أخبرني كيف تنظر للحياة أقول لك كيف تفكر، وكيف تعيش، وكيف تُنشئ أبناءك.. فالأمر يكون جلياً في الغالب، تكفيني دقائق أتطلع فيها على أسلوبك لأعرف مع من أتحدث، ليست على طريقة العرّافين، ولا قرّاء الجسد وحركات العين، بل هي مجموعة استنتاجات وفقاً لما تشيعه من قناعاتك، عندما تعبّر عنها بصوت عال، فيتحول لفعل وسلوك منك بشخصك، وقدوة يتمثّل بها المؤمنين بك، ومن المؤكد ليسوا بقليل.
هل سمعت المقولة التي تحوي الآتي: ” الأقوال إذا تكررت تحولت إلى أفكار، والأفكار إذا ترسخت تحولت إلى أفعال، والأفعال إذا تكررت تحولت إلى عادات، والعادات تتحول إلى طباع، والطباع تحدد المصير ” إذا أدركت المضمون ستفهم قصدي.. ومهما كنت بارعاً في إخفاء ما تحويه نفسك من أفكار.. فإن تصرفاتك ستشير لمن حولك بملامح تلك الشخصية التي تمثّلك، وهنا يمكن الجزم بآن كل إنسان هو انعكاس أفكاره، فإن خالف ذلك فهو مدع أو منافق إذا صح التعبير، أو على أقل تقدير يحاول أن يكون شخص آخر بالمحاكاة غير المقصودة لا أكثر بهدف جمع جمهور من المستحسنين لصورة ذاك الشخص.
إن كنت قد وصلت لنوع من الاقتناع الطفيف بما أعنيه.. فأرجوك.. لا تنعت أفكاري بالأفلاطونية لمجرد أنني أعيش الحياة بنظرة متفائلة وأنا أنظر في النصف المملوء من الكوب، وكلّي يقين أن الامتلاء يمكن أن ينتج منه الكثير مهما كان نوع السائل الموجود، وأن الفراغ لا يحمل إلا انعكاس الصوت الصادر بفعل الصدا.
مَن منّا لا يحب أن يعيش على قوانين المدينة الفاضلة..؟ تلك المدينة التي يسودها الحب والسلام والعدالة والنظام، مع الوعي القاطع من جانبي بعدم وجود تلك المدينة إلا في أذهان البعض، إنما مجرد الإيمان من ذلك البعض قد يحدث فرقاً في تقبّل أذهان البقية الباقية لمصاعب الحياة.
خُلقت بأفلاطونيتي لأستقبل الحياة من منظور جميل، يجعلني أرى في العتمة سكون، وفي شدة الحرارة ظاهرة صحية للتخلص من السموم، وفي تأخر الرحلة فرصة للاستمتاع بالمكان، وفي اختلاف الجيل تعلّم بتحلّم.
وأنت لك الحق أيضاً في أن تقرر الاستمرار وأنت تتحمّل كل هتراتي من وجهة نظرك، أو أن تدير لي ظهرك وتعّبر.. لتعيش في ترقب لحدث فظيع وأعيش بدوري في نفس الترقب إنما لحدث جميل، فغد حتماً سيكون يوماً آخراً.
للتواصل على تويتر وفيس بوكeman yahya bajunaid