المحليات

مدارس الطفولة المبكرة .. الخيارات مفتوحة والمعلمات الأكثر قدرة

جدة- عبدالهادي المالكي

نجحت العديد من المدارس الأهلية نجاحاً ملفتاً، في تجربة إسناد تدريس الصفوف الأولى للمعلمات، وذلك أن طلاب الطفولة المبكرة، “ما دون التاسعة” بحاجة ماسة لمن يأخذ بأيديهم عبر مرحلة تمهيدية تؤهلهم لخوض غمار الدراسة عن دراية كاملة بعد سن التاسعة، أي في الصف الرابع الابتدائي.

ويعتبر طلاب مرحلة الطفولة المبكرة من أشد فئات الطلاب للعناية الخاصة، والتركيز في إطار تأسيس مداركهم برعاية الأمهات القادرات على تأهيلهم عوضاً عن حالات الصدمات التي تشهدها المدارس الابتدائية، بعد أن نزج بالصغار فجأة إلى عالم التعليم، وكثيراً ما اصطدموا بمعلمين من فئة غلاظ شداد ، والذين ” ينفرون ” الأطفال من التعليم غير أن تكليف معلمات متخصصات لمرحلة الطفولة المبكرة يساهم في ردم الفجوة في التدريس بين رياض الأطفال والصفوف الأولية والمستوى التحصيلي بين الجنسين.

وقرار دمج طلاب مرحلة الطفولة المبكرة، لم يكن وليد اللحظة، بل كان نتائج دراسة اللجنة التي تم تشكيلها منذ عام 2017 لدراسة دمج الصفين الأول والثاني واستناداً على التجربة الفعلية للعديد من “المدارس الأهلية” نجحت في تنفيذ هذه التجربة منذ سنوات، وأظهرت نتائج مقارنة المخرجات مستويات أقوى لمن تلقوا تعليمهم.
وتعزو وزارة التعليم عملية الدمج إلى أن مخرجات التعليم للصفوف الأولية لدى الطالبات أعلى منها لدى الطلاب ووجود هذه الفجوة والتفاوت في المستوى التعليمي يظهر بشكل جلي في نتائج التعليم والتقارير التي تقيس التحصيل الدراسي لهذه المرحلة، وعلى غرار العديد من المؤسسات التعليمية في كثير الدول المتقدمة تعليمياً التي نجحت في تطبيق هذه التجربة قررت وزارة التعليم تطبيقها رفعا لمستوى نسبة الالتحاق في مرحلة الطفولة المبكرة وتحقيقا للتعلم الأمثل للأطفال.

تبديد اللبس
ولأن آلية الدمج التي أقرتها وزارة التعليم أحدثت لبسا لدى العديد من المواطنين في آليات الدمج ومراحله وطريقته، فإن مدير عام برنامج الطفولة في وزارة التعليم ندى إسماعيل تزيل اللبس فيما يتعلق بقرار دمج مدارس تعليم مرحلة “الطفولة المبكرة” للبنين والبنات، الذي أقرته وزارة التعليم هذا العام، إذ أن العديد من أفراد المجتمع يعتقدون أن القرار يشمل الطلاب والطالبات ابتداءً من مرحلة رياض الأطفال، وحتى الصفوف الأولية التي تنتهي بالصف الثالث الابتدائي ، لافتة إلى أنه سيتم تخصيص معلمات متخصصات لهذه المدارس، و أن هدف الوزارة من هذه الخطوة يتمثل في ردم الفجوة في التدريس بين رياض الأطفال والصفوف الأولية والمستوى التحصيلي بين الجنسين.

وقالت إسماعيل: إن مدارس الطفولة المبكرة التي يشملها هذا القرار تنقسم إلى مدارس رياض أطفال، ومدارس تعليم الصفوف الأولية بالمرحلة الابتدائية (أول، ثاني، ثالث) بنين وبنات، وهم الذين تتراوح أعمارهم ما بين “6- 8 أعوام”؛ حيث سيكون دمج تعليم الطلاب والطالبات في صف واحد فقط في “مدارس رياض الأطفال”، وهم ما دون سن السادسة في حين سيكون التعليم في القسم الثاني من مدارس الطفولة المبكرة، وهي “مدارس الصفوف الأولية” في فصول منفصلة بين الجنسين؛ حيث ستكون هناك فصول خاصة فقط للبنين، وأخرى مستقلة عنها للبنات.
وأكدت في اتصال هاتفي مع “القناة الأولى السعودية” إعداد فصول دراسية ودورات مياه للبنين خاصة ومنفصلة عن فصول ودورات مياه البنات بمدارس الصفوف الأولية، وكذلك الأمر ذاته فيما يتعلق بفترة الفسحة ونحوها لكلا الجنسين.


وأردفت: دمج فصول البنين والبنات وتعليمهم في فصل واحد، هو خاص فقط بمرحلة مدارس رياض الأطفال “الروضة”، والتي يبلغ عمر طلبتها أقل من سن السادسة.
وتابعت: الجديد هذا العام هو دمج المرحلتين “رياض الأطفال والصفوف الأولية” في مدرسة واحدة، تحمل اسم “مدارس الطفولة المبكرة”، والذي تسعى من خلاله وزارة التعليم لتحسين جودة التعليم في العملية التعليمية، ومعالجة بعض المعوقات والملاحظات التي يتم اكتشافها في السنوات الماضية من المختصين؛ لا سيما وأن “مرحلة الطفولة المبكرة” تمثل الأساس والخطوة الأولى التي ينطلق منها التعليم، وتتكون منها مراحل التعليم اللاحقة والمتقدمة.

وكانت المتحدثة باسم وزارة التعليم ابتسام الشهري، قد ذكرت أن مباني مدارس الطفولة المبكرة بمدن المملكة، جاهزة لاستقبال طلابها وطالباتها للعام الدراسي الجديد، والذي سينطلق اليوم الأحد في كافة مدارس المملكة.
قائمة الانتظار
وأكدت الشهري أن تغطية نسبة الأطفال من قائمة الانتظار للعام الحالي ستصل إلى 72% ، بنسبة زيادة في الالتحاق برياض الأطفال تصل إلى 50% بين العامين الدراسيين 1439/ 1440-1441هـ ، وأن نسبة الالتحاق الكلية في رياض الأطفال للعام الدراسي الحالي ستصل إلى 21 % بدلاً مما كانت عليه في العام المنصرم 17%، كما ستبلغ نسبة الطلاب المتوقع إسناد تدريسهم إلى المعلمات 13,5%، مشيرة إلى تحقيقها عائد وفر في التكلفة الكلية للمباني بلغ 2,080,582,585 مليار ريال بنسبة 91% بين تكلفة البناء وتكلفة الاستفادة من الشواغر والفراغات.
وأشارت إلى أن تأهيل وتطوير المباني للطفولة المبكرة واكبه تحديث لبعض الأنظمة الداخلية للمدرسة، وتوفير عناصر متخصصة في رياض الأطفال والصفوف الأولية وموظفات خدمات لتلبية احتياجات الأطفال في تلك المدارس مع إعداد وتطوير برامج تأهيليه لهن، كما تم توفير مبان مدرسية مجهزة ومستقلة.

وأضافت أن تطبيق مدارس الطفولة المبكرة سيكون في مختلف مناطق المملكة من مدن وقرى وهجر، موضحة أن وزارة التعليم اتخذت عدداً من الإجراءات لتطبيق الطفولة المبكرة، منها: مراجعة السياسات التعليمية ذات العلاقة بهذه المرحلة، وتشكيل فرق عمل من المتخصصين لبناء وتنفيذ وتقويم التعليم في الطفولة المبكرة، والاستفادة من التجارب الدولية والإقليمية في مجال تطوير، وتحسين جودة التعليم في الطفولة المبكرة، وإعداد الخطط التنفيذية وتحديد المستهدفات المستقبلية، وتطوير البرامج التربوية في الطفولة المبكرة.

مبررات الدمج
وتعزو وزارة التعليم الحاجة الى عملية الدمج الى أن مخرجات التعليم للصفوف الأولية لدى الطالبات أعلى منها لدى الطلاب ووجود هذه الفجوة والتفاوت في المستوى التعليمي يظهر بشكل جلي في نتائج التعليم والتقارير التي تقيس التحصيل الدراسي لهذه المرحلة، وعلى غرار العديد من المؤسسات التعليمية في كثير الدول المتقدمة تعليمياً التي نجحت في تطبيق هذه التجربة قررت وزارة التعليم تطبيقها رفعا لمستوى نسبة الالتحاق في مرحلة الطفولة المبكرة وتحقيقا للتعلم الأمثل للأطفال.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *