الإقتصاد

أرامكو تعزز دور الاقتصاد السعودي عالميا

القاهرة – محمد عمر

ضمن استثماراتها الاستراتيجية بالخارج ، وقّعت أرامكو السعودية مؤخرا مذكرة تفاهم مع المنطقة التجارية الحرة في مقاطعة تشجيانغ الصينية، تستحوذ بمقتضاها على 9 % من مصفاة تشجيانغ المتكاملة للتكرير والبتروكيميائيات ، وسبقتها استثمارات داخلية خارجية في مشاريع حيوية للبتروكيماويات والصناعات التحويلية ، وفي هذا الإطار ، استطلعت ” البلاد ” آراء الخبراء حول أهمية ذلك في تعزيز دور الشركة والاقتصاد السعودي على الساحة الدولية.

في البداية، يؤكد الباحث الاقتصادى محمد أحمد، أن توقيع شركة أرامكو مذكرة التفاهم مع المنطقة التجارية الحرة في مقاطعة تشجيانغ الصينية علي استحواذ الشركة على حصة في مصفاة تشجيانغ المتكاملة للتكرير والبتروكيميائيات، يعتبر خطوة جديدة لشركة أرامكو في توسيع استثماراتها الخارجية حول العالم وفي قارة اسيا بشكل خاص وذلك قبيل الطرح العالمي للشركة،

حيث بدأت الشركة مؤخراً في التركيز على شراء الحصص في أكبر شركات الطاقة العالمية لبلوغ المرتبة الأولى في صناعة تكرير المشتقات النفطية وإنتاج البتروكيميائيات إضافة إلى زعامتها النفطية إنتاجاً وتسويقاً ، ويأتي هذا الاتفاق ضمن سعي الشركة في توسيع حجم استثماراتها في الصين ثاني اكبر مستهلك للنفط في العالم)، وبالاضافة إلى ذلك تمتلك أرامكو جزءا فى مصفاة فوجيان الصينية بالشراكة مع «سينوبك» و«إكسون موبيل» مما يضمن لها الاستفادة من مرافق تخزين النفط الخام التابعة لشركة تشجيانغ للبتروكيميائيات ، وأهمية ذلك تكمن في الانطلاق من الصين كنقطة ارتكاز لتوسيع حجم صادرات أرامكو في الأسواق الآسيوية.

ويضيف: يعتبر السوق النفطي الصيني أهم الأسواق النفطية، فقد نجحت السعودية في رفع حجم إمداداتها النفطية إلى الصين (اكبر مستورد للنفط في العالم ) بنسبة 115.9% على أساس سنوي، خلال الأشهر السبعة الأولى من العام الجاري، وفقا لأحدث البيانات الدولية السعودية؛ حيث عززت المملكة وجودها في الصين من خلال زيادة الصادرات وتعويض النقص الناجم عن هبوط الإنتاج والتصدير الإيراني، الذى كان يعتمد على السوق الصينية، بالاضافة لتراجع صادرات الخام الأمريكية إلى الصين بعد تصاعد وتيرة الحرب التجارية.

كما تهتم شركة أرامكو بالاستحواذ علي حصص فى شركات تكرير النفط، وذلك لوجود مزايا متعددة لها فى ذلك، منها تنويع مصادر الإيرادات وعدم الاعتماد كليا علي تصدير الخام حيث تربح شركات التكرير نحو 11 دولارا عن تكرير كل برميل الخام.

أسواق استراتيجية
بدوره، قال أحمد معطى الخبير الاقتصادى: إن توقيع شركة ارامكو مذكرة تفاهم مع المنطقة التجارية الحرة في مقاطعة تشجيانغ الصينية، في رأيي الشخصي له تأثير ايجابي على تعزيز مكانة الشركة الاكبر في انتاج النفط في العالم في التوسع وفي نموها المستقلبي، خاصة أن من بنود هذه الاتفاقية، استحواذ شركة أرامكو السعودية على حصة بنسبة 9 % من مصفاة تشجيانغ المتكاملة للتكرير والبتروكيميائيات.

وايضا تضمن الاتفاق اتفاقاً لتوريد شركة ارامكو للنفط الخام للصين على المدى الطويل، وذلك سيضمن لشركة ارامكو زيادة مبيعاتها وتحقيق ارباح كبيرة على المدى الطويل خاصة في ظل قلق المملكة من استمرار هبوط اسعار النفط ، وذلك بسبب الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين واستمرار التوترات مع ايران وتفاقم مشكلة البريكست في انجلترا, كما تضمن الاتفاق الاستفادة من مرافق تخزين النفط الخام الضخمة التابعة لشركة تشجيانغ للبتروكيميائيات.

هذه الرؤية لمستقبل أرامكو سيكون لها اثر ايجابي في استخدام هذه المخازن في توريد الخام الى الاسواق الآسيوية والتى تعتبر من الاسواق الهامة بالعالم في استخدامها للنفط ومشتقاته مما سيزيد من مبيعات شركة أرامكو ويعزز ويثبت مكانتها، كما ان هذا الاتفاق سيدعم بقوة نجاح الطرح العام لاكتتاب اسهم شركة ارامكو خاصة ان ذلك يأتي بعد اعلان شركة ارامكو بتعيين رئيس مجلس إدارة جديد للشركة هو ياسر الرميان ورئاسة اللجنة التنفيذية المشرفة على خطط طرح أسهم أرامكو للاكتتاب والذي من المتوقع طرح 5% من اسهم الشركة.

كما تدعم الاتفاقية مشاركة أرامكو السعودية في إنشاء مجمع مصفاة تشجيانغ المتكامل للبتروكيميائيات بطاقة إنتاجية تبلغ 400 ألف برميل في اليوم، خلال المرحلة الثالثة من المشروع. وذلك يؤكد عزم الشركة على مواصلة توسيع وجودها الاستثماري في قطاع الطاقة الصيني، خاصة ان سوق الصين من اكبر الاسواق المستوردة للنفط في العالم في ظل تطورها الصناعي المستمر.

ومن بنود الاتفاقية تقييم فرص استثمارية إضافية في أجزاء أخرى من سلسلة القيمة النفطية، مما سيجعل شركة ارامكو تتوسع في انشطة اخرى مثل أنشطة التكرير وإنتاج المواد البتروكيميائية، والتخزين، وتجارة النفط الخام والغاز الطبيعي، بالإضافة إلى أنشطة البيع بالتجزئة، وتوزيع المواد النفطية داخل المنطقة التجارية الحرة بمقاطعة تشجيانغ.

استثمارات عملاقة
من جهته قال محمود ياسين الخبير الاقتصادى إنه في إطار توسيع المملكة لاستثماراتها العملاقة في العالم وتحديداً بالصين ، تم توقيع مذكرة التفاهم بالتزامن مع زيارة ليوان جيا جون حاكم مقاطعة تشجيانغ الصينية لمقر أرامكو السعودية في الظهران وتستند الاتفاقية إلى مذكرات التفاهم التي تم توقيعها في فبراير الماضي، خلال زيارة صاحب السمو الملكى الأمير محمد بن سلمان ولى العهد حفظه الله – إلى الصين ، وتعمل الاتفاقية على تسهيل استحواذ أرامكو السعودية على حصة بمصفاة تشجيانغ المتكاملة للتكرير والبتروكيميائيات ،

كما تدعم مشاركة أرامكو السعودية في إنشاء مجمع مصفاة تشجيانغ المتكامل للبتروكيميائيات بطاقة إنتاجية تبلغ 400 ألف برميل في اليوم ويشمل ذلك أنشطة التكرير وإنتاج المواد البتروكيميائية والتخزين وتجارة النفط الخام والغاز الطبيعي .

كذلك أنشطة البيع بالتجزئة وتوزيع المواد النفطية داخل المنطقة التجارية الحرة بمقاطعة تشجيانغ وأبرز ما تضمنته الاتفاقية تسهيل استحواذ أرامكو على حصة 9% في مصفاة تشجيانغ المتكاملة ، والاتفاق على توريد النفط الخام للصين على المدى الطويل ، والاستفادة من مرافق تخزين النفط الخام لخدمة عملاء الأسواق الآسيوية ، وتوسيع وجود أرامكو الاستثماري في قطاع الطاقة الصيني ، ومشاركة أرامكو في إنشاء مجمع مصفاة تشجيانغ المتكامل البتروكيميائيات ، وتسمح للطرفين بتقييم فرص استثمارية في أجزاء أخرى من سلسلة القيمة النفطية .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *