنظمات في البنوك والمستشفيات والمطارات والمدارس ومحلات التجزئة ..الخ.

آخر الابحاث الامريكية تقول: ان هذه المشكلة عالمية .. ففي دراسة نشرت ..تشير الى ان 37% من عينة العاملين محل البحث اجابوا انهم يتابعون البث والتصفح عبر الانترنت اثناء ادائهم لاعمالهم .. وان 12% منهم اعترفوا انهم يشاهدون الافلام والمسلسلات التلفزيونية .. وبعض العاملين يتابعون مشاهداتهم داخل الحمامات .. الا ان الاستقصاء لم يبن لنا ما اذا كان الموظفون يستعملون هواتفهم او لوحياتهم ام منصات الاجهزة التابعة للعمل .. هذه معضلة كبيرة ..ويجب على قادة واداريي المنشآت والاعمال التصدي لها والتعامل معها بحزم .. ولكن كيف؟ !

وبعد استطلاع الكثير من اراء المديرين وقادة المنشآت عن كيفية حل هذه المعضلة او الاشكالية .. قرروا انهم لا يستطيعون السيطرة عليها او منع الموظفين من استعمال هواتفهم ومشاهدة الافلام والبرامج والبحث الشخصي في مواقع الانترنت .. حيث تبين ان الكثير من الموظفين والعاملين يستعملون هواتفهم الشخصية للرد علي مكالمات العملاء والاجابة علي استفساراتهم .. واخرون يستعملون هواتفهم في البحث عبر النت عن اجابات لاسئلة العملاء او بحثا عن حلول لمشاكل في العمل ..

وبعض المدراء يرى ..ان الرقابة والمتابعة يجب ان توجه الي معايير الانتاج والاداء للموظفين والعاملين في الاعمال التي يمكن وضع مقاييس ومعايير لها.

ولكن تظل المشكلة معقدة جدا وخصوصا في محلات البيع بالتجزئة .. حيث مواجهة العملاء والمبادرة ومرافقتهم وتلبية احتياجاتهم امور حاسمة تتطلب تركيزا وانتباها بعيدا عن التشتت بين العميل والرد على الهاتف.

واخيرا .. استسلم القادة والمدراء وخبراء الادارة وعجزهم في وضع حلول ناجعة للمشكلة .. بل تركوا الامر لدراسات اخرى مستفيضة قادمة لمعالجة قضايا الالهاء والتشتت الذهني ومضيعة الوقت التي تسببها استعمالات الهواتف الشخصية من قبل العاملين اثناء اوقات العمل.
ويبقى الحال كما هو عليه الان …..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *