المحليات

الوجه ملتقى عشاق الغوص ومخزن جراد البحر

جدة ـ البلاد

حينما تصل إلى مدينة الوجه، تتغير لديك المشاهد، وتجد أن السياحة بكامل ألوان الطيف تعلن عن حضورها، فمن سياحة الغوص في ” الزرقة ” اللامتناهية، إلى الشوارع التي تنبض بعبق التاريخ فضلا عن القلاع القديمة التي تعد شاهدا على حضارة عريقة 

إلى حانب هواية الصيد ” البرستيج ” المتمثل في صيد الإستكوزا ” جراد البحر”، وإذا اتجهت بوصلتك نحو السلسلة الجبلية في الوجه فإن ثمة سياحة ومشاهد أخرى تجدها في انتظارك، حيث أن جبالها بمثابة منتجع للوعول وهي محمية طبيعية يحافظ عليها الأهالي جيلا بعد الآخر.

وفي الوجه يجد عشاق الغوص ضالتهم حيث متعة الجلوس على الشواطئ لاستنشاق هواء البحر العليل الذي يميل لونه إلى الإحمرار حينما تودع الشمس.

“ محافظة الوجه ” لحظة الغروب لتغوص في عرض بحرها الهادئ، وتحول نهار الوجه المشرق إلى ليل مطرز بنجوم ملونة تزيد المكان جمالًا.

وبصفة عامة فإن الوجه منطقة جذب سياحي خاصة لهواة ” الغطس ” واكتشاف الأعماق والباحثين عن صيد الأسماك ولاسيما جراد البحر ( الاستاكوزا ) الذي تتميز به محافظة الوجه عن غيرها.

يبرز جراد البحر أو ” الاستاكوزا ” كأحد أهم الأصناف البحرية لشاطئ الوجه الضحل على وجه الخصوص، ويتكاثر بين الشعب الصخرية، ويبلغ طوله بين قدم إلى ثلاثة أقدام، وهو من فصيلة الجمبري ويعد ضمن الحيوانات القشرية المفصلية، جسمه الخارجي مغطى بقشرة صلبة تحميه.

يتميز الاستاكوزا بأنه ميّال للعيش في المناطق الضحلة التي تقع بين الشعب الصخرية، كما يتميز بأنه إذا قطعت أحد مفاصله فإنها تنمو بدلا منها مفاصل أخرى، كما يمتاز بلحمه الأبيض اللذيذ، ويقتات على الطحالب والأعشاب البحرية، ويتم صيده ليلاً عن طريق مصابيح تسلط عليه فلا يبرح مكانه وبالتالي يتم اصطياده بسهولة.

القلاع القديمة

واكد عدد من خبراء السياحة ان مدينة الوجه بما تمتلكه من مقومات سياحية متعددة فإنها بمثابة ايقونة التاريخ، خصوصا وأنها كانت معبرا للقوافل التجارية ، فضلا على أنها تشكل سياحة “الوان الطيف”.

كما ان الموقع الجغرافي لمدينة الوجه على ساحل البحر الأحمر الشمالي وتحديداً في منطقة تبوك في الجهة الشمالية الغربية من المملكة يجعل منها منطلقا سياحيا ، وهي تجمع بين ” حياة الريف ” والأيقاع العصري ومن مميزات مدينة الوجه إنها تضم معملاً لتحلية مياه البحر، ويعتبر المعمل الأول من نوعه في المملكة العربية السعودية. تشتمل على مطار داخلي.

يمر فيها خط الساحل الدولي الذي يربط بين مناطق شمال السعودية بالمناطق الجنوبية، كما أنّه يساعد على مرور الحجاج من الدول التي تحد المملكة جغرافياً: كالأردن، وسوريا، وحجاج البر من تركيا، ودول شمال أفريقيا، ومصر.

التاريخ يتحدث

نجد أن المدينة القديمة بها العديد من الآثار التاريخية، معالم مدينة الوجه التاريخية والسياحية شاطئ خليج حواز وحويز الذي يعتبر من أجمل وأكبر الشواطئ في المدينة؛ حيث تبلغ مساحته نحو 3 كيلومتر وطوله ستة كيلومترات، ويتميّز بتنوع البيئة الطبيعية فيه.

مسجد الأشراف المشيد قبل مئتين وخمسين عاماً، ويتميز بإطلالته على البحر الأحمر.

قلعة الزريب التي كانت عبارة عن نقطة للعناصر الأمنية ومحطة للحجاج ، اما كورنيش البلد فهو يتميز برصيفه الضيق البالغ عرضه عشرة أمتار، ويبلغ طوله كيلومترين، ويحتوي على سور قليل الارتفاع، ومقاعد إسمنتية.

قلعة الوجه التي شيّدت قديما من أجل حماية المدينة، والإشراف على الميناء، والسوق القديم، وتضم المدينة مواقع أثرية قديمة تحتوي على الخزف والفخار الإسلامي الذي يعود بتاريخه إلى القرن الثالث والرابع الهجري.

ومعالم أخرى كمتنزه الكورنيش، وشاطئ الهدية، ومنتنزه زاعم، وسوق تراثية، وهي تبعد عن محافظة ضباء مسافة 145 كيلومتراً من الجهة الجنوبية، وعن مدينة تبوك مسافة 325 كيلومتراً.

التراث الحضاري

ويمثل التراث الحضاري لمحافظة الوجه ثروة كبيرة وشاهد على الرقي المعماري الذي عرف به سكان المحافظة وتشتهر بشوارعها وبأسماء حاراتها القديمة وعرفت الوجه الصهاريج وهي من أشهر آثار الوجه وهي عبارة عن بناء مستطيل ذي فتحات سفلية تسمح بدخول مياه الأمطار بهدف جمعها داخل البناء واستخدامها للشرب عند نقص المياه ويبلغ طول الصهريج نحو 60 مترا وعرضه 20 مترا ويصل عمقه إلى 12 مترا وهناك من يذكر أن عدد الصهاريج بلغ 20 صهريجا.


ويبلغ عدد الآبار المتبقية في وادي الزريب 17 بئرا تنقسم إلى قسمين منها أحد عشر بئرا تقع حول قلعة الزريب وهي الأقدم أما الآبار الست المتبقية فقد حفرت في نهاية العصر العثماني وتقع بالقرب من مصب وادي الزريب وتعرف الآن بآبار وادي السيل، ومن أهم آبار القسم الأول : المويلحة، بئر المقومة الجنوبية، بئر العمارة، بئر التجارية، بئر العجوة، بئر الشادوف، بئر المنزلاوي، بئر المقرنة، وبئر القلعة.

أما أهم آبار القسم الثاني: والتي تقع في وادي السيل منها بئر سبيل هداج، بئر المنشية، بئر المعلم، بئر النقيعة، وبر السنوسي، وتوجد في محافظة الوجه ثلاث قلاع، إضافة إلى المساجد والزوايا القديمة يصل عمر بعضها إلى أكثر من 200 سنة فقد عرفت الوجه بوجود أقدم محكمة فيها وأول مدرسة ابتدائية عام 1333هـ / 1914 مـ، وتأتي ثاني بلدية بعد بلدية مكة أنشئت عام 1324هـ / 1906 مـ .

أما بالنسبة للفنار البحري والذي أنشئ في ميناء الوجه فقد لعب دورا كبيرا في السابق وزار الوجه العديد من الرحالة والمستشرقين ودونوا ذلك في كتبهم.

قلعة الوجه وهي من القلاع القديمة ترجع إلى عام 1376هـ ، حيث اتخذت موقعا استراتيجيا في حماية البلدة عند بنائها وتشرف في الوقت ذاته على الميناء وكذلك السوق القديم.

كورنيش البلد هو كورنيش البلدة القديمة وهو رصيف ضيق بعرض عشرة أمتار ويمتد كيلو مترين ويرتفع عن الشاطئ وفيه مقاعد أسمنتية وسور قليل الارتفاع. ويعد شاطئ خليج حواز وحويز من أجمل الشواطئ في الوجه ومن أكبرها وتبلغ مساحته 3.5 كيلو متر مربع بطول ستة كيلومترات تتنوع فيه البيئة الطبيعية وشاطئه بكر يصلح لرياضة الغوص.

المتنزهات السياحية

تقع واحدة بدا على بعد 100 كيلو متر إلى الشرق من الوجه وفيها موقع أثري قديم يكثر فيه الفخار والخزف الإسلامي الذي يرجع إلى القرنين الإسلاميين الثالث والرابع ، أما متنزه الكورنيش فهو يمتد على الشريط الساحلي وهو مرفق سياحي جيد لسكان المحافظة والزائرين وفيه العديد من الخدمات.

أما متنزه زاعم فيوجد فيه الكثير من الخدمات وفيه نقطة بحث وإنقاذ وهو من الشواطئ الجميلة التي تغري مرتاديها بالسياحة.

وبالنسبة لشاطئ الهدية فيقع جنوب الوجه ومساحته سبعة كيلومترات وطريقه ترابي ممهد وشاطئه رملي متدرج الأعماق لمسافة خمسة كيلومترات وتقدر مساحته ب 2.5 كلم مربع ويصلح للسباحة ويرتاده الكثيرون.

محطات سياحية

تشير معلومات السياحة في الوجه إلى أن القلاع القديمة والمباني الأثرية أصبحت من المحطات السياحية الجاذبة في المحافظة ومعلما بارزا للسائح للاطلاع على الارث التاريخي وفن البناء القديم والهندسة العمرانية الفريدة .

كما أن قلعة السوق تتميز بروعة البناء القديم ورونق الأصالة، وتحظى باهتمام بالغ من الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني كونها إحدى أبرز الوجهات السياحية بالمحافظة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *