مكة المكرمة – البلاد
أكد وزير الحج والعمرة الدكتور محمد صالح بن طاهر بنتن أن المملكة حريصة على مساعدة المسلمين لأداء فريضتهم، وتبذل كل ما في وسعها لخدمة حجاج بيت الله الحرام وتعزيز التعاون وتوحيد الجهود مع الجهات العاملة في منظومة الحج.
وكشف أن المملكة أصدرت مليوني تأشيرة إلكترونية للقادمين للحج دون أي عناء والقادم أفضل بإذن الله, منوها بحرص المملكة على توفير جميع سبل الراحة لحجاج بيت الله الحرام ليتفرغوا للعبادة وأداء النسك.
جاء ذلك لدى افتتاحه أمس أعمال ندوة الحج الكبرى في دورتها الـ 44 تحت عنوان “الإسلام تعايش وتسامح”، بحضور ومشاركة نخبة من العلماء والمفكرين والأدباء والمثقفين من المملكة والعالم، والمقامة على مدى يومين بفندق هيلتون المؤتمرات بمكة المكرمة
مؤكداً أن الندوة تجسد اهتمام حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود وسمو ولي عهده الأمين -حفظهما الله- في نشر التسامح والسلام والمحبة في العالم أجمع, لافتاً النظر إلى أن خادم الحرمين الشريفين يتابع أحوال حجاج بيت الله الحرام وكل ما يخص المشاريع والتطورات في مكة المكرمة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة.
وبين أن مكة المكرمة اليوم تستقبل عددًا كبيرًا من الحجاج يوازي عدد سكانها ومع ذلك ولله الحمد حسن الإدارة والتنظيم الجيد والمتطور يجعلنا نشعر أنهم جميعاً من سكان مكة. مشيراً إلى أن قرابة 350 ألف شخص قدموا لخدمة الحجاج من كل الجهات ونحن في المملكة العربية السعودية نسعد بخدمة ضيوف الرحمن.
من جانبه استعرض مستشار الديوان الملكي المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية الدكتور عبدالله الربيعة، المبادرات الإنسانية التي قدمها المركز لخدمة العالم ليجسد المعنى الحقيقي للتعايش والتسامح كقيمة إسلامية أصيلة تدعوا إلى تحقيق السلام بمفهومه الشامل.
وكشف الربيعة خلال ترؤسه الجلسة الأولى لندوة الحج الكبرى، التي حملت عنوان “العلم والإسلام في خدمة المجتمعات “أن المملكة في أعلى قائمة الدول الرائدة الداعمة لمجالات العمل الإنساني والإغاثي والتنموي في مختلف دول العالم، فهي تمدّ يد العون والمساعدة لكل الدول ذات الاقتصادات الهشة إقليميا وعربيا وإسلاميا وعالميا إسهاما منها في تخفيف ما تعانيه جراء الكوارث الطبيعية والنزاعات والحروب.
من جانبه قدم رئيس مجلس أمناء مستشفى 57357 في جمهورية مصر العربية الدكتور عمر بن عزت سلامه, شكره وتقديره للقائمين على أعمال ندوة الحج الكبرى، مؤكداً أنه لا يوجد مجتمع يتقدم ويتطور دون علم، وكل المجتمعات لم تكن لتتقدم لولا اعتمادهم على البحث العلمي. في حين دعا رئيس مجلس إدارة ساند لرعاية الأطفال مرضى السرطان بالمملكة الدكتور عبدالله بن أبو بكر باعثمان، أهمية الاهتمام بالتثقيف بشأن الرعاية الصحية وتكثيف الندوات والدراسات لحماية الأطفال من الأمراض المستعصية فيما أكد عالم سعودي في البكتيريا أستاذ في جامعة الملك سعود للعلوم الصحية الدكتور حسام بن مأمون زواوي, أن جهود المملكة واضحة في الحد من انتشار الأمراض المعدية والمحافظة على صحة الجميع.
وفي نهاية أعمال الجلسة الأولى من الندوة قال رئيس مكتب شؤون الحج السنغالي مستشار رئيس الوزراء الدكتور عبد العزيز كيبي: “إن الإسلام دين يضع الإنسان في مقدمة أولوياته.
وفي مستهل أعمال الجلسة الثانية للندوة بعنوان” أبواب الهداية للإسلام” التي رأسها نائب وزير الحج والعمرة الدكتور عبد الفتاح بن سليمان مشاط، قال المستشار في الديوان الملكي عضو هيئة كبار العلماء الشيخ الدكتور سعد الشثري، زرع الرفق في العاملين في الحج ينعكس على الحجاج، والمأمول أن تنتشر هذه القيم في العالم، وانتشار الإحسان والتسامح بين الحجيج ملاحظ ومرتبط بتحقيق أخوة المسلمين مهما اختلفت بلدانهم وألسنتهم.
في حين قال المستشار في الديوان الملكي عضو هيئه كبار العلماء الشيخ الدكتور صالح بن حميد: “إن سنة الله في الحياة تنوع الناس، والتعايش هو حق العيش في مجتمع واحد، مع ضرورة استيعاب اختلاف الآخرين.
وأكد الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبد العزيز السديس، أن موسم الحج رسالة عملية بأن الجميع باختلافهم متوحدون، والتعايش ظاهر في عناية القرآن والسنة والتطبيقات النبوية وسيرة الصحابة والسلف الصالح، ويحقق منهج الإسلام في الوسطية والاعتدال والتسامح وحفظ الكرامة.
وفي نهاية الجلسة الثانية للندوة بين سماحة مفتي غرقيستان الشيخ مقصد بيك توكتوماشيف، أن البشرية لم تعرف تسامحا وتعايشا مثل الذي جاء به الإسلام، حيث جعل الإحسان أحد الأخلاق العظيمة، وحتى يكون التسامح هو الأساس في التعاملات كافة.