المحليات

المزايدات المرفوضة

شعار صحيفة البلاد

بعد هذه الجهود العظيمة والإمكانات المتفوقة والخدمات التي تليق بقدسية الشعيرة، وترجمة شعار (خدمة ضيوف الرحمن شرف لنا) إلى سلوك، وواقع يشارك في صناعته القيادة والشعب، يجيء حرص المملكة على أمن الحج والحجيج انطلاقاً من واجب ديني، قبل أن يكون أحد ثوابت مسؤولية الدولة.

ومن المؤكد شرعاً أن أعظم مقاصد الركن الخامس من أركان الإسلام هو تحقيق التوحيد الخالص، وتحقيق هذا المقصد العظيم يتنافى معه ترديد الشعارات السياسية والدعوات العنصرية والطائفية والمذهبية، وبالمثل تتصادم معه التحزبات، والمهاترات والمجادلات.

وإذا كانت رعاية الحرمين الشريفين، والمشاعر المقدسة وخدمة ضيوف الرحمن، في مقدمة أولويات المملكة منذ تأسيسها في عهد الملك عبدالعزيز؛ حتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده الأمين، فإن الأولوية الثانية تأتي متمثلة في الحفاظ على أمن الحج والحجيج؛ باعتبارها من الثوابت التي لا تقبل المساومات، ولا تخضع للمزايدات، حتى تتوفر للملايين التي هفت قلوبها لأداء الفريضة، لأن تتعرض لنفحات الخالق مباشرة في ميقات زماني ومكاني محدد، كأخوة متوادين متراحمين متآلفين متعاونين؛ دونما ينغص عليهم السكينة أو يفسد عليهم الروحانية أو يحول بينهم وبين التمتع بنعمة الأمن والأمان في هذه الرحاب الطاهرة، واستثمار هذا الاهتمام البالغ من المملكة عبر مضاعفة منظومة الخدمات المتكاملة، وتسخير كل الموارد والإمكانات لراحتهم؛ كي ينعموا بأجواء إيمانية فريدة في سكينة وأمن وطمأنينة.

ومشاركة في أمن الحج، من الواجب على الحاج الالتزام بالتعليمات وأن يكون عوناً لرجال الأمن، الذين قيضهم الله للحفاظ على النظام وتنظيم الحشود ومنع التزاحم والتدافع، تحقيقا لوعد الله لضيوف الرحمن بالرجوع كيوم ولدتهم أمهاتهم إلى بلادهم سالمين غانمين، إذ أدوا الفريضة بلا رفث ولا فسوق ولا جدال.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *