المحليات

في الأعياد.. الشاليهات والاستراحات خط أحمر

تحقيق- ياسر بن يوسف
تصوير- خالد بن مرضاح

كما جرت العادة في الأعياد والإجازات الطويلة… تكون الاستراحات والشاليهات مقصدا لكثير من الأسر والأفراد التي تمني النفس بقضاء وقت ممتع يستمتع به كل أفراد الأسرة. ولكن دائما ما يصطدم هؤلاء بالأسعار الخيالية لتلك الاستراحات والشاليهات في جدة؛ لذا طالبوا بتكثيف الرقابة عليها من قبل الجهات المعنية وبالذات في فترة الأعياد؛ حيث يقوم أصحابها برفع أسعارها بشكل غير نظامي، مستغلين هذه الفترة وحاجة الأسر السعودية إلى الاستجمام والخروج مع أطفالهم، وأصدقائهم للنزهة في الأعياد.

وقد ارتفعت نسب الإشغال في استراحات وشاليهات جدة إلى 100 %، الأمر الذي ساهم بشكل كبير في رفع المستثمرين الأسعار بالعقد لنسبة تتجاوز150 % نتيجة قدوم إجازة عيد الأضحى المبارك، وارتفاع الطلب على استئجار الاستراحات والشاليهات إلى أكثر من الضعف، ويستغل الكثير من أصحاب تلك المواقع فترة العيد؛ لتحقيق مكاسب بعد فترة ركود أعقبت عيد الفطر المبارك. ووفقا لمستثمرين وعاملين في قطاعات سياحية، فإن أيام المناسبات من كل عام تعد فترة مناسبة من حيث الإقبال المتزايد، مضيفين أن الاستثمار في هذا المجال يعد مربحًا، وذلك لعدم وجود ما يلبي متطلبات الشباب سواء في الأسواق أو في مواقع التنزه، حيث يرتفع الإشغال – كما ذكرنا- 100 % في فترة الأعياد، علاوة على ذلك أن بعض العائلات والأسر الكبيرة قد تستأجر الاستراحة لفترة تتراوح ما بين يومين إلى ثلاثة أيام بأسعار مرتفعة جداً.

اشتعال الأسعار
وقال متضررون من ارتفاع هذه الأسعار: إن الاستراحات تشهد ارتفاعاً غير عادي في الأسعار، إذ يبلغ السعر خلال الأيام العادية 1000 ريال، ويصل إلى 2000 ريال لليوم الواحد خلال فترة العيد، ناهيك عن الأمراض التي يصاب بها الأطفال والكبار؛ نتيجة عمل مسابح غير مطابقة للمواصفات المطلوبة.


في البداية، تحدث عبدالله محمد المنتشري عن استغال أصحاب هذه المنتجعات والاستراحات والشاليهات للموسم، واصفا هذا بأنه جزء لا يتجزأ من عدم خوفهم من الرقابة؛ حيث يستغلون هذه الأيام الجميلة التي يقضيها الأهل والأصدقاء مع أسرهم في العيد برفع الأسعار لمستويات خيالية؛ حيث يصل استجار اليوم الواحد إلى 2000 ريال، فهل يعقل هذا؟ ومن المستفيد منها سواهم؛ لذا يجب أن تكون هناك استعدادات مكثفة من قبل الجهات ذات العلاقة لمتابعة ورصد هذه الاستراحات والشاليهات، على الرغم من ارتفاع أسعار الإيجارات في شاليهات جدة وبعض الاستراحات، فإن نسبة الحجوزات قبيل فترة العيد بلغت 100 %، بينما بلغ متوسط سعر الليلة الواحدة خلال أيام العيد خمسة آلاف ريال، أي ما يعادل عشرين ألف ريال قيمة أيام العيد الأربعة، في الشاليهات التي تقوم بتأجير فترة العيد متواصلة وترفض تأجير يوم أو يومين.


وقال عبدالرؤوف جهاد الربيع: إن أسعار الاستراحات والشاليهات هذه السنة، ارتفعت بنسبة 100 % عن العام الماضي، ففي العام الماضي استأجرت الشاليه خلال أربعة أيام العيد بخمسة آلاف ريال، بينما بلغ هذه السنة 10 ألف ريال لمدة أسبوع، على اعتبار أن هذه الإجازة أطول من العام الماضي، وإدارة الشاليه قررت تأجيره لمدة أسبوع بهذا المبلغ.


وقال حمزه عبيد العجلاني: إن أسعار الاستراحات مرتفعة مقارنة بسعرها في الأيام العادية، وهذه الزيادة غير مبررة، وتصل للضعف، وأحياناً إلى الضعفين! مؤكداً ضرورة الرقابة حتى لا يصبح هناك استغلال للمواطنين.

وأضاف بأن أسعار الاستراحات مرتفعة، مطالباً بأن يكون هناك سقف للأسعار في المواسم والأعياد؛ حتى لا يكون تحديد الأسعار عشوائياً؛ ففي شمال جدة تصل الأسعار إلى 2300 ريال في الليلة الواحدة بدلاً من1000 ريال في الأيام العادية، وذلك للاستراحات التي تتميز بوجود المسبح والحديقة وأماكن للعائلة وأماكن للضيوف والملاعب الرياضية.


وأشار المهندس محمد عسيري إلى أن الكثير من أصحاب الاستراحات يجعلون العمالة مسؤولين عن عملية التأجير، وهؤلاء يرفعون الأسعار فوق حدها الطبيعي؛ لتصل إلى مبالغ عالية؛ ترهق كاهل المستأجر، ويتربحون من وراء ذلك.

وأرجع عاملون في الشاليهات بجدة ارتفاع الأسعار إلى زيادة الطلب من قبل العائلات على استئجارها، إلى جانب الفعاليات والبرامج الترفيهية، والخدمات المميزة التي تقدم للمستأجرين في فترة الأعياد، مما يضطرهم إلى رفع الأسعار. إنهم غالبا ما يقومون بالتنظيم والتخطيط لبرنامج ترفيهي مميز طيلة فترة العيد، بهدف إدخال المتعة والبهجة على تلك الأسر وأطفالهم، وهذه البرامج التي يتم التخطيط لها، والشخصيات التي يتم استضافتها في فترة العيد تقوم إدارة الشاليهات بدفع أجرهم، إلى جانب بعض الأمور التي تجبرهم على رفع الأسعار في مثل تلك المواسم.

ولفت إلى أن تفاوت أسعار الشاليهات خلال فترة العيد يعود إلى موقع الشاليه، وقربه أو بعده من البحر، كما أن الشاليهات التي تضم مسابح خاصة أيضا لها سعر مختلف.

وبيّن أن هناك شاليهات صغيرة عبارة عن غرفة وصالة ودورة مياه ومطبخ، يكون سعرها عادة أقل من الفيلا التي غالبا ما تكون عبارة عن دورين وثلاث غرف نوم وصالتين وثلاث دورات مياه ومسبح خاص، إضافة إلى أن قرب الشاليه وبعده عن البحر له دور أيضا في ارتفاع أو انخفاض السعر.

وأضاف، أن الطلب مرتفع خلال الأيام الحالية على الاستراحات والشاليهات بجدة، وارتفع أسعارها إلى 150 % لتعويض خسائرهم خلال الشهور الماضية بعد ركودها فترة امتدت لثلاثة أشهر.

الجدير بالذكر أن أمانة جدة قامت وبتنسيق مع الجهات ذات العلاقة في متابعة ورصد الي هذه الاستراحات والشاليهات في وقت مبكر وقامت بتحذيرهم من المغالاة أو ارتفاع الأسعار واستغلال الموسم بدون وجه حق، الأمر الذي يعرضهم للعقوبات، أو الغلق بسبب مخالفتهم للأنظمة والتعليمات.

حماية المستأجرين

من جانبها، وضعت جمعية حماية المستهلك دليلا لحماية المستأجرين من الخداع، حددت فيه 6 نقاط ينبغي الالتفات إليها قبل استئجار الشاليهات والاستراحات، وهي الاتصال المسبق للتعرف على تجهيزات المكان، ومدى موافقته للاحتياجات، وهو ما يوفر عليه الكثير من الجهد والوقت، وزيارة المكان التي تساعد على تقييم مستوى النظافة، والتأكد من توفر خدمات ومتطلبات السلامة، خاصة سلامة التمديدات الكهربائية، وجاهزية مخارج الطوارئ، وطفايات الحريق والحراسة، بالإضافة إلى التأكد من سلامة المسبح، ونظافته، مما يساعد على الاستمتاع بالسباحة بشكل صحي وآمن، والبحث عبر الإنترنت لمعرفة المزيد من المعلومات التي يرغب في الاطلاع عليها لاستئجار شاليه أو استراحة، ومعرفة مدى قرب الخدمات الرئيسة؛ مثل التموينات والمطاعم ومحطات البنزين، مما يزيد من الارتياح ومتعة الإقامة في المكان، والحرص على التأكد من نقطة شبكة اتصال الجوال للمنطقة للتعامل مع أي حالة طارئة بشكل سريع، ومقارنة قيمة إيجار المكان بالاستراحات والشاليهات الأخرى، ومحاولة المفاصلة في السعر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *