•• كانت الحيوية الإنسانية، التي يمارسها الأمير خالد بن عبد الله، أحد رموز النادي الأهلي ، هي متعة الحياة الرياضية الحقيقية لإنسان النادي الراقي ، بل هي على الأصح حياة الإبداع الإنساني القُح التي تنطوي بكل تأكيد على شيء من العذوبة! وإننا لا نتصورُ قيادياً ورياضياً حقاً إلا وإنسانيته تتناسل وتتشكّل باستمرار..،
•• أما الأمير خالد بن عبدالله فَبِبسِماتِه كان يوجُّه مفرداتِ لغةِ شخوصه، وقد لا يرتابُ (المرء) حين يحدِّق في مثل هذه الشخصية ليلمح أميراً، وقد قاد ملكات شخصياته بما تتوفر عليه من معطيات إنسانية مكثفة بالمقارنة مع الصنو في نسق (الرياضة) الرسالة!
•• .. كان جدّ متميزا رياضياً وثقافياً وعلمياً، يمجُّ أيَّ لفظ أو سلوك لا يعنيه .. فيثير بكل تأكيد أي اهتمام، كما أنه وبضمير (الأنا) الرياضي كان يلفظ باستمرار تداعيات الاعتزاز بالذات والحذر والنظرة العجائبية!!
•• و(الأمير خالد بن عبد الله) .. من عنقود عنب الأسرة الحاكمة، أتى للرياضة موسم الصديق، فعرف فيه محبوه الوفاء والنقاء والصدق، كما عرفوا فيه الفطنة والذكاء وطموح الوطن والقدرة على الإبداع!
درست شخصيته بحكم التخصص، فوجدته عندي غير سواه، لأن سواه لن يكون هو، كما لن يكون سواه!
كيف لي أن أكتب عن شخصية موسوعية بالرياضة، استطاع من خلالها الأمير خالد بن عبدالله، أن يخرج بفكره وعلمه وثقافته وشخصيته من حيّز المكان والزمان إلى أبعد ناحية من الإنسان ومن المكان .. وهذا امتداد كان جميلاً لجيل قياديي الرياضة، الذين اقتربوا من الطموح الجاد الذي لابد وأن يؤتي أجمل الزهر طالما تعهده الوطن .. وتعهدناه جميعاً بما يليقُ من اهتمام وتقدير!لقد أمسك بالزمن في خصوصية عالمية هو فيها الخبير معلماً ومفكراً ورياضياً مبدعاً .. وهو فيها الشخصية الخلاقة وما بقي منه إنساناً وأحاسيس نبيلة تفيضُ من بين جنبيه روحاً تلامس الأرواح الأخرى في “كل أندية الوطن”بمشاعر ودودة وحميمة ..
•• وبإنجازاته (للنادي الأهلي وأكاديمية النادي التي كان أسسها واستمرت ردحاً من الزمن ) .. أضحيت ُ لا أستطيع أن أُعبِّر عن الأمير خالد بن عبدالله في موقف عابر، مثلما عجزتُ أن أعبر عنه في مواقف إنسانية كثيرة ومواقف رياضية سجَّلها لناديه، فَسحب بدماثة خلقه الشمس إلى فضائنا الوطني وأزاح ، وكلُّ المخلصين صنوه خيمة الليل!! لأن الأمير خالد بن عبد الله هو هبة روحه!
•• والأمير الإنسان .. كبيرٌ هو حتى في تواضعه .. صغارٌ نحن حتى في خيلائنا بعلمه وتبخترنا به ..
وبين قبل وبعد مسافة زمنية طرأت عليها وخلالها الكثير من المتغيرات بالنادي الأهلي -الأمكنة تغيرت .. و-الوجوه تغيرت .. و-المشاعر تغيرت .. و-الأصدقاء تغيروا .. وبقي الأمير خالد بن عبد الله، المكان والمكانة وسمو الفكر والأخلاق والطيبة والأريحية ..
بقي الوفاء الذي لم يتغير .. والإنسانية التي لن تتغير، ولا زلت مؤمناً بالله .. مدركاً أن الإيمان بتأسيس وسائط شخصيات المبدعين هي التي تقودهم لإظهار قيمة الإنسانية .لأنه ينظر لمزيج من زرقة البحر ولاخضرار الشجر ولأوراق الخريف الصفراء التي تسقط خارج (خالد بن عبد الله) وهو يسأل الثبات المتحوّل فيها فنقول له .. ويقول باذخ الوفاء : أتيت من الإبداع، وعُدت إليه .. أليس هذا اعتباراً وثباتاً؟!!تُسألُ الإنسانية وحيويتها ..ماذا أبقيت منه؟ وقد أسرفت إنسانيته في حب الأهلي بنزق شريانه الذي أضناه تمارسُ صناعة بطولات الأهلي والموهوبين في أكاديميته بحكمةٌ نابهةٌ وحسٌ إنساني منطلق بطموحه وشموخه إلى سمواتٍ من الخصوصية والتميّز .. أما (أنا) .. والمنصفون!! فسأقول له دائماً (يا سيدي).. وقد طارت ورقاؤك وإنسانيتك لجميع الرياضيين بعد تداعيات اعتزالك المشهد الرياضي، وقد نسجت من دقائق الوقت ولغة الصمت زمناً متصلاً بالأزمنة الآتية!! فلعلنا نتقاطر بالوفاء إليك وإلى الرموز لنكتب أسماءكم بماء المجد ونتسلل مفؤودين خلف العلا والفخار.!.