المحليات

بطاقة دورات المياه .. “ قلة راحة “ لمرتادي كورنيش جدة

 تحقيق – ياسر بن يوسف – عدسة/ خالد بن مرضاح

في الوقت الذي يشهد فيه كورنيش جدة تحسنًا في المرافق العامة، انتقد عدد كبير من زواره موضوع البطاقات الذكية للحمامات، واعتبروها غير عملية، وتمثل هاجسًا للأسر؛ خاصة للأطفال وكبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة. “البلاد” قامت بجولة ميدانية، رصدت خلالها آراء بعض الزوار، الذين أجمعوا على أن هذه القضية يجب أن تحل لتوفير الراحة لرواد الكورنيش خاصة الأسر وكبار السن، وحتى لا تصبح قصص مشاكل تلك البطاقات مصدرا للحكايات على السوشيال ميديا. في البداية، تحدث جابر العنزي الذي كان برفقة أسرته على كورنيش جدة الجديد، فقال: إن ما شاهدته من تطوير للخدمات من جانب أمانة محافظة جدة، يستحق التقدير حيث أصبح الكورنيش لوحة فنية جميلة، تعكس انطباع كل من قدم له من الداخل أو الخارج؛ حيث يحرص الجميع على التقاط الصورة التذكارية عليه ، كذلك مستوى النظافة العالي والصيانة الدورية للألعاب وتنوعها كانت محل إشادة الجميع، لكن الشيء المؤسف هو ما يسمى بالبطاقات الذكية لدورات المياه ، والتي تباع من قبل الآخرين بسعر 10 ريالات ، وهذا صعب جدا على فئة معينة من ذوي الدخل المحدود وليس هذا فحسب بل للزوار من داخل وخارج المملكة وبالذات للمعتمرين أو الحجاج القادمين للمرة الأولى لشواطئ العروس.

وأضاف العنزي، أن هذا الموضوع يأخذ حيزا من تفكير الآخرين، ولا ننسي ارتفاع أسعار بعض المأكولات والمشروبات من قبل العاملين في الأكشاك الموجودة على طول الكورنيش بدرجة تفوق الخيال وتستوجب على الجهات الرقابية المعنية متابعتها.

متاعب بدلا من الراحة
في السياق نفسه، يتفق سامي الشمري مع ماسبق ، من حيث ارتقاء مستوى النظافة العامة، ووجود ألعاب الأطفال ومناخ ترويحي رائع للأسر والزوار ، وفي نفس الوقت انتقد ربط استخدام دورات المياه ببطاقات مسبقة الدفع ، معتبرا ذلك عبئا وحلا غير منطقي، خاصة أن البعض يفاجأ بالمنع إلا باستخدام بطاقة الشحن الذكية ، مضيفا بأن الأسر لديها أطفال، وهناك من يعاني من أمراض مزمنة ويترددون مرارا على دورات المياه ، وهنا تكون المشكلة، عندما تشتري بطاقة للمرة الأولى بـ 10 ريالات فكم تحتاج الأسرة ، ومنها مايتاح نقدا بسعر 5 ريالات لمرة واحد فقط ، واذا أردت إعادة شحن البطاقة تحصل على مرة مجانا ، وهذا الأمر بات مثيرا للتندر ، كما أن الأسر أصبحت تحسبها بطريقة اقتصادية خلال فترة التنزه، وتجعل من تكلفة دورات المياه بندا في مصروفات الخروج إلى الكورنيش .

ولفت الشمري إلى وجود عدد كبير ممن هم لا يعرفون كيفية الدخول بهذه البطاقات الذكية ولا يعرفون عنها خاصة القادمين من خارج المملكة، أو من مناطق أخرى، ولا تنسى أصحاب الأمراض المزمنة ممن يعانون من مرض السكري الذين يحتاجون الدخول الى دورات المياه علي الأقل ثلاث مرات .. فماذا يفعل هذا الرجل او السيدة وكم يحتاج من نقود؟ وأضاف: معي بطاقة ذكية ولا أستطيع دخول الدورات والسبب أن أقرب دورة مياه بجانبي لا تعمل، فأضطر للذهاب الى اخرى تبعد عنها مسافة، ناهيك اذا اردت شحن البطاقة فعلي الذهاب الى مكان أبعد منه للشحن، وليس من نفس المكان. حقيقة يجب الوقوف على هذا الموضوع وحله؛ سواء من الأمانة او من الجهة المشغلة ؛ حتى يستطيع الزوار والمصطافون قضاء أوقات مريحة دون تلك المتاعب.

أجهزة لاتعمل
وفي سياق متصل، اعتبر عزام الشريف أن مثل هذا الموضوع أصبح محرجا وبالذات للأسر التي تزور الكورنيش ، ولايشجع على الخروج عندما يتفاجأ كثيرون بحكاية البطاقة الذكية لدخول دورات المياه ، وبعضها يتعرض نظامها للعطل فلا تعمل البطاقات ، وهذا يتكرر كثيرا فيضطر الشخص وقد يكون طفلا أو مسنا للذهاب الى دورة مياه ثانية ، والمشي لمسافات طويلة بحثا عن أقرب وحدة من الحمامات وهذا أمر يزعج الكثيرين ، فأرجو من أمانة جدة إعادة النظر في ربط الحمامات ببطاقات ، كما أن البعض يجهلون التقنية الحديثة ولا يوجد معهم من يعولهم سوى سائق أو خادمة ، كما أن أسعار أكشاك المواد الغذائية مرتفعة ولا رقيب عليها، خاصة المشروبات والشبسات وغيرها من الأكلات الخفيفة للأسر بشكل غير طبيعي.

وقال محمد المطيري قائلا: وإذا كانت تلك هي ملاحظاتنا التي نتمنى إيجاد حلول لها ، فإن الجانب الآخر إيجابي من حيث النظافة العامة وصيانة المرافق والألعاب على كورنيش جدة ، وقد لمسه مرتادوه طوال الإجازات الصيفية ، ومنهم القادمون عبر شركات للحج والعمرة خاصة الممشى الرائع والمسارات المختلفة ، وهذا الإنجاز ينقصه علاج مشكلة بطاقات دورات المياه؛ حتى تكتمل راحة مرتادي الكورنيش والتمتع بهذا الشاطئ الجميل.


ملاحظة أخرى أبداها عدد من زوار الكورنيش في نفس السياق وهي حاجة البعض إلى الوضوء فتظهر أمامهم مشكلة البطاقات ، وحول ذلك قال أحدهم : تفاجأنا وقت اذان المغرب بأن دورات المياه القريبة لا تفتح ولا نعلم كيف تفتح سوى بالبطاقات، ولا يوجد شخص نشتري منه البطاقة في المكان نفسه فتوضأنا من مياه البحر.

واثناء جولاتنا على كورنيش جدة استوقفنا “سام أحمد” وهو موظف في الشركة التي تقوم على بيع البطاقات الذكية لدخول دورات المياه ، فأفاد أن سعر البطاقة 10 ريالات للاستخدام 4 مرات ، ومدتها 6 أشهر ، ويمكن معرفة كم المتبقي في رصيدها ، واذا اردت إعادة شحن البطاقة مرة اخرى تحصل على مرة مجانا وبذلك يكون لديك 5 دخلات لدورات المياه في الكورنيش ، وتوجد أجهزة تعمل على إعادة شحن البطاقات دون الرجوع للموظف، فنحن من جانبنا نحرص عند بيع البطاقة على شرح كيفية استخدامها ومعرفة الرصيد عبر الجهاز الموجود في الكورنيش .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *