هلْ صَحيحٌ ” كمَا يقولون ” بأنَّ الأهلي أكبَرُ كثيراً من أَنْ يُدرّبَهُ” يوسُفْ عَنبرْ ” !!؟وهل صحيحٌ أيضاً وكمَا يقولون أنَّ يوسُفْ عنبَر ، لَيسَ لدَيهِ ما يُقدّمهُ للأهلي وأنّ الذي حدَثَ هو أنَّ ( أُمّه كانتْ داعياله !! ) كما يقولُ إِخوتُنا في مِصرْ ..؟
أَنا مثلُهُم يا يوسف أقولُ ما يقولون ( لأنّي زَيّهُم ، أَفهمُ في الكرة !! ).. لكِنْني سأعودً أَنا وأَنتَ إلى الوراءِ قليلاً .. إلى ثلاثةِ أشهرٍ مضَت على وجهِ التّحديد .. كان فوساتي يومَها قد غادرَ للتّو ، ولم يَبقَ على نهاية الموسم سوىً سِتِّ مباريات ” مِفصليّة ، ثلاثٌ محَليّة ، وثلاثٌ بآسيا ..
تغَلّبتَ بدايةً على ” الوحدة ” وبالثّلاثة .. يومَها إن لم تخُنّي الذّاكرة ، ( كانتْ أُمّكْ داعيالك !! )، أَنَا أذكُرُ هذا جيّداً .. ثمّ ، وخلالَ يومينِ فقط، واجَهْتَ بورس بوليس الإيراني وتغلّبتَ عليهِ أيضاً بهدفين ، وهذه المَرّه أخبَرْتني أَنتْ ،وليسَ أحَدٌ غيرُك ( أَنّ أمّك كانت – برضو – داعيالك !! ) .. التقيتَ بعدَها بالسّد القطريّ وما أدراكَ ما السّدُّ القطريّ ، وفي ” الدّوحةِ على وجهِ الخصوص، تَلقّيتَ يومَها ، هدفين سريعينِ خلالَ عَشْرِ دقائقَ ، خَسِرتَ بهما اللقاء رغم السيطرة الكاملة على مُجرياتِ الشّوطِ الثّاني ..
بعدَها بأربعةِ أيّام وفي مباراةٍ دوريّه ، ( دَعَتْ لكَ أُمُّكْ !! ) ، كما أَذكُر !!! فَهَزَمتَ ” الفيصلي ” على أرضِه و بالأربَعَة ..
بعدَ خمسَةِ أيّام ، جاءَ موعدُ اللقاءِ الأخير في الدوري أمامَ الاتّفاق .. الفوزُ ولا غيره ، سيمنحك المركزَ الرّابع الذي يؤهّلك للعب الملحق الآسيوي .. ( 0/5 ) .. يا لَجبَروتكَ يا ” يوسف” !؟ .. لكِنْ لِمَ العَجَبْ ..!؟ أَلَمْ تَكنْ ( أُمّكَ ) هناك ، ( تَدْعو لَكْ !!!؟ ) .. امضِ ” يُوسُفْ “، ولا داعي لِأنْ تَقلقْ ، فأبوابُ السّماءِ كلّها مُشرَعة ( ودُعاءُ الأمّهات !! ) لا يُرَد ، ولم تَبقَ سوى الخطوة الأخيره ..”
بَخْتاكور الأوزبَكي بكُلّ عَتادِه ينتَظرَكَ في الجوهرة ، نقطةٌ واحدة، هي كلّ ما يريد ، يعودُ بها إلى” طشقند ” ليُقِيمَ الأفراح والليالي الملاح ..
هؤلاءِ ” الأوزبك ” ولسوء حَظِّكَ يا يُوسف ، لَيسوا مِثلَنا .. هُم لا يعترفونَ ( بدُعاءِ الأمّهات !!!) ، بَل بالعمل والعمل ولا شيء غيرَ العمل .. كانَ يوماً عصيباً يا ” يوسف ” ، كُنتُ أراكَ تستَعِدُّ للاحتفال ، لكنَّ بطلَ الدوري الأوزبكي وفي غمضةِ عين ” ينقلُ الاحتفَالَ إلى طشقند، ثُمَّ فجأةً ( وكَمَا في كُلِّ مَرّة )، يَتَدخّلُ ( دُعاءُالأُمهات !! )ويَأتي( “الغريبُ”بالعجِيبْ ).
وَينتصرُ الأهلي وينتهي المشهد ..
أمّا الآن ، فَسأترُككَ يا ” يوسف ” ، لأنّني سأذهبُ بالصّورةِ وَحْدي إلى مشهَدٍ آخر ، لمْ تَرهُ أنتَ .. سأذهبُ هناك ، إلى المَقصورةِ الرّئيسيةِ في ملعب الجوهرة .. هاهو ” الأمير منصور ” ، الرّجلُ” الذي أَحسَبُ أنّهُ قد آمَنَ بِقُدُراتِ يوسف عنبر ، هَاهُو يا يوسف ، يكادُ يطِيرُ فرحاً بما تَحقّق .. لَعَلّهُ الآن يُفَكِّر في حفلِ تكريمٍ يليقُ بِكَ وبإنجازكْ .. لكِنْ مَهلاً ” يوسف ” ، أَتَذْكُرُ أولئكَ النّاصِحينَ الأخْيارَ ( اللي يِفهَموا كورة ..!؟؟؟ ) والله ما كانوا إلاّ مُضَلّلينَ أشرارا ، ضيَّعوا فِطرتَهم واتّبعوا ما تُمليه عليهم أهواؤهم .. هاهُم أُولاءِ يا “يوسف ” ، يتَحلّقون حَولَه ، والأميرُ لا يكادُ يُصدّقُ ما يَسمعْ : ( شكراً يوسف ، هُنا يَنْتَهي دَورُكْ .. ) !!؟؟
( المشْهدُ الأخير ) .. صوتٌ يأتي من هناك .. من بعيد ، لعَلّهُ صَوتُ مُعَزٍّ ، يخاطِبُكَ أنتَ يا ” يوسف ”
( ومَنْ يَصْنَعِ المعروفَ في غَيرِ أهْلِهِ
يُلاقي الذي لاقى مُجِيرُ ” أمُّ عامِرِ “
أَمَا إنّهُ واللهِ قد صَدَقْ ، غَيرَ أَنّي أحمَدُ الله أنْ أخرَجَكَ وما زِلتَ مُعافىً صحيحاً ، لم يُبقَرْ بَطنُكَ أو يُشرَبَ دَمُك ..• عذراً ” يوسف ” ، فوالله ما كُنْتَ لَهم إلاّ ذلك ” الكَريمْ الشّهم” ، ولم يَكُونوا لكَ سوى
( أُمِّ عامِر … ) .. إِيهِ يا ” يوسُف ” ، أَلَا حيّا الله ( أُمّاً ) أَنجَبَتْكَ .. وتُبّاً ( لِأُمِّ عامِرْ ) ..