لندن ــ رويترز
شدد الوزير في وزارة الدفاع البريطانية توبياس إلوود على إن الجميع يشعر بقلق إزاء احتمال نشوب صراع في الشرق الأوسط، مؤكد أن المطلوب في الوقت الحالي هو تهدئة الموقف.
وفي رده على سؤال بشأن احتمال فرض عقوبات على إيران بعد احتجازها ناقلة نفط بريطانية، أوضحت الوزارة أنها تبحث عدة خيارات.
وأكد إلوود التزام بلاده بالوجود عسكري في الشرق الأوسط للإبقاء على مضيق هرمز مفتوحا أمام حركة الملاحة.
وكان الحرس الثوري الإيراني قد نشر مقطع فيديو يوثق احتجاز ناقلة نفط ترفع العلم البريطاني، وظهرت عدد من الزوارق السريعة وهي ترافق السفينة الضخمة في مضيق هرمز.
ولم تكن السفينة تحمل أي شحنة من النفط، وكان على متنها طاقم من 23 فردا؛ 18 منهم هنود، وتقول إيران إنها تجري تحقيقا بشأن ما حصل.
وأدانت بريطانيا احتجاز إيران لناقلة النفط، ورفضت مزاعم إيران حول احتجاز الناقلة بسبب كونها طرفا في حادث تصادم.
وبحسب مزاعم إيران، فإن ناقلة النفط لم تستجب لنداء الإغاثة الذي أطلقه مركب الصيد الإيراني، لكن هذه المزاعم لم تحظ بالقبول لدى الدول الغربية.
وأظهرت اللقطات أفرادا ملثمين من الحرس الثوري وهم يحملون أسلحة آلية وهم ينزلون على سطحها من طائرة هليكوبتر، وهو الأسلوب الذي استخدمه مشاة البحرية الملكية البريطانية أثناء احتجاز ناقلة إيرانية قبالة ساحل جبل طارق قبل أسبوعين.
وتنظر عواصم غربية إلى احتجاز الحرس الثوري الإيراني للناقلة في أهم ممر ملاحي في العالم لتجارة النفط، بمثابة تصعيد عسكري بعد ثلاثة أشهر من المواجهات التي دفعت بالفعل الولايات المتحدة وإيران إلى شفا الحرب.
وكانت بريطانيا قد بعثت رسالة لمجلس الأمن بشأن اختطاف إيران لناقلة نفط تابعة لها قالت فيها إنه لا أدلة على زعم إيران أن الناقلة اصطدمت بقارب صيد إيراني.
وأكدت في رسالتها أن قوات إيران اقتربت من الناقلة في المياه الإقليمية لسلطنة عمان، مشيرة إلى أن الإجراء الإيراني ضد الناقلة يمثل تدخلا غير قانوني.
وفى سياق أفادت صحيفة “ديلي تليغراف” البريطانية بأن وزراء بريطانيين يضعون خططاً تهدف إلى فرض عقوبات على إيران بعد احتجاز إيران لناقلة نفط.
وأضافت الصحيفة أنه من المتوقع أن يعلن وزير الخارجية البريطاني جيرمي هانت إجراءات دبلوماسية واقتصادية الأحد بما في ذلك احتمال تجميد أصول ردا على الواقعة.
وقالت الصحيفة إن بريطانيا قد تدعو الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي أيضا إلى إعادة فرض عقوبات على إيران بعد رفعها في 2016 عقب إبرام اتفاق بشأن برنامج إيران النووي.
بدورها كشفت صحيفة “الصن” البريطانية عن مناقشة لجنة الطوارئ البريطانية، المعروفة باسم “كوبرا”، إرسال غواصة نووية ومشاة البحرية الملكية لتعزيز الدفاع البحري في الخليج، بعد استيلاء إيران على ناقلة نفط بريطانية،
وقالت “الصن” إن الغواصة النووية البريطانية من فئة “آستيوت”، التي يعتقد أنها في المياه بالفعل، من المتوقع أن تتجه إلى منطقة الخليج خلال أيام.
وأوضحت الصحيفة أن القادة العسكريين اختاروا الغواصة النووية “آستيوت” بسبب الخطر الذي تشكله الغواصات الإيرانية من فئة “يونو”، ونقلت عن القائد البحري المتقاعد توم شارب قوله إن هذا النوع من الغواصات الإيرانية “يشكل تهديداً خاصاً”.
وأضاف شارب أن الغواصات الإيرانية “يونو” عادة ما تختبئ تحت سطح المياه مباشرة، وأنها مزودة بطوربيدات ثقيلة الوزن قادرة على تدمير سفينة بحرية، وربما حاملة طائرات”.
هذا فيما يتواصل الكشف عن الفضائح المالية الضخمة في إيران والتي سجلت أعلى معدلات فساد في العالم، ومن ذلك ما كشف عنه رئيس مكتب الرئيس الإيراني حسن روحاني، في خطاب لوزراء الصناعة والزراعة والصحة العامة، إن مليار يورو (1.12 مليار دولار) كانت مخصصة لاستيراد الأدوية والسلع الأساسية قد “اختفت”.
ونقلت صحيفة جيروزاليم بوست، عن إذاعة فاردا أن محمود فايزي، رئيس مكتب الرئاسة الإيرانية، طلب في الخطاب، توضيحا لما حدث للواردات التي وعد بها أولئك الذين تلقوا العملة الأجنبية بسعر الصرف الحكومي.
وبسبب الانخفاض الحاد في قيمة العملة الإيرانية في السنوات الأخيرة، تخصص الحكومة العملات الأجنبية بأسعار صرف أرخص لمستوردي الأدوية والمواد الغذائية والمواد الخام الحيوية وغيرها من السلع الأساسية التي يتم الموافقة عليها مسبقا، ويلتزم هؤلاء المستوردون بشراء ونقل البضائع الموافق عليها مسبقا إلى إيران.
لكن فايزي قال إن حوالي 849 مليون يورو مخصصة لاستيراد “السلع الأساسية”، و130 مليون دولار أخرى مخصصة للأدوية، تم منحها لشركات، قد “اختفت”. وتقول جيروزاليم بوست إن وزير الصحة سعيد ناماكي أفاد باعتقال مجموعة من موظفي الوزارة بتهمة التواطؤ في مؤامرات فساد تتعلق باستيراد الأدوية والمعدات الطبية.
وأضاف أن بعض المستوردين تلقوا مليوني يورو لاستيراد دعامات قلبية، لكنهم استوردوا بدلا من ذلك كابلا كهربائيا وهربوا من البلاد.
وفي وقت سابق من يوليو، ذكرت إذاعة فاردا أن إيران أنفقت أموالا حكومية مخصصة للإمدادات الطبية الأساسية على واردات السجائر.
وعلى صعيدا اخرقتل عنصران من مليشيا الحرس الثوري خلال اشتباكات مع مجموعة مسلحة، في محافظة سيستان وبلوشستان جنوب شرقي البلاد.