المحليات

اتباع الإرشادات والنصائح طريق لحج صحي آمن

تحقيق – ياسر بن يوسف

تكثف الجهات الصحية بالمملكة من جهودها للحفاظ على راحة ضيوف الرحمن، وتقديم الرعاية الصحية المتكاملة لهم منذ وصولهم للأراضي المقدسة حتى انتهائهم من أداء مناسكهم والعودة لمواطنهم

وتعكف الجهات ذات العلاقة لبث الإرشادات والنصائح؛ من أجل التوعية والتثقيف الصحي والغذائي والدوائي لحجاج بيت الله الحرام؛ للوصول إلى حج سليم خالٍ من المشاكل الصحية، والأمراض …  ” البلاد ” يسعدها المساهمة في تقديم بعض الإرشادات والمعلومات الصحية التي تهم كل حاج… من خلال الحديث مع بعض المختصين في عدة مجالات صحية.

ففي البداية، يتحدث مستشار الإعلام الصحي الصيدلي صبحي الحداد، وذلك عن بعض الملاحظات التي تهم كل حاج مصاب بأحد الأمراض المزمنة، حيث يقول :‏‎ يجب على الحاج أن يحرص على جلب كمية من الأدوية التي يستخدمها؛ مثل أدوية الضغط أو السكري أو الربو أو غيرها، تكفي لفترة الحج مع زيادة الكمية

تحسباً لأي ظرف خلال فترة الحج، وأن يكون ملماً بطريقة استخدام كل دواء وجرعاته ومواعيد تناوله ، ويفضل أن يحمل الحاج معه بطاقة يوضح فيها أسماء وجرعات الأدوية التي يستخدمها.

وينصح د.الحداد مريض السكر بحمل جهاز قياس السكر لمراقبة مستوى السكر في الدم، بالإضافة إلى وجود مادة سكرية محّلية معه؛ تحسباً لانخفاض السكر بشكل مفاجئ، كما ينبغي مراعاة تغيير النمط الغذائي والجهد المبذول وفترة المشي اليومي خلال تأدية مناسك الحج مع جرعات الأدوية الخافضة للسكر، علماً بأن تغيير أي جرعات في الأدوية يعتمد بشكل أساسي على قراءات مستوى السكر في الدم.

أما مريض ضغط الدم المرتفع، فينبغي عليه-والكلام للحداد- مراعاة تناول أدويته في وقتها مع ملاحظة أهمية قياس الضغط خاصة، عند بذل مجهود مضاعف لفترة طويلة.

وفيما يخص مريض الربو، فيقول د.الحداد : ينبغي التأكد من صلاحية البخاخات من حيث تاريخ الانتهاء والكمية المتبقية، علماً بأن بعض البخاخات تنتهي صلاحيتها بعد شهر واحد من تاريخ الفتح، وينصح مريض الربو بالابتعاد عن أماكن الازدحام، وعن الغبار والأتربة والأدخنة والمواد والروائح المهيجة للجهاز التنفسي قدر الإمكان،

أما بالنسبة للأدوية الأخرى التي يلجأ بعض الحجاج عادة إلى استخدامها عند اللزوم مثل: أدوية الزكام والرشح والصداع، والإمساك، والإسهال، وغيرها، فينصح د.الحداد بعدم الإفراط في تناول تلك الأدوية دون داع

ومن أمثلة تلك الأدوية خافضات الحرارة ومسكنات الألم مثل الباراسيتامول، والأيبوبروفين والديكلوفيناك، والأشربة المضادة للسعال والكحة وطاردات البلغم، ومزيلات الاحتقان، وأدوية الغثيان والتقيؤ، وحبوب استحلاب للحلق، ومضادات التقلصات، والمغص واَلام المعدة، ويفضل في كل الأحوال مراجعة أقرب مركز صحي عند الشعور بأي عارض صحي.


تناول الطعام باعتدال


أما الدكتورة هدى أحمد الذماري، الأستاذ المساعد بقسم المواد العامة بجامعة المؤسس، فتقدم نصائحها للحجاج قائلةً :أخي الحاج.. أختي الحاجة، قد تكون هذه هي الحجة الأولى وحجة العمر للبعض، وهناك بعض الأمور يكون في الالتزام بها وقاية ضد بعض الأمراض، بإذن الله تعالى

ومن أهمها : الاعتدال في تناول الطعام والشراب، والاعتدال مهم للجهاز الهضمي؛ لحمايته من الأمراض التي من الممكن أن تؤثر على الحاج فتمنعه من أداء الشعائر الأساسية في الحج المحافظة على النظافة، قدر المستطاع وعدم تناول الوجبات المكشوفة، أو الأطعمة القابلة للفساد السريع، وخاصة أننا في فصل الصيف، والابتعاد عن مناطق الزحام قدر المستطاع ولبس الكمامات حتى لايتم انتقال الفيروسات بىسهولة مع استخدام المناديل الورقية الصحية

وعدم استعمال مناشف الغير، واستعمال النظارات الشمسية والشمسيات للوقاية من أشعة الشمس، كذلك ارتداء الملابس القطنية التي تساعد على امتصاص الرطوبة والحرارة ، مع تناول السوائل الصحية والإكثار من شرب الماء.

الكمامة للوقاية

أما الآنسة ليان إبراهيم السيد، أخصائية التغذية العلاجية بجدة، فتقدم عدداً من النصائح العامة التي يجب على الحاج اتباعها أثناء الحج هي : الحرص على لبس الكمامة للوقاية من الأمراض المعدية، مع ضرورة تواجد تواجد حقيبة تحتوي على كل ما يلزم من أدوية، خاصة الأدوية العلاجية، وتنظيم وقت الوجبات وضرورة تناول وجبة الإفطار صباحا.

يجب شرب الماء باستمرار بمعدل ٢،٥-٣ لتر يومياً لأنه يساعد على ترطيب الجسم والتعويض عن النقص الذي يحصل اثناء أداء مناسك الحج؛ حيث إن الجفاف يزيد من التقاط الجسم للأمراض الشائعة أثناء الحج، ويجب أن يتضمن الغذاء ٢-٤ حصص يوميا من الفواكه والخضار لاحتوائها على الفيتامينات والمعادن التي تساعد على زيادة المناعة ضد الامراض الشائعة، ويجب غسلها جيدا قبل الأكل.

يجب الحرص على تناول البروتينات قليلة الدسم (الدجاج، اللحم، السمك) لإمداد الجسم بالطاقة، فخلال الحج يكون الجهد المبذول ضعف الأيام العادية، مع التركيز على مصادر أخرى للبروتينات يمكن تناولها كوجبة خفيفة (المكسرات اللوز والفول السوداني).

وتناول العسل فإنه من الأغذية المفيدة ويقوي المناعة ضد الأمراض الشائعة أثناء الحج، كذلك حاول استبدال الخبز الأبيض بالخبز الأسمر للاستفادة من القيمة الغذائية.

تناول أعداد فردية من التمر؛ لأنه غني بالسكريات التي تمد الجسم بالطاقة ولاحتوائه على البوتاسيوم الذي يساعد في خفض ضغط الدم.

يجب عدم الإكثار من تناول الحلويات وخاصة مرضى السكر من أجل المحافظة على مستوى السكر بالدم، كذلك الابتعاد والتقليل من الشاي والقهوة لاحتوائهما على الكافيين الذي يسبب إدرار البول، وبالتالي التعرض للجفاف.

تناول بعض الأعشاب إذا توفرت مثل الكمون والنعناع المفيدان للتخفيف من آلام المغص والغازات و الابتعاد عن السلطات وخاصة إذا احتوت على المايونيز فإنها تفسد سريعا، والمحافظة على غسل اليدين قبل الأكل والنظافة العامة للسلامة من الامراض.


تجنب أسباب الجفاف

من جانبها، قالت أخصائية التغذية الدكتورة رويدة إدريس : ينصح الحاج بإعداد وجبات خفيفة تمده الطاقة وترطب الجسم ويسهل التخلص من مخلفاتها في الحاويات المخصصة؛ لذلك من أهم الوجبات الخفيفة تجهيز كمية من المكسرات في حدود حفنة بحجم كف اليد من اللوز أو الجوز النئ، والفواكه المجففة طبيعيا، والتمر من أفضل الوجبات الخفيفة التي يسهل حملها و حفظها

أيضا الشابورة أو الكعك المضاف إليه الحبه السوداء ( حبة البركة ) لتقوية المناعة، والتغلب على الجوع.

لا تنسى عزيزي الحاج أن الماء مهم جدا، وإضافة شرائح الليمون للماء يساعد على رفع كفاءة جهاز المناعة. وأنصح الحجاج بعدم تناول وجبات غنية بالبهارات الحارة والملح والسكر؛ لأن السكر والملح سبب رئيس لجفاف الجسم.

من جهتها قالت الدكتورة جميلة هاشمي : بانسبة لحج ذوي الحالات الخاصة من كبار السن والأطفال، يجب التأكد من استكمال الأطفال لكل التطعيمات الأساسية ضد أمراض الطفولة المعدية، إضافة إلى التطعيمات الخاصة بالحج.

أمّا الشق الثاني من الاستعدادات الصحية للحج، فيشمل مجموعة من النصائح العامة التي يجدر الاهتمام بها أثناء التحضير للحج، خصوصاً كبار السن، الذين يعانون أمراضاً مزمنة

حيث يبدأ التحضير للحج بمراجعة الطبيب؛ للتأكد من استقرار الحالة الصحية والقدرة على الحج.

وينصح هؤلاء الحجاج بحمل بطاقة خاصة، يُفضّل أن تكون سواراً حلول المعصم، تُبيِّن تشخيص المرض ونوع العلاج والجرعة لتسهيل عملية إسعاف المريض في حال الحاجة إلى ذلك

كما يُفضِّل أيضاً اصطحاب تقرير طبي يُوضّح التشخيص والعلاج والجرعات، مع تأكيد أهمية أخذ كمية كافية من الأدوية التي يستخدمها أي مريض، لاحتمال عدم توافرها بسهولة في أماكن أداء مشاعر الحج، كما ينتشر بين الحجاج استخدام كمامات الأنف والفم للوقاية من التقاط العدوى بالأمراض أثناء أداء المناسك

وتجدر الإشارة إلى أنّ هذه النوعية من الكمامات لم تُعد لمثل هذا الاستخدام الشديد، بل على العكس فقد تجمع تلك الكمامات كميات من الأتربة والغبار أثناء استخدامها لفترات طويلة، من دون وجود ما يُثبت علمياً أنّها تقي من الجراثيم والغبار، لذلك إذا كان لابدّ من استخدامها فينصح بتغييرها بصفة مستمرة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *